موسم الولائم – عادل سعد
هل بدأ موسم الولائم ينشط في العراق ، وفق معلومات اكاديمي في العلوم السياسية معروف بتقديم الاستشارات ، ان هذا الموسم هو الان على خط الشروع ، واذا ذهبت الامور الى المزيد من التعقيد لتنفيذ استحقاقات المناصب الرئاسية الثلاث وحواشيها فان محصول الولائم سيكون (وفيرا ) خلال الايام القادمة حتى تنتهي (حفلة) توزيع الحصص المعروفة . لاشك ستنشغل وسائل الاعلام بالموضوع ، سنسمع ونرى الكثير من اللغو والتذاكي والنواح والابتسامات الصفراء ، وسنشاهد المزيد من السيارات المظللة في جولات تنقل كما سنشهد حتماً عمليات نصب وضحك على الذقون وبيع وشراء لهذه اللجنة ، او الحقيبة الوزارية، او تلك مع قائمة طويلة من الوعود الهوائية ،(وحلفان بالطلاق )، وتبادل بالانخاب ، بعضها على فوران قناني الشمبانيا في فترات سماح للبعض على ايقاعات معروفة اليوم ( اليوم خمر وغدا أمر)
نحن امام توقعات قد تصل متغيراتها الى (مناصب) الاشخاص المسؤولين عن تقديم واجب الضيافة من قهوة وشاي ومكسرات و (كيك ) ،هكذا يتطلب المشهد العام ، القياسات المعتمدة تفرض سطوتها ، الانتقاء يشمل الجميع من الماسحين على الاكتاف الى كاتمي الاسرار ، الى المخولين بفتح الابواب امام ديكة السياسة من دون ان يتخلى الديك عن النظر الى القمامة ، انها من ممتلكاته تطبيقا للتوصيف المعروف ( يموت الديك وعينه على المزبلة)
على اي حال الاكاديمي الذي تطوع لتزويدي بمعلومات عن موسم الولائم بطين بالاساس ويخشى الان ان تزداد بطانته تحت ضغط الموائد لكثرتها ، وحين طالبته بالاحتكام الى ارادته والامتناع عن التمادي في الأكل ، قال لي بعبارات حاسمة ، كيف لي ذلك ، امام اغراءات الموائد المزدحمة بما لذَّ وطاب تسقط مقاومة الاشتهاء .
لقد قالها الشاعر السوداني الراحل ( في غبار خيولك ضاعت بلادي) وبدون اي تحــــفظ اقول، على وقع وباء الولائم السياســــية يتجه العراق الى الافلاس .
عالم المتواليات العراقية السائدة الان ، ليس هناك حدود للفواتير و(المال السائب يعلم السرقة) و (نوم الحراس ضياء للصوص) ، العيون على المناصب التي تدر الربح الوفير ، والذي (يفرش) المزيد من الولائم يضع في حسابه انه سيسترجع كل ما دفع من
فواتير ومطاعم الدرجة الاولى ادخلت نظام الحواسيب ليس فقط لدى (الكاشير) الرئيسي ، وانما هناك حواسيب بأيدي موظفي الخدمة الذين يتنقلون بين الرواد ، كل شي محسوب ، وللمعلومات حواسيب الولائم دخلت الدواوين والمضايف ايضاً ، نحن الان في زمن الحواسيب ومقصات الخصومة المحتدمة بين الضمير السياسي الحي والمعدة السياسية ، ليس باليد الا الانتظار ولكن لابد من الاستدراك . الويل للعراق ان تستمر ثقافة الوحل …. والويل للعراق ان يظل التخطيط السياسي الاستراتيجي التلظي عند حدود الحافة وفق تبليغات دوائر القرار التي تنص على استخدام القوة الناعمة وزخات رصاص بين الحين والاخر مع المزيد من الولائم .
السؤال الاخير، متى تنتصر العفة.