كييف -موسكو -واشنطن -ا ف ب -الزمان
أطلقت روسيا حوالى 70 صاروخا عابرا على أوكرانيا الأربعاء، أسقط 51 منها، وفق سلاح الجو الأوكراني، بعدما تسببت الضربات الجوية في انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع. وأوضح على تلغرام «في المجموع، أطلق حوالى 70 صاروخا عابرا من طراز Kh-101/Kh-555 +Kalibr+. ودمرت قوات الدفاع الجوي 51 صاروخا. كذلك، دمّرت خمس مسيّرات من نوع لانسيت في جنوب البلاد». فيما أكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن الأربعاء أن القوات الروسية تعاني نقصا «كبيرا» في ذخائر المدفعية، وهو أمر يقوّض عملياتها في أوكرانيا. وقال أوستن للصحافيين من داخل طائرة عسكرية أميركية «واجه الروس صعوبات لوجستية منذ بداية» الحرب في أوكرانيا و»ما زالوا يواجهون صعوبات لوجستية». وأضاف «يعانون نقصا كبيرا في ذخائر المدفعية». واستهدفت كييف مواقع تخزين تابعة لموسكو، ما تسبب للروس «بصعوبات نوعا ما من ناحية كمية الذخيرة المتاحة لديهم».
ولفت أوستن إلى أن القوات الروسية تعتمد بشدة على المدفعية إذ تطلق عددا كبيرا من القذائف قبل إجراء مناورات برية. أدت ضربات روسية إلى سقوط قتلى بينهم رضيع في عيادة ولادة في جنوب أوكرانيا، كما طالت بنى تحتية للطاقة في العاصمة كييف الأربعاء، في موجة جديدة من الهجمات الممنهجة التي تسببت بانقطاع الكهرباء في مختلف مناطق البلاد.
في الأثناء، اعتمد البرلمان الأوروبي الأربعاء قرارًا يصف روسيا بأنها «دولة راعية للإرهاب» على خلفية هجومها على أوكرانيا، داعيا دول الاتحاد الأوروبي الـ27 إلى أن تحذو حذوه. وقالت أجهزة الطوارئ الأوكرانية إن صواريخ روسية أصابت مستشفى ليل الثلاثاء الأربعاء في فيلنيانسك بمنطقة زابوريجيا الواقعة جنوبا حيث أكبر منشأة أوروبية للطاقة النووية والتي تسيطر عليها روسيا. وندد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي بالضربات وما اعتبره استخدام روسيا «الإرهاب والقتل» لتحقيق «ما لم تتمكن من تحقيقه».
ونشرت أجهزة الطوارئ تسجيلا مصورا يظهر عناصرها واضعين خوذات واقية ويستعينون بمصابيح مثبتة على رؤوسهم، أثناء محاولة إخراج رجل علق حتى مستوى الخصر بين أنقاض.
وقالت الأجهزة في بيان «دُمّر مبنى قسم الولادة المؤلف من طابقين» مضيفة «في ذلك الوقت كانت امرأة ورضيع وطبيب يتواجدون داخل المبنى».
توفي الرضيع فيما أُنقذت المرأة والطبيب من بين الانقاض، بحسب المسعفين. وأضافوا أنه طبقا للمعلومات الأولية لا يوجد أشخاص آخرون بين الركام. وقال رئيس إدارة منطقة زابوريجيا أولكسندر ستاروخ «الحزن يملأ قلوبنا». والضربات هي الحلقة الأخيرة من سلسلة هجمات روسية سابقة طالت مرافق طبية أوكرانية منذ غزو روسيا لجارتها في 24 شباط/فبراير. وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن الهجمات الممنهجة الأخيرة على شبكة الطاقة تتسبب بأعطال كبيرة في مستشفيات أوكرانية. وأدى هجوم عنيف في آذار/مارس على مستشفى في ماريوبول الساحلية التي دمرتها الحرب، إلى مقتل ثلاثة أشخاص بينهم طفل. ودانت أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون الهجوم، فيما اعتبرته موسكو «مدبرا».
وطالت ضربات روسية العاصمة الأوكرانية كييف الأربعاء، وقال رئيس بلدية المدينة فيتالي كليتشكو إن بنى تحتية حيوية أصيبت في القصف.
وقالت إدارة مدينة كييف على منصات التواصل الاجتماعي «العدو يشن ضربات صاروخية على البنية التحتية الحيوية في مدينة كييف. ابقوا في الملاجئ حتى انتهاء حالة التأهب الجوي».
وانقطعت الكهرباء عن مدينة لفيف (غرب) بعد أن طالها قصف، بحسب رئيس البلدية. أعلنت شركة الطاقة النووية الأوكرانية الأربعاء أن محطات الطاقة النووية الثلاث التي لا تزال تحت السيطرة الأوكرانية انفصلت عن شبكة الكهرباء، بعد قصف جوي روسي جديد. وقالت إينيرغواتوم (Energoatom) إن الضربات أدت إلى تفعيل بروتوكولات الطوارئ في محطات ريفننسكا وبيفدينوكرانسكا وخميلنيتسكا وأنه «نتيجة لذلك … انفصلت جميع المفاعلات تلقائيا» عن شبكة الكهرباء. كما تشهد مولدافيا «انقطاعا للتيار الكهربائي على نطاق واسع» الأربعاء عقب الضربات الروسية على منشآت للطاقة الأوكرانية، على ما قال نائب رئيس الوزراء المولدافي أندريه سبينو. وكتب سبينو على فيسبوك «نتيجة القصف الروسي لنظام الطاقة الأوكراني خلال الساعة الماضية، نشهد انقطاعات كبيرة في الكهرباء في كل أنحاء البلاد» فيما كانت مولدافيا تواجه أصلا مشاكل كبيرة في الطاقة لأسباب مرتبطة بالحرب في أوكرانيا.
إرهاب وقتل»
في منطقة خاركيف بشرق البلاد، أدى قصف روسي طال مبنى سكنيا وعيادة إلى مقتل شخصين، وفق الحاكم أوليغ سينيغوبوف.
وقال سينيغوبوف على مواقع التواصل الاجتماعي: «تعرضت كوبيانسك للقصف. لحقت أضرار بمبنى سكني من تسعة طوابق وعيادة. للأسف قتل شخصان: امرأة عمرها 55 عاما ورجل يبلغ 68 عاما».
ومن جهته قال زيلينسكي على منصات التواصل الاجتماعي عقب الضربات إن «العدو قرر مجددا أن يحاول باللجوء إلى الإرهاب والقتل لتحقيق ما عجز عن تحقيقه طيلة تسعة أشهر ولن يتمكن من تحقيقه».
وذكرت منظمة الصحة العالمية في وقت سابق هذا الأسبوع أنها سجلت أكثر من 700 هجوم على مرافق صحية منذ بدء الغزو الروسي.
وقال مدير المنظمة لمنطقة أوروبا هانس كلوغه للصحافيين إن «تواصل الهجمات على بنى تحتية للصحة والطاقة يعني أن مئات المستشفيات ومرافق الصحة العامة لم تعد تعمل بشكل كامل».
استهدفت روسيا بشكل منهجي البنى التحتية للطاقة في أوكرانيا ملحقة بها أضرارا جسيمة قبل فصل الشتاء، وقال كلوغه إن «تداعياتها السلبية على النظام الصحي وعلى صحة الناس باتت ملموسة بالفعل».
وتعرضت بلدة فيلنيانسك حيث تقع عيادة الولادة والتي تبعد 45 كلم عن خط الجبهة، لضربات روسية الأسبوع الماضي أودت بعشرة أشخاص وفق مسؤولين.
وتقع البلدة في زابوريجيا التي تقول موسكو إنها ضمتها رغم عدم بسطها سيطرة كاملة على المنطقة.
- «أعمال إرهابية» -
يعد قرار البرلمان الأوروبي إعلان روسيا «دولة راعية للإرهاب» خطوة سياسية رمزية ليس لها تداعيات قانونية.
وطالبت كييف مرارًا المجتمع الدولي بإعلان روسيا «دولة راعية للإرهاب» وسيُغضب قرار برلمان ستراسبورغ على الأرجح موسكو.
وفي النص الذي أقر في ستراسبورغ قال النواب الأوروبيون إن «الهجمات والفظائع المتعمدة التي ارتكبها الاتحاد الروسي ضد السكان المدنيين في أوكرانيا وتدمير البنية التحتية المدنية وغيرها من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي ترقى إلى أعمال إرهابية».
ورحبت أوكرانيا بالقرار. وصرّح زيلينسكي على مواقع التواصل الاجتماعي «يجب عزل روسيا على كافة المستويات ومساءلتها من أجل وضع حد لسياستها القديمة المتمثلة بالإرهاب في أوكرانيا وفي أنحاء العالم».
من جهة أخرى أعلنت أجهزة الأمن الأوكرانية الأربعاء إنها صادرت «مطبوعات مؤيدة لروسيا» وأموالا واستجوبت عشرات الأشخاص خلال عمليات دهم لعدد من الأديرة الأرثوذكسية.
ومن بين المواقع التي تم دهمها، دير بيشيرسك لافرا أو مغاور كييف الذي يعود إلى القرن الحادي عشر والمدرج في قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
وقالت أجهزة الأمن إنها حققت مع 850 شخصا من بينهم روس وأوكرانيون، مضيفة أن «أكثر من 50 منهم خضعوا لاستجوابات معمقة في إطار مكافحة التجسس».
أضافت «البعض منهم أبرزوا جوازات سفر وبطاقات هوية عسكرية من الحقبة السوفياتية، أو لم تكن بحوزتهم أي وثائق أصلية إنما نسخا عنها، أو كان يحملون جوازات سفر أوكرانية بها دلائل على تزوير أو تلف».