موت الضمير
توافقت الرؤى بين الاخلاق العظيمة على أنتخاب فيصل الكلمة ومرجع الأمر.
بعد عتق رقبة الرأي واطلاق الاغلال عن يدي الأختيار وهو من عالم الفطرة في أدناه و عالم الكمال في أقصاه.
عالم منابذ لعوالم التهافت والجنون ، مفارق لحملة الهوس والتهستر ، منافياً لدعاة الصخب والضجيج.
أستقر ركونه في شيب الوقار ، وطاب حله في عفة شقائق النعيم ، ومال الى حياء البراعم.
مصاحباً في ترحاله لرفقة الأنصاف ، وملازماً في ترداده لأعوان الاستقامة ، يأنس بمشابهات الأنجذاب. ويكمد لزلة النظير الذي هوى من نبض الحياة لتحتضنه شاهقة القبور.
أسرعت أصوات البيعة اليه ومُدّ بساط اللون القرمزي تحت قدميه ليتربع ناصية الهيبة والطاعة وتتنفذ في القلوب مشاعره.
فَسادَ الشرف الرفيع عنوان لوجوده الذي ضم المبدأ والصدق وطاهرة الأرواح وعفة المنابع وجميل الأحدوثة في شعر الشعراء ومنابر الادباء وفصل القضاء وسوس الرعاة .
التعاطف سمة التعايش وأجنحة الرحمة ترفرف في سماء الغدق وروض الأرض ينعش قلب المقرور.. أحس المتربع بتوق نفسه الى التمرد على الأعتياد الممل وقد داهمته شلالات الحداثة والأنبهار.
وبدأ الخلان والاعوان يرون فيه مما لم يُعهد فأستشرى السواد غرته وهي أذن لأنصرافهم فأبتذل الشعراء بقصائد المجون والنزول الى أرذل الحضيض ووله والأدباء بقصص الافتتان المتبخرة عنها كل قطرات الحياء .. وحكم القضاة على من رفع عـنه القلم..
وتجبر الرعاة بأتباع الشهوات وبجوع الحفاة لأن الضمير قد فقد الحياة .
رسول مهدي الحلو