مواطنون لـ(الزمان): معاناة الطلبة من إزدواجية وثلاثية الدوام

 ديالى من مدينة للبرتقال إلى إستيرادها

مواطنون لـ(الزمان): معاناة الطلبة من إزدواجية وثلاثية الدوام

أصوات العنف تخفت بعد الإستقرار السياسي

ديالى – سلام عبد الشمري  – صباح الخالدي

تقع محافظة ديالى بالجهة الشرقية من العراق وتبعد عن العاصمة بغداد 57 كيلو مترا من ناحية الشمال ويمر بها نهر ديالى الذي يصب بنهر دجلة وهى من المحافظات التي تشتهر بزراعة الحمضيات ومن توابعها أقضية بلد روز و المقدادية التي تشتهر بزراعة الرمان و خانقين والخالص ومن نواحيها ناحية مندلي الحدودية وناحية قزانية.

(الزمان) التقت بالمواطنين والمسؤولين في مدن ونواحي المحافظة بعد ان عاشت المحافظة في الاشهر الماضية احداثا امنية القت بظلالها على الاوضاع الاجتماعية والتربوية والاقتصادية والنفسية للمواطنين.

ولكن مع اول اجتماع لمجلس المحافظة بكامل اعضائه وعودة كل الكتل السياسية المنتخبة الى المشاركة في عملية اعادة البناء والاعمار كل حسب مسؤوليته واستحقاقه الانتخابي ليعود الامن والاستقرار الى هذه المحافظة التي توصف بانها عراق مصغر لتنوع قومياته وطوائفه ومكوناته.

في القاطع الشمالي الغربي منه ويشكل العرب أغلب سكان المحافظة كما يسكنها كل من الأكراد والتركمان وخاصة في بعض المناطق الشمالية من المحافظة في مندلي ومدينة خانقين.

جانب تربوي

وكانت في مقدمة تلك المعاناه للمواطنين هي الجانب التربوي المواطن ابو علاء من قضاء المقدادية قال لـ(الزمان) أمس أن (وزارة التربية خصصت عددا من الكرفانات لبعض المدارس المهدمة والتي لا توجد مدارس قريبة منها لغرض اشراكها في ازدواجية الدوام او ثلاثيته معها).

واضاف ان (هذه الكرفانات لا تمتلك مقومات تؤهلها أن تكون مدارس ثابتة لذا من خلال (الزمان) ندعو الوزارة والمديرية العامة لتربية المحافظة بإعادة النظر فيها)

وقالت المواطنة ام محمد من قضاء بعقوبة مركز المحافظة ان (مدارس وطلاب المحافظة تعاني من ازدواجية وثلاثية في الدوام اضافة الى ما كان من تدهور امني في المحافظة وتأثيراته على الواقع التربوي والخدمي الامر الذي سيؤثر سلبا على التفوق الدراسي والمستوى العلمي العاليين الذي ننشده من اجل رفع الكفاءات العلمية لبلدنا ومحافظتنا).

ودعا المعلم ابو احسان من قضاء بعقوبة (الوزارة الى المباشرة ببناء المدارس الطينية والآيلة للسقوط والمهدمة منذ اكثر من سنة لان تأخر انجاز بناء المدارس بمواعيدها المحددة ادى الى حدوث ارباكات للإدارة المحلية فقد تم استغلال بعض المنازل او الدور المؤجرة واستخدامها كمدارس للطلبة وهي لا تتوفر فيها ابسط الشروط الواجب توفرها في الدوائر).

في الوقت الذي طالب مجلس المحافظة ووحداتها الادارية بسرعة بناء وإعادة تأهيل المدارس المهدمة في المحافظة، حيث أن وزارة التربية وضمن مشروع رقم 1 و2 شملت 179 مدرسة لا عادة تأهيلها وبنائها في المحافظة، وتم تهديم 110 مدارس منها، ولم يتم انجازها بسبب تلكؤ الشركات التي تعاقدت معها الوزارة وبقية المدارس الاخرى مازال العمل فيها متلكأ رغم استلام أكثر من 60 بالمئة من قيمة المشروع اما معاناة المواطن في المحافظة من الجانب الامني قال المواطن ابو بارق من قضاء المقدادية ان (الوضع في القضاء وبعض نواحيه مر بمرحلة خطيرة للغاية، بسبب تكرار مسلسل الخروقات الأمنية والتي أدت الى إزهاق أرواح العشرات من الأبرياء).

واضاف ان (المواطنين الساكنين في بعض المناطق الساخنة بدأوا بالنزوح منها الى مناطق أكثر أمنا خوفا من نشوب فتنه طائفية ما بينهم وبين أهالي المنطقة الساكنين فيها لان استقرار الأمن في المقدادية هو مفتاح الأمن بالمحافظة بشكل عام وأي تدهور يحصل، سيكون بمثابة شرارة تنتقل الى بقية المناطق).

 وحذر ابراهيم جاسم من سكنة احدى المناطق الغربية لقضاء بعقوبة من (نشوب فتنة طائفية عمياء تحرق الجميع إذا لم تسارع الجهات الحكومية لطمأنه جميع الطوائف) داعيا الحكومة المركزية الى (توحيد الصفوف ومواجهة خطر التطرف والعمل على إحباط مؤامرات الأعداء وان على القوات الأمنية ان تأخذ دورها بشكل اكبر للحد من نزوح العوائل خوفا من نشوب اقتتال طائفي).

واضاف ان (الأصوات المتطرفة التي كانت تبحث عن العنف بدأت تخفت خاصة بعد الاستقرار السياسي للحكومة المحلية).

الإهتمام بالزراعة

ولان ديالى تعد سلة غذائية في انتاج الفواكه والخضر والتمور فقد شكا عدد من الفلاحين من اهمال الجهات الرسمية ذات العلاقة الاهتمام بالزراعة الامر الذي جعل الكثير من المزارعين يتركون ارضهم دون زراعة الى امتهان اعمال اخرى ليست لها علاقة بالزراعة فقد طالب المزارع ابو محمد الربيعي (بتعويض المزارعين المتضررين من جراء سيول الامطار التي شهدتها المحافظة والتي ادت الى تلف مئات الالاف من الدونمات الزراعية المزروعة بمحصولي الحنطة والشعير)، فيما اشار المزارع سعد ابو سامي الى ان المحافظة تسمى مدينة البرتقال كونها تشتهر بزراعة البرتقال وأصناف عديدة من الحمضيات مثل البرتقال واللالنكي والنومي حامض وتصدر الباقي الى المحافظات الأخرى ولكن أصبحت اليوم تستورد الحمضيات، وتكاد تخلو أسواقها من البرتقال والحمضيات المحلية). واضاف ان (تفشي الأمراض في البساتين والتجريف أديا الى تراجع إنتاج الحمضيات مما تسبب في خسارة اقتصادية بحيث نستورد فواكه نحن ننتج اجود منها).  البقال ابو سعد من سوق بعقوبة اوضح إن (رداءة الحمضيات المحلية دفعت بهم الى التوجه نحو الفواكه المستوردة إن البرتقال العراقي فقد من السوق منذ مدة، وإذا وجد فهو رديء، ولا يمكنه منافسة المستورد). اما المزارع ابو سنان عزا أسباب تراجع محصول الحمضيات في المحافظة الى (شح المياه وخاصة في فصل الصيف وانتشار الأمراض في الكثير من البساتين وقدم الأشجار المزروعة فضلا عن انخفاض أسعار الفواكه المستوردة التي أثرت على نسبة الإقبال على الحمضيات المحلية ، ما أدى الى هلاك الكثير من البساتين وإهمالها، فضلا عن اتساع ظاهرة تجريف البساتين وتحويلها الى أراض سكنـــــية دون موافقة الدولة). الناشط المدني عبد الواحد المسعودي دعا من خلال (الزمان) الى (تشريع قوانين تحد من ظاهرة تجريف البساتين) مطالبا (الحكومة المركزية بإيجاد حلول لازمة السكن وتقديم الدعم المادي للفلاح من حيث منحه قروض مالية بدون فائدة ولمدد طويلة الأمد وتوفير الأسمدة والمبيدات الزراعية ومضخات الماء وغيرها من الاحتياجات الاخرى التي تعيد برتقال ديالى لأهالي المحافظة).

أوضاع مستقرة

وقال المواطن شاذل عبد العزيز من ناحية السعدية ان الاوضاع في مناطقنا عاشت في الفترة الماضية اضطرابات امنية مما دفع العديد من الاسر الى الهجرة من الناحية إلى قضاء خانقين القريب او ناحية جلولاء ولكن الان الاوضاع مستقرة وقد عادت تلك الاسرالى بيوتها بدعم ومساعدة الحكومة المحلية في الناحية والمحافظة) واضاف ولكن ماتزال الناحية تعاني من ضعف الخدمات البلدية وحركة العمران واكساء الشوارع الفرعية والاهتماع بالفلاحين ومسا عدتهم خاصة ان في الناحية بساتين النخيل الكثيرة التي غدت مهملة). المواطن سرمد سعيد من اهالي بهرز اكد ان (الاوضاع الامنية المقلقة التي شهدتها مدن المحافظة انعكست على حركة المواطنين اليومية في تعدد النقاط الامنية في بعض مناطق المحافظة مما يولد عرقلة لحركة المرور وياحبذا ان تخفف هذه الفعاليات بالقدر المستطاع خاصة نحن مقبلون على فصل الصيف وارتفاع درجات الحــــــــــرارة في الزحامات المرورية).  ويذكر ان المحافظة تشتهر بسلسلة جبال حمرين وحوضها الجميل ويوجد فيها أيضا سد ديالى بالإضافة إلى بحيرة حمرين ونهر ديالى الذي ينبع من داخل اراضيها ومناخ محافظة ديالى شديد الحرارة صيفا بارد شتاء، ويعتبر حوض حمرين منطقة محددة وذات شكل معيني وتشكل سلسلة جبال حمرين الحدود الجنوبية الشرقية للحوض وهي عبارة عن حزام واسع لارض الحوض، ويقسم نهر ديالى الذي ينبع من إيران ومحافظة السليمانية الحوض إلى قاطعين شمالي غربي وجنوبي غربي وتنحدر التلال برفق على جانبي النهر باتجاه الجنوب الغربي وقد كونت التعرية لهذه التلال من الوجه الشمالي الشرقي سهلا رسوبيا دائما.

مشاركة