مواطنة بلا قيود
أسباب جنوح الأحداث
الافعال الجرمية بشكل عام تخضع بالضرورة الى اسباب ونتائج تصيب منظومة السلم الاجتماعي من ويلات وآلام نفسية وجسدية لضحايا الجريمة ، وحدة موضوعي تنصب على شريحة حيوية ومحورية في هيكلية المجتمع وهم الاحداث من الذكور او الاناث ، لماذا ارتفعت وتيرة جنوح هؤلاء الاحداث من كلا الجنسين بعد الغزو الامريكي للعراق عام 2003 ؟
وقبل الخوض في التفاصيل ينبغي تسليط الضوء حول الفئات العمرية التي تتراوح اعمارهم من السنوات الست الاولى الى ما قبل بلوغ سن الرشد المحددة قانونا بثماني عشرة سنة ، الاصل في السلوك التربوي يعتمد عى صيرورة الاسرة من الابوين حصرا وتشمل الرعاية المفترضة لهما من الناحيتين القانونية والأخلاقية وتقع عليهما المسؤولية كاملة في خياراتهم التربوية للبنوة ، اذاً اساس الرعوية ينطلق من الاسرة وأسلوبها التربوي السليم والممنهج ، ما هي تلك الاسس ؟ لقد اثبتت تجارب الامم وما اجتهد به علماء العقل وعلم نفس الطفل ومنظري علوم التربية والتعليم من الحكماء بأن النشأة الاولى لتربية الطفل تبدأ من سن الرابعة عند مرحلة تعلم البنوة طريقة المناطقة والمحاكاة من هنا يكون خط الشروع الاول في اذكاء عقل الطفل وتحصينه من كل اشكال الانحراف بالمفاهيم التربوية الصحيحة من قيم مجتمعية متواترة منضبطة ومتوازنة وتعاليم ايمانية معتدلة ، ثم يأتي دور المؤسسات الرسمية ذات العلاقة المطبقة لقانون رعاية الاحداث والتي يبدو عليها الغياب التام نتيجة ما حل بها وبأجهزة الدولة من فساد اضافة الى انعدام ادوار منظمات المجتمع المدني المتخصصة التي لا تمارس اعمالها على وفق الهدف الذي انشأت من اجله ألا وهو العمل التطوعي لقد باتت تنشد الربح والاتجار، ولعل الوضع الاقتصادي العام المضطرب وانتشار ظاهرة البطالة كانت سببا رئيسا في جنوح الاحداث، صحيح ان العامل الثقافي للأسرة ربما يسهم بشكل مباشر ايضا إلا انه لم يكن عاملا محوريا لان الثقافة الايمانية البسيطة تكفي وحدها للملاءة الرصينة لعقل الحدث لاسيما اذا كانت المتابعة النوعية للأبوين في تجسيدها من خلال المراقبة الدائمة وقوة شخصية الاب الراعي الاول للتربية ولا نستبعد التصرفات القولية والفعلية للام كونها الحاضنة الاولى ايضا ، اذن المطلوب تصحيح هذه المسارات الخاطئة وأضيف اليها ركنا فاعلا آخر ألا وهو ما يلعبه رجال الدين الاجلاء من اعمال جليلة ترتبط بخزائن الدين الحنيف من نصح وإرشاد لاسيما وقت المحن ، ولا استثني دور المؤسسات التربوية الرسمية ورجالها من معلمين ومدرسين الذين يحلون بالإحلال والبديل عن الوالدين ، كل هذه اسباب قهرية تدعم شخصية الحدث صوب الجنوح ؟
سفيان عباس
AZPPPL