مواجهات بين الأمن التونسي ومجموعة مسلحة في جبل الشعانبي

مواجهات بين الأمن التونسي ومجموعة مسلحة في جبل الشعانبي
تونس ــ الزمان تبادلت قوات الامن التونسية امس اطلاق النار مع مجموعة جهادية مسلحة متحصنة في جبل الشعانبي من ولاية القصرين وسط غرب الحدودية مع الجزائر على ما أفاد مراسل فرانس برس نقلا عن مصدر امني. وقال المصدر ان المجموعة تتكون من أكثر من خمسين شخصا من الجهاديين وأن بعضهم يحمل جنسيات اجنبية. فيما بدأ قصف منطقة الجيش التونسي جبل الشعانبي من محافظة القصرين غرب البلاد، بمدفعية الهاون وذلك في تصعيد يأتي عقب سقوط عدد من الجرحى الأمنيين والعسكريين اثر انفجار 3 عبوات ناسفة يٌعتقد أن عناصر مُسلحة زرعتها. ونقلت اذاعات محلية تونسية امس، عن مصادر أمنية قولها ان وحدات من الجيش التونسي لجأت الى مدفعية الهاون في محاولة منها لتفجير العبوات الناسفة والألغام التي زرعتها العناصر المسلحة في المناطق الوعرة من جبل الشعانبي الذي يُعتبر أعلى قمة في تونس. وبحسب المصادر الأمنية، فإن ما بين 20 و30 مُسلحاً يُعتقد أنهم ينتمون الى التيار السلفي المتشدد، يختبئون منذ مدة داخل المغاور والكهوف المنتشرة في جبل الشعانبي، وقد أحاطوها بأحزمة من العبوات الناسفة والألغام للحيلولة دون اقتراب القوات العسكرية والأمنية منها. ومن جهته، قال الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع التونسية العميد مختار بن نصر، ان المعركة مع الارهاب أصبحت مختلفة، بعد أن لجأت الجماعات الارهابية الى أساليب التفخيخ والتلغيم بعد أن حاصر الأمن والجيش المنطقة التي يختبئون فيها. وكانت السلطات التونسية قد دفعت بتعزيزات عسكرية وأمنية كبيرة الى منطقة جبل الشعانبي المحاذية للحدود مع الجزائر، وذلك بعد انفجار 3 عبوات ناسفة وُصفت بأنها ألغام أرضية، تسبّبت في اصابة 9 من أفراد الأمن والجيش بجروح متفاوتة الخطورة. وتحرّكت تلك التعزيزات بعد عقد اجتماع وزاري شارك فيه الجنرال رشيد عمّار قائد أركان الجيوش التونسية، خُصص لبحث التطورات الميدانية التي وُصفت بالخطيرة في منطقة جبل الشعانبي من محافظة القصرين. ورأى مراقبون أن لجوء الجيش التونسي الى مدفعية الهاون، يعني أن السلطات التونسية قررت القضاء على العناصر المُسلحة التي تتخذ من المغاور والكهوف مخابئ لها منذ مدة، وذلك بعد تزايد الانتقادات الموجهة لها. وحمّلت منظمات وجمعيات حقوقية ومدنية تونسية الحكومة الحالية برئاسة علي لعريض القيادي في حركة النهضة الاسلامية، مسؤولية العمليات الارهابية التي سًجلت في منطقة جبل الشعانبي خلال اليومين الماضيين.
واعتبرت في بيان مشترك حمل توقيع 20 منظمة وجمعية أهلية، وزعته في ساعة متأخرة من مساء أمس، أن الحكومة مسؤولة وذلك بالنظر الى تساهلها مع ظاهرة ترويج السلاح في البلاد والتجييش الايديولوجي والدعوات الصريحة للعنف .
يٌشار الى أن وزارتي الدفاع والداخلية التونسيتين أعلنتا في بيانات منفصلة عن اصابة 6 من أفراد قوات الأمن والجيش بجروح اثر انفجار لغم أرضي في منطقة جبل الشعانبي يُعتقد أن مُسلحين متشددين هم الذين زرعوه.
ويُعتبر انفجار الأمس، الثالث من نوعه الذي يهز المنطقة المذكورة في أقل من يومين، وذلك أثناء قيام وحدات أمنية وعسكرية مشتركة بعمليات تمشيط بحثاً عن عناصر ارهابية بحسب البيانات الرسمية.
وكانت وزارة الداخلية التونسية قالت الثلاثاء ان ستة من أفراد قوات الامن اصيبوا قرب الحدود مع الجزائر اثناء ملاحقة متشددين اسلاميين بعد انفجار لغم يشتبه انهم زرعوه.
وهذا ثالث لغم ينفجر في منطقة جبل الشعانبي في القصرين الواقعة على بعد 270 كيلومترا غربي العاصمة تونس مما دفع رئيس الوزراء علي العريض الى عقد اجتماع أمني عاجل مع وزيري الدفاع والداخلية.
و الاثنين اصيب اثنان من افراد الامن اصابات خطيرة بسبب انفجار لغم في جبل الشعانبي. وبترت ساق احدهما بينما فقد اخر عينه.
وهذا احدث هجوم يشتبه ان اسلاميين متشددين شنوه بعد ان هاجموا في الاشهر الماضية بائعي كحول ودور للسينما وقاعات للفنون.
وقالت وزارة الداخلية الثلاثاء في اطار مواصلة عمليات التمشيط واقتفاء اثر عناصر ارهابية بجبل الشعانبي من قبل وحدات خاصة من الحرس والجيش انفجر لغم ارضي ادى الى اصابة عنصر امن وضباط بالحرس الوطني اصابة خطرة واربعة اخرين اصابات طفيفة .
وقال العريض للصحافيين ان الارهاب وزرع الموت لا مستقبل له ولن ينتصر.. ستنتصر ارادة الحياة .
وادانت رئاسة الجمهوربة في بيان الاعتداءات بالمتفجرات على قوات الامن والجيش.
وفي كانون الاول الماضي اعلنت تونس تفكيك شبكة تابعة للقاعدة كانت بصدد تخزين اسلحة بهدف ما قالت انه سعي لاقامة دولة اسلامية.
وقال العميد مختار بن نصر الناطق الرسمي باسم الجيش التونسي ان المعركة مع الارهاب اصبحت مختلفة.
واضاف ان الجماعات الارهابية لجأت الى اساليب التلغيم بعد ان حاصر الامن والجيش هذه المنطقة.
وظلت منطقة جبل الشعانبي قرب الحدود مع الجزائر محور صراع واشتباكات مستمرة بين قوات الامن ومسلحين اسلاميين في الاشهر الاخيرة.
ومنذ الثورة التي اطاحت بالرئيس السابق زين العابدين بن علي قبل عامين زاد نفوذ الاسلاميين الذين عانوا من القمع طيلة حكمه.
واتهمت الشرطة مجموعة سلفية متشددة بالوقوف وراء اغتيال المعارض العلماني شكري بلعيد في 6 شباط الماضي. ونشرت وزراة الداخلية صورة خمسة اشخاص متهمين في القضية التي فجرت اسوا احتجاجات في البلاد منذ الثورة.
/5/2013 Issue 4493 – Date 2 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4493 التاريخ 2»5»2013
AZP01

مشاركة