مهزلة على الطائرة الرئاسية – شامل بردان
قبل سنوات كنت في زيارة لسول عاصمة كوريا الجنوبية، وكانت عادة الرئيس يومها ان يصطحب اكبر عدد ممكن من المسؤولين لغايات في نفسه، فهو يعرف حب الجماعة الشعور بزهو الايفاد و الظهور في الاعلام.لن احكي لكم عن انشطة الوفد التي اقتصرت على اخذ الصور و شراء الهدايا، بل عن الحركة الغريبة التي فعلها احد” المشرعين” لما ركبنا الطائرة الرئاسية للعودة الى بغداد، فبعد توديع الرئيس صعد عمال كوريون يحملون ادوات احتياطية لماركة كيا، زجاج و قطع غيار محرك، و ابواب، وقد انتبه الوفد لما مر العمال بجانب فخذ الرئيس الايسر يحملان الزجاجات الخلفية و الامامية لسيارة وو ضعوها على مقاعد الطائرة حتى لا تنكسر وتكون اقرب للخروج في بغداد من الانتظار.
الكل سأل: ماهذا؟
فجاء الرد على لسان سكرتيره: ان للشيخ سيارة كيا، ورأى ان يشتري ادوات احتياطية كاملة من الشركة بسول بدل ان يشتريها من بغداد!
هذا المشرع، ظهر امس ببيان يحمل فيه الشعب مسؤولية معركة اخلاقية لمكافحة الطرب والمخدرات بأعتبار انها معركة افتعلها الغرب مع العراق بعد انكسار داعش،هو يقصد” حفلة محمد رمضان” الذي ان استمر تكرار مهاجمته سيكون هو الذي سرق اموال العراق و افسد جهازه الحكومي و تاجر بالمخدرات، و نقل النفط شرقا و كان يعذب الاسرى في قسم من معسكرات ايران ايام حرب الخليج.
ويسألونك لم خسروا مقاعدهم؟
بسبب خطاب ان كان بنية سليمة فهو خطاب انسان مفصوم من الواقع، و ان كان خطاب استهلاك فبئس الاختيار، ذلك انك ايها الشيخ لو عشت مثل الطبقة التي تعاني الفاقة بسبب لك فيه سهم طويل، ولو كنت حائرا بأجرة منزل و خط كهرباء من مولد، ورأيت ان فلسك لا يسد جوعك لصمت او لتكلمت بما هو اهم و اقدم و اكبر من حفل عابر.حاول ان تبحث عن ايفاد جديد لطوكيو علك تنقل قطع غيار لاسطول سياراتك الجديدة.
