مهرجان الجعة بالمغرب..اليوم خمر وغداً الفاتورة

الرباط‭ – ‬عبدالحق‭ ‬بن‭ ‬رحمون‮ ‬

‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬التجاوب‭ ‬الذي‭ ‬خلفته‭ ‬‮«‬عريضة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬منع‭ ‬تنظيم‭ ‬مهرجان‭ ‬تذوق‭ ‬الجعة‭ ‬بالمغرب‭ ‬المرتقب‭ ‬تنظيمه‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬بوسكورة‭ ‬بالدار‭ ‬البيضاء‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬شهر‭ ‬أكتوبر‭/ ‬تشرين‭ ‬الأول‭ ‬المقبل‭ ‬؟‭ ‬ويشار‭ ‬أن‮ ‬77‭ ‬بالمائة‭ ‬من‭ ‬الخمور‭ ‬المُنتجة‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬النبيذ‭ ‬الأحمر،‭ ‬و‭ ‬6‭,‬6‭ ‬بالمائة‭ ‬من‭ ‬النبيذ‭ ‬الأبيض،‭ ‬و16‭,‬4‭ ‬بالمائة‭ ‬يتم‭ ‬إنتاجها‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬نبيد‭ ‬وردي‭ ‬ورمادي،‭ ‬مع‭ ‬العلم‭ ‬أن‭ ‬النوع‭ ‬الأخير‭ ‬يُنتج‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬المغرب‭.‬

وهل‭ ‬حملة‭ ‬المطالبة‭ ‬بمنع‭ ‬المهرجان‭ ‬يعتبر‭ ‬مجرد‭ ‬مقلب‭ ‬أطلقته‭ ‬شركة‭ ‬الجعة‭ ‬للدعاية‭ ‬رسمها‭ ‬والترويج‭ ‬لمنتوجها‭ ‬،‭ ‬ومعروف‭ ‬أن‭ ‬المغرب‭ ‬بلد‭ ‬معتدل‭ ‬ومنفتح‭ ‬قوامه‭ ‬الوسطية‭ ‬والاعتدال،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تظهر‭ ‬حالات‭ ‬وظواهر‭ ‬تدعي‭ ‬أنها‭ ‬راعية‭ ‬وحامية‭ ‬لقيم‭ ‬الأخلاق‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬عائدات‭ ‬خزينة‭ ‬الدولة‭ ‬بنسبة‭ ‬كبيرة‭ ‬مصدرها‭ ‬منتوجات‭ ‬الكحول‭. ‬وهل‭ ‬العريضة‭ ‬التي‭ ‬أطلقها‭ ‬الثلاثاء،‭ ‬نشطاء‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬للتوقيع‭ ‬عليها‭ ‬افتراضيا‭ ‬على‭ ‬ستعيد‭ ‬النقاش‭ ‬العقيم‭ ‬حول‭ ‬موضوعة‭ ‬هل‭ ‬الجعة‭ ‬حلال‭ ‬أم‭ ‬حرام‭ ‬؟‮ ‬

وتجدر‭ ‬الاشارة‭ ‬أن‭ ‬‮ ‬غرفة‭ ‬التجارة‭ ‬الألمانية‭ ‬بالمغرب،‭ ‬أعلنت‭ ‬عبر‭ ‬حسابها‭ ‬على‭ ‬‮« ‬فايسبوك‮ »‬‭ ‬عن‭ ‬تنظيم‭ ‬المهرجان‭ ‬الشهير‭ ‬بـ‭ ‬‮« ‬Oktoberfest‮  »‬‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬بوسكورة‭ ‬ضواحي‭ ‬الدار‭ ‬البيضاء،‭ ‬وهو‭ ‬الإعلان‭ ‬الذي‭ ‬أثار‭ ‬جدلا،‭ ‬بعدما‭ ‬سبق‭ ‬رفض‭ ‬تنظيم‭ ‬‮« ‬مهرجان‭ ‬البيرة‮ »‬‭ ‬الذي‭ ‬اعتاد‭ ‬الألمان‭ ‬تنظيمه‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬ميونيخ‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬1810‭.‬

وكرد‭ ‬فعل‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الاعلان‭ ‬أطلق‭ ‬نشطاء،‭ ‬منضوون‭ ‬تحت‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ ‬بـ‮ «‬منتدى‭ ‬تعزيز‭ ‬الهوية‮ «‬‭ ‬عريضة‭ ‬إلكترونية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬توجيهها‭ ‬إلى‭ ‬السلطات‭ ‬المغربية‭ ‬قصد‭ ‬منع‭ ‬الترخيص‭ ‬لتنظيم‭ ‬هذا‭ ‬‮« ‬الحدث‮ »‬‭.‬

وبلغ‭ ‬عدد‭ ‬الموقعين‭ ‬على‭ ‬العريضة،‭ ‬إلى‭ ‬حدود‭ ‬منتصف‭ ‬اليوم‭ ‬الثلاثاء،‭ ‬17‭ ‬ألفا‭ ‬و500‭ ‬موقع‭ ‬أبدوا‭ ‬معارضتهم‭ ‬على‭ ‬تنظيم‭ ‬المهرجان‭ ‬الذي‭ ‬أفاد‭ ‬‮« ‬منتدى‭ ‬تعزيز‭ ‬الهوية‮ »‬‭ ‬أنه‭ ‬سيتخلله‭ ‬أيضا‭ ‬تذوق‭ ‬لأطباق‭ ‬لحم‭ ‬الخنزير‭.‬

على‭ ‬صعيد‭ ‬آخر،‭ ‬كشف‭ ‬تقرير‭ ‬سابق‭ ‬صادر‭ ‬عن‭ ‬وزارة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والمالية‭ ‬المغربية،‭ ‬عن‭ ‬تسجيل‭ ‬المغرب‭ ‬لإيرادات‭ ‬فاقت‭ ‬التوقعات‭ ‬بشأن‭ ‬الرسوم‭ ‬المفروضة‭ ‬على‭ ‬استهلاك‭ ‬الخمور‭ ‬داخل‭ ‬المملكة‭ ‬خلال‭ ‬سنة‭ ‬2021،‭ ‬حيث‭ ‬سجلت‭ ‬عائدات‭ ‬الرسوم‭ ‬ارتفاعا‭ ‬قيمته‭ ‬حوالي‭ ‬360‭ ‬مليون‭ ‬درهم‭ ‬عما‭ ‬كان‭ ‬متوقعا‭ ‬في‭ ‬قانون‭ ‬المالية‭.‬

حسب‭ ‬تقرير‭ ‬تنفيذ‭ ‬قانون‭ ‬مالية‭ ‬السنة‭ ‬الماضية،‭ ‬فإن‭ ‬المغرب‭ ‬سجل‭ ‬عائدات‭ ‬بقيمة‭ ‬810‭ ‬ملايين‭ ‬درهم‭ ‬عن‭ ‬الرسم‭ ‬المفروض‭ ‬على‭ ‬الكحول‭ ‬والخمور،‭ ‬ومليار‭ ‬درهم‭ ‬عن‭ ‬الرسم‭ ‬المفروض‭ ‬على‭ ‬أنواع‭ ‬الجعة،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬كان‭ ‬قانون‭ ‬المالية‭ ‬لـ2021‭ ‬يتوقع‭ ‬عائدات‭ ‬بقيمة‭ ‬651‭ ‬مليون‭ ‬درهم‭ ‬فقط‭ ‬للرسم‭ ‬الأول،‭ ‬و800‭ ‬مليون‭ ‬درهم‭ ‬للرسم‭ ‬الثاني‭.‬

وتعتبر‭ ‬مناطق‭ ‬مثل‭ ‬مكناس‭ ‬من‭ ‬أشهر‭ ‬المناطق‭ ‬في‭ ‬إنتاج‭ ‬الخمر‭ ‬في‭ ‬المغرب،‭ ‬حيث‭ ‬أن‭ ‬60‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬من‭ ‬قنينات‭ ‬الخمر‭ ‬التي‭ ‬يُنتجها‭ ‬المغرب‭ ‬سنويا،‭ ‬يكون‭ ‬مصدرها‭ ‬جهة‭ ‬مكناس‭ ‬التي‭ ‬تضم‭ ‬مساحات‭ ‬شاسعة‭ ‬لزراعة‭ ‬وفلاحة‭ ‬العنب‭ ‬المُعد‭ ‬للخمر‭.‬

هذا‭ ‬وسبق‭ ‬أن‭ ‬تطرقت‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬فوربس‮»‬‭ ‬الامريكية‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬سابق‭ ‬عن‭ ‬الخمر‭ ‬المغربي،‭ ‬حيث‭ ‬وصفت‭ ‬المغرب‭ ‬بأكبر‭ ‬مصدر‭ ‬للخمر‭ ‬‮«‬الجيد‮»‬‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬إفريقيا

مشاركة