من يمسك بالخيوط؟ – سامي الزبيدي
أعلنت الحكومة أنها توصلت الى خيوط مهمة في عملية قصف السفارة الأمريكية قبل أيام وألقت القبض على متهمين بالعملية وصدور أوامر قبض بحق آخرين وان من بين المتهمين منتمين للأجهزة الأمنية متعاونين مع المنفذين وخبر التوصل الى خيوط طالما نسمعه بعد كل بعد كل خرق امني يحدث في بغداد أو المحافظات سواء كان عملية قصف القواعد التي تتواجد فيها قوات التحالف أو عملية اغتيال أو خطف أو سطو مسلح أو تفجيرات و قصف السفارة الأمريكية أخيراً , فبعد هذه العمليات تطلع علينا الأجهزة الأمنية ببيان تعلن فيه أنها توصلت الى خيوط لمنفذي هذه العمليات وبعد أيام تختفي هذه الخيوط ويسدل الستار على هذه الجرائم والأمثلة عديدة لا أريد الخوض فيها لكن ما يهمنا هنا هو موضوع قصف السفارة الأمريكية من قبل جماعة مسلحة قبل أيام فهذه المرة الحكومة هي التي أعلنت أنها توصلت الى خيوط مهمة في عملية قصف السفارة الأمريكية ونأمل ألا تختفي هذه الخيوط وتوضح الحكومة للرأي العام وللعالم من قام بعملية القصف ومن يمسك بخـــــــيوط هذه العــــــملية أي من يقف وراء المنفذين يا حكومتنا .
والمعروف انه في أغلب دول العالم وعندما تحدث جريمة أو عملية إرهابية سرعان ما تتوصل الأجهزة الأمنية لمنفذيها وخلال اقل من 48 ساعة إلا في العراق ورغم تعدد الأجهزة الأمنية والاستخباراتية وكثرة أعداد منتسبيها ورغم تعدد وتكرار عمليات التفجيرات وتعدد العمليات الإرهابية وعمليات الجريمة المنظمة وعمليات قصف القواعد العراقية التي تتواجد فيها قوات التحالف الدولي وقصف السفارة الأمريكية الأخير الذي وصف رئيس الوزراء منفذيه بالإرهابيين ومع تشابه طرق تنفيذها إلا ان الاجهوة الأمنية لم تستطع كشف المنفذين وتقديمهم للعدالة والأسباب معروفة فأجهزتنا الأمنية لم تكن بالكفاءة والمهنية والخبرة الجيدة ولا تمتلك الأجهزة والمعدات المتطورة خصوصا كاميرات التصوير وأجهزة المراقبة الحديثة وأغلب قادة الأجهزة الأمنية وضباطها وخصوصا الاستخباراتية والمخابراتية هم من ضباط الدمج والضباط الذين ينتمون الى ميليشيات أحزاب السلطة التي غالبا ما تتهم بتنفيذ مثل هذه العمليات فكيف يكشفونها والمعروف ان الضابط الغير مهنيين(الدمج) هم من غير المهنيين وتنقصهم الكفاءة والخبرة والتجربة للتعامل مع مثل هذه الجرائم لذا سيبقى المشهد الأمني في البلاد هشاً وقابل للاختراق وستتكرر الأعمال الإرهابية كقصف القواعد العسكرية في عين الأسد واربيل وقصف السفارة الأمريكية وحتى عمليات الاغتيالات والخطف وغيرها إذا لم يتم معالجة أسباب الإخفاقات والخروقات الأمنية وإذا لم يتم تفعيل الجهد ألاستخباراتي المهني بقيادة ضباط أكفاء ومهنيين وعناصر كفوءة وإذا لم تتم نشر كاميرات التصوير وأجهزة المراقبة الحديثة والفعالة في المناطق الحيوية وإذا لم يتم التعامل مع وكلاء مهنيين وجيدين وغير حزبيين يتم نشرهم في المناطق المهمة والمهم إذا لم يتم تنقية الأجهزة الاستخباراتية والأمنية المهمة من عناصر تابعة لأحزاب السلطة وميليشياتها .
عمليات قصف
فعلى الحكومة وأجهزتنا الأمنية الكشف عن منفذي عمليات قصف القواعد العسكرية التي تتواجد فيها قوات التحالف وقصف السفارة الأمريكية التي تخضع لحماية الدولة وأجهزتها الأمنية والتي تكررت كثيرا دون التوصل الى منفذيها لان مثل هذه العمليات تسبب الإحراج للحكومة التي من واجبها حماية البعثات الدبلوماسية ثم ان مثل هذه الأعمال الإرهابية تهدد الأمن والسلم الأهلي وتسبب خسائر بشرية لمواطنين أبرياء وخسائر مادية لآخرين أو لممتلكات لدولة وعندما يتم كشف منفذيها وتقديم المجرمين المنفذين ومن يقف ورائهم للعدالة لينالوا عقابهم المستحق فمثل هذه الإجراءات إذا تمت ستساعد على تحجيم مثل هذه الجرائم وتقليلها وتردع الجهات التي تنفذها هذه وتمنعها من التفكير بتكرارها مستقبلاً أما إذا بقيت الإجراءات مجرد خيوط على حالها ولم تمتد لتصل الى المنفذين ومن يقف ورائهم ويتم (طمطة القضية) خوفاً من الجهات المنفذة والمتنفذة فان عمليات قصف القواعد والسفارة وغيرها من العمليات الإرهابية كالاغتيالات والخطف والترهيب ستستمر بل وتتصاعد والخاسر الأكبر المواطنين الأبرياء وممتلكاتهم والسلم المجتمعي والأمن والأمان وهيبة الدولة , وأخيراً نقول لحكومتنا وأجهزتها الأمنية إذا اكتملت خيوط قصف السفارة الأمريكية فلتعلن نتائج التحقيق ليعرف الشعب من يقف وراء هذه العمليات التي تعكر صفو امن الوطن والمواطنين وتسبب الإحراج بل المشاكل للحكومة العراقية ؟