من زوايا النسيان
طلال سالم الحديثي
بينما كنت أقلّب صفحات مجلد ضمّ بين دفتيه أعداداً من مجلة الهلال المصرية التي أسسها المرحوم جرجي زيدان سنة 1982م ورأس تحريرها من بعد الدكتور أحمد زكي بك ، وقعت عيني على هذه المقالة الفريدة التي كتبها المرحوم الملك فيصل الثاني ملك العراق. وقد أرفقها بصورته المهداة بقلمه إلى مجلة الهلال، وقد وجدت في هذه اللُقية ما يمكن أن يجد فيها القرّاء مثل ما وجدت من مفاجأة غير محسوبة، فعلى المستوى الشخصي لي بالذات لم أسمع ولم أقرأ أن الملك فيصل الثاني كان يمارس الكتابة، بل ولم أقرأ في سيرته المتداولة أنه كان كاتباً، ومن هذه الزاوية بالذات أنقل للقارئ مقالة الملك فيصل الثاني المنشورة في الجزء التاسع من مجلة الهلال في مجلدها 55 الصادر أول سبتمبر عام 1947 الموافق للسادس عشر من شوال 1366 هـ. قال رحمه الله
إني أحب الإسكندرية وأود الإقامة فيها، ولا أترك فرصة المرور بها دون أن أتمتع بجمالها وبحرها. وليست هذه الإقامة فيها على قصرها بالأولى، فقد بقيت فيها عدة شهور سنة 1944 وألفتها وعرفتها، وإني لجد مسرور بها.
والإسكندرية في الحقيقة ثغر مصر الباسم، هوائها عليل يورثني كمال الصحة والابتهاج، ولو استطعت للازمت بحرها، ونعمت فيها كما ينعم أبناؤها الذين لقيت منهم ومن غيرهم من إخواننا المصريين كل لطف وعناية ورعاية.
وإني لا أنسى ذكرياتي بالقاهرة تلك المدينة الإسلامية العظيمة التي كانت زيارتي الأولى لها منذ أربع سنوات.. وكان أول مرة رأيت فيها حضرة صاحب الجلالة الملك فاروق وزرته في قصر عابدين ولقيت منه كعادته كل إكرام وترحيب، كما لقيت ذلك منه في السنين التي أعقبتها وكانت تزيد في سروري واغتباطي.
وسوف لا تكون هذه الزيارة هي الأخيرة، بل سوف أغتنم كل فرصة تسنح لي لأزور فيها مصر. ومن حسن الحظ أنها واقعة في طريقي من بغداد وإليها.
وإني أود أن تزداد العلاقات الثقافية والاجتماعية والقومية على مدى الأيام بين مصر والعراق، وأن يتعاون القطران على خدمة النهضة العربية وإعلاء كلمة العروبة في سائر الأقطار.
/4/2012 Issue 4172 – Date 12 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4172 التاريخ 12»4»2012
AZP09