من ذكر إلى أنثى
زرت أحد المراكز الصحية الصباحية لكتابة موضوع للجريدة عن الخدمات المقدمة للمواطنين والتقيت مديرة المركز في الثمانينات التي حدثتني عن حجم تلك الخدمات وتوفير الادوية التخصصية ومواد المختبر ..واثناء ذلك دخل منتسب ممرض شعره طويل يغطي أذنيه وله حاجبان
بشكل هلال وحمرة بارزه في وجنتيه وكلامه ذات نبرة نسوية وحركات واضحة ..ولما خرج من الغرفة قلت للمديرة ..كيف تسمحين لهذا المخنث يتصرف كما تتصرف بعض الفتيات المغرورات
وأبتسمت لي وقالت ..هذا شاب له قصة ويحتاج الى عملية تحول جنس واتمنى من خلال الاعلام ان تجد له حل وتجرى له العملية ..
واستمعت الى القصة التي لا تخلوا من المعانات ..والحرشة التي يتعرض لها يوميا في الدوام والشارع ووسائط النقل .. ولم أعد أفكر بالموضوع وتمر سنوات العمر ..وذات يوم وانا في بغداد الجديدة ..شاهدت هذا الشاب /الشابة في قمة الأنوثة ..ومعها رجل عسكري ..وبعد لحظات فأذا بصوت ينطلق بنبرة نسوية ((دكتور شاكر دكتور شاكر ))وأذا بصفاء الذي اصبح هناء وزوجها معها لأنها قدمتني له ..قائله كان معي الدكتور شاكر في المركز الصحي ..وسألتني عن احوالي وعن المديرة الدكتورة نوار ..ولما اردت الأنصراف أبتسمت لي وهي (تغمز )
وبعد هذا الموقف وفي الايام اللاحقة نشرت الصحف المحلية خبر اجراء عملية فوق الكبرى في مدينة الطب ..تحويل فاضل الى فضيلة .الذي عاش الحياة وهو رجل وهو أمرأة …
شاكر عباس – بغداد
AZPPPL