من الذي يهدد مستقبل العراق؟ – علي ضياء الدين
خطران حقيقيان يلفان حاضر العراق ومستقبله ويدفعانه الى المجهول وأحدهما أسوأ من الآخر. الجفاف وتشكيلة الزمر السياسية المتسلطة. وعلى الرغم من أن الجفاف والتغير المناخي وارتفاع درجات الحرارة هي ظاهرات عالمية كانت لها مقدمات تنذيرية واضحة إلا أن أنظمة الحكم السابقة المتعاقبة لم توليها الإهتمام الذي تستحقه وكان ذلك شكل من أشكال الجهل والإستهتار نواجه الآن عواقبه. لكن مخاطر التغيرات المناخية هذه راحت وتيرتها تتصاعد في السنوات الأخيرة بصورة غير مسبوقة وهي تهدد العالم اجمع لكنها تهدد بعض البلدان ومنها العراق أكثر من غيرها وتدفع الحياة فيه الى شفا الهاوية فماذا فعلت الدولة ذات الواردات المالية المذهلة؟ لاشيء. فهي لم تخطو ويبدو انها لن تخطو ولو مجرد خطوة واحدة متواضعة وحقيقية نحو معالجة هذا الخطر الوجودي والسبب بسيط جدا يمكن تلخيصه بكلمات قليلة جامعة شافية تقول بعدم وجود مفردة “وطن” في قاموس هذه الزمرالمتسترة بعباءة الدين أو الطائفة أو المظلومية وهي التي باركت الإحتلال أو رافقت قواته أو لحقت به وجميعهم رضوا أن يكونوا أدوات تخريب لهذا البلد بأشكال وصور التخريب التي لاتعد ولاتحصى إبتداء من التخريب الفكري وصولاً الى الإقتصادي مروراً بالتخريب الإداري.
تهريب اموال
لقد إنشغلوا جميعهم بالنهب وتهريب الأموال وتببيض مصادرها وبتأسيس جماعات مسلحة تدافع عنهم وعن مصالحهم. كيف لهؤلاء أن يلتفتوا الى المخاطر الجسيمة التي تهدد وجود العراق وفي مقدمتها مخاطر التصحر والجفاف والتغيير المناخي المتمثل بإرتفاع درجات الحرارة وبقطع مصادر المياه من البلدين الإسلاميين المجاورين ولن نتحدث عن الدمار الشامل الذي لحق بقطاعات الصناعة والزراعة والإقتصاد والتي كانت تتنفس ولو بصعوبة حتى تاريخ الغزو الأمريكي المشؤوم لكن المبارك من قبل سياسيي الزمن الأغبر الذي أفسح لهم أن يتسلطوا على مقدرات العراق الذي كان عظيماً وسيعود عظيماً بإرادة شعبه العظيم.