من أنا ؟
أعوام عمري جاوزت خمسينها
لكن روحي لا تزال صغيرة
أشعر أحيانا بأنني
مازلت طفلا ناعما
أود أن ألعب في الطريق
وأن أشارك الصبية الصغار كل شيء
وتارة أحس نفسي يافعا مراهقا
أود أن أغازل المراهقات
وأختلي بهن
بعد الظهر خلف شجيرات الحدائق
وأهمس لهن بمفردات طائشة
محاولا” إيصال رسائل الحب لهن
وتارة أخرى أقول أن العمر
ما عاد به من فسحة
وعلي أن أحزم كل ما لدي
إيذانا” لرحلة الخلود
فهل أنا صغير أم كبير ؟
وكيف يقاس العمر أو التاريخ ؟
وكيف تمضي رحلة السنين ؟
في عالم لا يعرف الصغير والكبير
فيه دائما” مكانه
في حالة من الضياع
وتسلب ثوابت التوازنات
وتخلط المقاييس به فلا نتاج فيه
للكبير ولا أمان فيه للصغير
ولا أمل يداعب مشاعر المراهقين
كي يستمروا بلعبة الحب الجميلة
حتى النهاية أو يقدموا استقالة
في وسط الطريق
فأين نحن من محطات الحياة ؟
وهل حقيقة نحيا في هذه الدنيا ؟
أم نحن نصف أموات بها ؟
وننتظر مصير نصفنا الثاني
على الرصيف
وهل نحن كهول بها ؟
أم نحن كالشباب ؟
أم نحن أقزام تعيش في العراء ؟
سؤالنا مطروح للجميع
وننتظر جواباً
من صاحب الشأن الذي
تولى أمرنا في ليلة شتوية سوداء
وأجبرونا أن نصفق للقادم المجهول
قبل أن نرى منه الثمار
ولا نزال نحن بانتظار
وربما ستعشب
الأرض تحت نعولنا
ولا نرى ثماراً
عشر سنين غادرت أعمارنا
ونحن بانتظار
فلاح شديد – بغداد
AZPPPL