منّاع دبلوماسيون أمريكيون وروس وأوربيون يحضرون مؤتمر هيئة التنسيق
اجتماعان متزامنان للمعارضة السورية في باريس وجينيف
باريس ــ الزمان
جنيف ــ يو بي اي
كشف رئيس هيئة التنسيق الوطنية السورية في المهجر، هيثم منُاع، أن دبلوماسيين أمريكيين وروس وأوربيين حصروا أعمال المؤتمر الدولي السوري الذي ستنطلق أعماله في مدينة جنيف السويسرية باشراف هيئة التنسيق المعارضة امس، واتهم فرنسا باستهداف القوى الديمقراطية المدنية المعارضة في سوريا. فيما استضافت العاصمة الفرنسية باريس امس، اجتماعا لائتلاف المعارضة السورية والدول الداعمة لها، وقال منّاع إن الهدف من المؤتمر الدولي السوري هو توجيه رسالة إلى العالم بأن هناك أغلبية سورية تريد دولة مدنية ديمقراطية . ونقلت وكالة فرانس برس عن سفير الائتلاف الوطني السوري المعارض في فرنسا، منذر ماخوس إنه غير متأكد من تحقيق تقدم لافت في هذا الاجتماع الذي تشارك فيه أكثر من 50 دولة. لكنه أشار في وقت لاحق، إلى أن هناك مؤشرات إيجابية بشأن النتائج المحتملة للاجتماع. وبحسب ماخوس، فإن الهدف من لقاء باريس هو وضع الأسرة الدولية أمام مسؤولياتها، وتذكير أصدقاء الشعب السوري بأنهم قطعوا تعهدات سياسية ومالية لم تتحقق . وأضاف مناع أن هذه الأغلبية همشتها لعلعة الرصاص، وأبعدتها ضربات التطرف، وهشمتها الخيارات الأمنية العسكرية للسلطة، لكنها لم تلغها ولم يحمل مواطن سوري واحد من الذين طالبوا بالتغيير الديمقراطي العلم الأبيض ليستسلم، وإنما شعر وبكل بساطة بأنهم مهمش ومبعد بحكم أنه قال لا للعسكر ولا للحل الأمني، وبحكم أنه قال لا للديكتاتوريات ولا لاستبدال الديكتاتورية بديكتاتورية أخرى، وبحكم أنه قال أيضاً إن السلم الأهلي جزء أساسي من عملية البناء الديمقراطي، لأن زيادة العنف تقلل احتمالات البناء الديمقراطي في البلاد وتضعف كل القوى الديمقراطية السلمية . واستغرب منّاع دعوة وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، إلى عقد اجتماع لمجموعة أصدقاء سوريا في باريس وقت انعقاد المؤتمر الدولي السوري، مضيفاً أن الحكومة الفرنسية تتخبط منذ سنوات وأُصيبت بحالة اختلال وزن منذ أيام ليبيا، وشعرت وكأنها تعود إلى أيام العنفوان الاستعماري، وتغيّر تصرفها وصارت تتعامل مع الناس من منطق فوقي وتريد إملاء أجنداتها عليهم . وقال الفرق بيننا وبين ما يحدث في باريس هو أننا مجموعة من السوريين الديمقراطيين قمنا بدعوة مجموعة أوسع بكثير من السوريين الديمقراطيين إلى مؤتمر من أجل بناء قطب مدني ديمقراطي على الصعيد الوطني في سوريا وفي الدياسبورا، في حين أن ما يحدث في باريس هو دعوة من وزير خارجية فرنسا لسوريين من أجل أن يملي عليهم ما يريد . وأضاف رئيس هيئة التنسيق الوطنية في المهجر أن فرنسا العلمانية تخشى من القوى الديمقراطية المدنية في سوريا وتتحالف مع قوى أحياناً ضعيفة وأحياناً أخرى مشوشة الرؤية لأن مثل هذه القوى بالنسبة لها يمكن أن تكون تابعة، أما نحن فنملك استقلالنا السياسي واستقلال إرادتنا في القرار، ولذلك تخاف منّا . وقال مناع ما يبعث على الضحك، وللأسف، أن العديد من الأطراف التي تدعم ما يحدث في مالي ضد القوات الفرنسية تتحالف مع من يدعوه فابيوس إلى الخارجية والإليزيه وإلى اجتماع أصدقاء سوريا . وحذر من أن الأوضاع في سوريا ستتجه نحو الأسوأ وتتسع المواجهات المسلحة والحرب الأهلية والانقسامات الطائفية ويطول أمدها في حال اخفق الروس والأمريكيون في التوصل إلى حل في إطار مهمة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي . وحول مستقبل مهمة الإبراهيمي، قال اعتقد أن لديه مفاتيح كثيرة لم يستنفذها كلها، لكنها مرتبطة بوفاق الروس والأمريكيين ، مستبعداً إقدامه على الاستقالة من منصبه لاعتقاده بأنه من العناد بحيث لا يقدّم استقالة ولا يقبل الفشل بسهولة . وأضاف أن روسيا والولايات المتحدة توصلتا إلى تفاهم على أن يكون الحل سياسياً في سوريا، وتعملان حالياً على تهميش نقاط الخلاف الأساسية بين المعارضة والسلطة من خلال تعزيز وجهات نظر المعتدلين من الطرفين، وهناك إطار أولي يمكن أن يمهّد الطريق أمام التوصل إلى اتفاق .
وأشار منّاع إلى أن هيئة التنسيق المعارضة تشارك في المؤتمر الدولي السوري في جنيف بشكل أساسي إلى جانب أطراف المعارضة الديمقراطية المختلفة .
AZP02