منذ وقت .. غادرنا الغبار – نصوص – شوقي كريم حسن
تمتلئ ذاكرتي، بحطامات الطفولة التي غادرت باتجاه الحرمان الذي كان والدي يتركه عمدا بين يدينا، محاولا لملمة كراهيته، نجلس القرفصاء عند حد الباب نصف الموارب، مراقبين كفيه المغسولتين بعطر اللالوان السائحة بالثلج، يومئ اليهم ، فينحدرون مثل قطط المزابل، دشاديش مقلمة، وخطوات تكره ريادة الأحلام ، عيون الاناث تبرق ، ماطقة الحياء، لائذة بأذيال الاجابات التي تهيم في فيافي الرؤوس الدكناء، يتلمس البرد حواف الوجع، وتتلمس اللحظة حواف قلقي الصغير مثل فأرة، ليس ثمة ما يربطني وهذا الاب، الصاخب بعنف ذكورته، المانح لأكاذيب ايامه رجاءات ، يعتقدها البعض سر خيوريته، وامتنان طيبته التي لايعرف عنها سوى الاندلاق في لب عقول الآخرين ، تنكمش وسائد اضطرابي، محاولة الهروب الى حيث أرغب لكن جدران أمي ونواهيها، تعيدني صاغرة الى حيث الترقب، والضحكات الدسمة، الماطقة بالاشتهاء ، ابصرهم يلوحون بأراجيح مسراتهم، للذكورة معنى واضح، الانوثة غربة الإزاحة ، معلمتنا ترسم امالنا ، وتحثنا على ان نكون علامة وسط هذا اليم المترامي الأطراف ، لكنها تقف عند عجز الاجابة ، حين نسألها ــ كيف ؟الكيف هذه ، هي سر الحشو الذي كنت أخافه ، ومسوح القبول الذي ارتديته فيما بعد، وحده، ابن عمتي ، الولد الفار من تراب الفقر، كان يستحوذ على اهتمامي، ويرسل بي الى مدن الاحلام المتناثرة ، اشعره يراقب أنوثتي ، وأشعرني ، اراقب ذكورته البازغة مثل فسيلة نخل ، لكننا لايمكن ان نهيم في لحظات أللقاء ، ثمة جدران تمتد الى مآتم قلقنا المخيف، من خلل ضلفة الباب ارى إليه ، أبتسم ، وكما الزرازير احط عند شجرة الامنيات ( قتلتني الأماني وعذبتني سياط الانتظارات غير المجدية ) الوحدة فراش قبولي الممتد من المدرسة باتجاه تلك المدينة المليئة بالفقر والطين، ثمة يأس، ومسافات من ألابتعاد ، وهمس احال خوفي الى حرائق ابدية ألاستمرار ، عند حضن الغروب اقرفص امام أوراقي ، وبخلسة التائه استدعي ملامح الوجه غير المكتملة بعد، ارجوه بأن يهدأ ، ارجوه بأن ينظر اليّ ، لنشكل معا عبث وجودنا كله، لكنه ما يلبث أن يهرب، لامعنى لوجود جواد مثله وسط خان نعاج تنتظر الذبح، الم الملامح الى بياض دفتري المدرسي، وأكتب تاريخ الاستدعاء ، بهمس انثوي خجول ــ ليتك تكون معي الان؟
لايمكن لواحدة مثلي ، ان تحط حيثما تريد، الاب العسكري، والام الجنوبية التي ترى اليه بقدسية الصمت ، كانا يحددان مصير وجودنا كله ، تقول أختي الكبرى ـ
ــ المحنة ان نباع دون رغبة منا ؟
تقول أختي الفاتنة الهمس ـــ المهم ان نتخلص … لاشيء يجعلني احب البيت.. الانتظار مضيعة لوقت لابد وأن نستفيد منه !!
ـــ من يقرر مصائرنا؟
ــ لايهم… ارتمي عند أول كف توميء اليْ ؟!!
ــــ الخيبة هي من يدفعنا الى الهروب !!
ـــ هروب يؤكد وجودي احسن من وقت اجلد فيه بغير ما ذنب!!
الوقت سلاح طفولتنا التي مرقت من امام مباصرنا الكليلة مثل لمحة برق، كنا نرقب اليه ، وهو يومئ لامي بأن تبعدنا عنهن ويرسل ابتهاجات الفرح الى الاولاد الذين كانوا يبصرون اليه مثل قنافذ ليلة المطرن يأخذهم البلل الى احضان امانيه، وتأخذه الاماني الى حيث يرجو، ثمة خط من الابتعاد كنت اراه يجرني اليه، ولكنه وبسلطة الاب كان يجرني من قصيبتي، مؤشرا الى واحد منهم بأن يصفعني بقوة ولد شرس، يفر الولد كلتا يديه ، وبقوة كراهيات الذكورة تمطر اوهامي رذاذا بلون قدح الاشتهاء الذي كان يضعه امامهم وهو يمثل دور الامبراطور العادل، اغمض روحي على اطمراها، واحلق صوب علو الدار الذي اتخذت منه ملاذا لكل انواع هروباتي، وألعابي ، وجنوني، الرذاذ الخاط وجوده بهدوء يلاحق ضحكاتهم المستهترة بغضبي، اقتعد الارض التي اشعرها باردة مثل قالب ثلج نجاسة بقايا انوثتي الملكومة الشاعرة بالخزي، لا فائدة من الاحتجاج لا فائدة من اعلان الرفض، ثمة اكف ستنهال دونما رضا، وصوت يردد بانتشاء جلاد .
ـــ حيل … اضربها … لا ترحم انثى ابدا. الاناث احذية البيوت التي يجب ان لاتفكر بها الا حينما تحتاج المرور عبر الطين … اضربها لكي لاتقيم لنفسها وزنا بعد الان… اليد المتراخية لا تؤدب بنتا تذكروا هذا يوم تصبحون اباء .. !!
يقول اخي الاكبر ـــ لكنهن ما فعلن شيئا ؟
يقول الامبراطور ـــ ويلك يا هذا اتنتظر حتى يفعلن.. فعل الاناث خراب مهما كان بسيطا .. وشائن لابد من محوه … الردع .. الردع هو من يوقف العار الذي قد يرافق ألخطى ، لا تطرد خوفك من عينيك ان انت رأيت اليهن ربيبات الشيطان وحليفات اولاده !!
تقول أمي الراكعة في صومعة الاستسلام ـــ خطية .. اتركوها !!
تلوذ اخواتي بأذيال محنتهن وهن يمطقن رذاذ المثلج الصابغ لشفاه الاولاد ، وتضع أمي طرف شيلتها الرعناء عند شفتيها محاولة اخفاء سعادتها وانتمائها الى عالم كانت تعتقد أنها اصبحت جزء منه، أمي تعرف أن لأبي نزوات لا تقف عند حد، نزوات رجال اليتم الذين احاطت بهم ارتباكات المدينة المشكلة لوجودها توان حين ينظر اليها وهو يهمس ـــ صبرية!!
تتراخى الجدران، وتموح ارواحنا متوسلة بأن لا يصفعها ، لكنه يشير اليها بطرف خفي، فتمسك جياد ابتساماتها، وتمنح خطاها اجنحة طائر الوروار، تئز ، وتدور، وتئز ، ثم تغادر وكر عبوديتنا باتجاه غرفة النوم التي اعدت منذ ليلة امس، تتنحنح الحناجر الفتية، وهي تغادر ابوتها، وتشير الاكف الينا بأن ندخل جحر آثامنا المليء بالإغراض المتناثرة الغريبة التكوين، يهدا البيت رويدا.. وتنام احلامنا عند حدود التوسل ، والانتقام معا، لمرات كثيرة تجرأت فئران روحي وزحفت صوب الملاذ غير البعيد عنان ثمة وشوشات غريبة.. وهمس ما يلبث ان ينمو اشجار تثمر وجعا وضحكات، كنت الوحيدة التي تريد كشف تلك اللحظة التي تجعل أبي يصهل برضان مانحنا مساحات اعمارنا بعض من أبوته اتصور الشكل الذي تكون عليه أمي لحضتئذ ، وارسم ملامح الخوف والاضطراب اللذان يستحوذان على خمول انوثتها شبه المعتمة// لم ارها يوما تغادر اسمرار وجهها الجنوبي الطافح بالخجل ، ولم ارها ترفرف برايات غير رايات السواد ن وما كانت تجيد غير مواويل الاسى و التوسل، والامتهان ، تشعل التنور.. وتجلس القرفصاء ، وهي تامرني بأن ادني معجنة العجين منها، وكلما كورت رغيفا، سقته بأنين حيواتها، موقنة بعد تلك التجربة الراسخة في اطمار روحي، ان الامهاتنا في الهناك السومري اكثر من حياة، وأكثر من تكرار، يفطن الى عمق الاكتشاف ، وبسرية تامة يتعلمن معاني البكاء الذي لا مبرر له، يئز التنور، ويتصاعد لهبه الارجوانين وبخدر تلك اللحظة اشعرها تعاتب نفسها التي لاتعرف من العتب غير محاولتها اقناع ذكورة الرجل الذي ارتبطت به دون ان تدري لماذا // تموء جدران العزلة، وترغب بالفرار، اهجس صوت الاب وهو يقول بعسل الحنية …. صبر… مالك … تعال…. ي !!
تلز صبر نفسها اليه ( هكذا اتصور )) وترمي بكامل فتوتها البالية الى صدره الذي يعزف اجمل مالديه من الحان تحاول سرد سيرة فحولته الماكرة، ماالذي يجعل ذاكرتي تزيل تراب اليبس عن قبور الماضي، ما لني وتلك اللحظات التي صرت اكرهها بقوة انوثتي كلها، حاولت مرارا توكيد اختياري، توكيد رغبتي في ان اقيم لنفسي صرحا يقدم إنسانيتي لكنه كان يضحك، لااعرف ما الذي يضحكه، ولا اعرف لم كانت امي تطاوعه بكل شيء، امرني بأن اجهز نفسي، وأمر اخواتي بأن لا يخرجن من تحت انقاض ارواحهن مهما كان، فرحن يبحثن عن فراغ يأوي غرابتهن واستغرابهن معا، الحيرة أربكتني ، اربكت تلك التي حاولت ان تكسر هزيمتها باتخاذها اكثر من اسم ، وأكثر من لقب، الماضي الذي كنت اراهم يغتسلون بمياهه الاسنة ، كان يوجع قلبي، ويثير المي ، لهذا قررت ان اكون خارج مرسم افكارهم المستقرة عند باب الرضا، لم ابح بأفكاري تلك لاحد ، ولكني كنت انظر اليه ، كلما جاءت المسافات لتستقر عند وجودنا غير المفيد بالنسبة اليه، الطيور التي تبحث عن ملاذ غير ملاذاتها ، هي الاشد دهشة، الاشد قتامة والاطوع في ألاختيار وجهه يحدق بأنوثتي، وأنوثتي تحاول الالتصاق بكل ما يمكن ان يسحبه الي، لكن الامال تنهدم عند معاول الإباء تجف ضروع الانتقاء ، وترتجف اذيال وجودي الباعث على الخزي، ابصره من خلل ثقب الباب، وألم همومي الى نفسي التي لاتعرف ، بماذا يمكن ان تجيب، اعرفه .. لقد رايته لمرة او مرتين وهو يصاحب أبي الى غرفته السرية.. يهمسان بأشياء لااحد يعرف أمرها ، وحين يخرج .. يقول أبي لامي .
ــ ليت الامر يتحقق ؟
تهز الام رأسها دون ان تعلن قبولها أو رفضها، ما تعودت البوح في حضرة الإمبراطور انصت الى الضحكات المنطشة من خلل الافواه فوق ألرؤوس وببطء متعمد تزغرد أمي(( اجلال الابتهاج عند بنات سومر يخـــــــــرج مصحوبا بوجع الهمس، تتعالى الاكف .. وكأنها تلطم غيبتها الابدية… وتتحرك الالسن داخل الافواه تحاول الفرار لكنها تصدر اصواتا عجماء ما تلبث ان تتحول الى عواء ذئاب جريحة .. نساء سومر عصافير معابد بابل ، وقديسات الهة أوروك اختهن الصحارى الى عبودية السبي، وعدن لتأخذهن عبودية الهم الى احضان خرس ، كنت اراها وهي تحني شعرها بطين أبيض يتحول الى حجر مائل الى ألاصفرار الماء غسول الادهاش بالنسبة لهن ) اشار الاب وبالاقتراب ، فجاءت اصوات الكائنات الطليقة الرغبات تدعوني بأن اتقدم ، كان لخطوي سعة ذاكرة الاغلال التي وضعت للتو في معاصمي ، قال الامبراطور.
ـــ أنت تعرفينه .. لا تخجلي.. الان انتهى كل شيء .. سيكون زفافك الاسبوع القادم!!
رفعت راسي مستفهمة ، لكنه اشار اليّ بأن اعاود الإطراق ، الوجه الخامل اثار رعبي وريبتي، لهذا استدعيت اوهامي الى غابات جنوني ، كانت فكرة الخلاص تلوح براياتها دون ان تدلني على دروب الوصول اليها، رايات ملونة باعثة على القيح والوجع معا ، حين رايت اليه أول مرة يتعرى بنهم صبياني أمامي ، لابت انفاسي، واضطربت اجنحة الروح // لإخلاص أذن… لاتوسل يمكن ان ينقذ البنت التي كنتها .. البنت المتأرجحة بأراجيح الاحلام والرؤى والأطياف وأنصاف ألنبوءات تلامست اوجاعي ولهاثاته الفاحة لذة ذكورية ما كانت تشبه تلك التي راها تنهمر في وجد عاشق من عيني الأخر ، اللحظة استنجدت ، اللحظة ماعت مثل قالب ثلج عند قيظ انوثتي التي تنتظر الفناء ، الاحلام ماتت ، الرؤى توقفت عند حدود لوعتها الباسلة ، الاطياف اسرجت حصان غضبها ومضت دون ان تهتم لشيء، وحدها النبوءات رسمت حقيقة الزمن الاتي ، كان الامبراطور يمزج رضاه بقيح ذكورته الفاضحة ، يدنو ( صبر ) منه ودون همس ، دونما لعب تستقبل الوقت، يمد يده تحت ستر العباءة الحاملة لكل آثام الليالي ، كانت أمي تعلمنا عند خلوة وقتها، أن الانوثة عيب يجب تفاديه، ويتحتم قبول كل ما يمكن ان يعزز وجودنا الى جانب الفحل الذي يحق له ان يقوم بما يشاء ويرغب دون اعتراض او تململ،أو رفض ، التمسكن ، وإعلان الصمت ،هما اهم وسائل المسايرة التي يجب ان تعلمها الانثى وتعلمها ، استكانت الاصوات رويدا.. وغطست انفاس الامبراطور في طشت اماله التي رايتها عبر فضاءات نبواتي تفض قلق (صبر ) وتلم حطام سواداتها، كانت الاكف تدب بخطاها غير المستقرة المعاني ، باتجاه رضاي، الراغب بالصراخ ، من أين يمكن للوقت ان يمنحني سيف رفضه، كانت اليد المشلولة بالانتعاش قد استقرت عند بياض همومي، تراجعت ، وتراجعت معي فئران عبثي ، قلت له .. تعال اقول لك حكاية ؟!!
قال ــ ماهذا وقت حكايات ؟
قلت ـــ بل لابد لك من السماع .. والا ستجد نفسك خارج رضاي !!
قال ــ وأنا لاارغب بغير رضاك … ولكن لنؤجل الامر …!!
قلت ـــ بل لابد لك من أن تنصت الى كل ما يجب أن تنصت اليه !!
قال ، وهو يغوص في وحول انكساره .
ــــ امصرة أنت ؟
قلت ـــ نعم ..!!
// عدل من قعوده ، بعد أن لم دشداشته المغسولة بالبياض اللامع الى جسده ، وبغتة اخذت يده الشاعرة بالاهتزاز علبة السجائر التي كان قد رمى بها بعيدا قبل هنيهة وقت ، وأشعل واحدة ما لبثت أن ملأت المكان بعطور متضاربة، تنشقت انفاسي هيمنتها ، وتراجعت فئران اضطرابي الى جحورها، حين أمسك بلجام الوقت وصولجان سيادته ، أشعر بالاندلاق بين يدي الانتصار ، يراودني الحنين الى طفولتي المائجة مثل ماء النهر، الامس خبثي، وأدجن طيور هيامي، ومثل طير السعد احط عند تاج الفتى الذي ارغب فيه ، كان يلاعب ضفائري بحنو جنوبي، ويهمس لضفاف روحي بكلمات ، لاادري من أين يجيء بها، (( ولهاي .. عفت كل الوجوه وصحت ول هاي )) تظل دهوري صافنة، وأنوثتي تمور بشتى ألاختيارات لااعرف كيف يمكن لواحدة مثلي ، أن ترد على كل تلك الاعلانات المخيفة، طفولته الرائحة الى البعيد، لا تشي بذكورة مبكرة، وذكورته لا تطيق معي صبرا ، حين يحط عند قمة نهدين مستفزتين، الباحثتين عن هدهدة انغام ولولوة أمهات ، وخشونة لعق متحدية ، تضطرب مسامعي فأغور عميقا في فيافي وحشتي، الوحش الذي يسكن داخلي هو المثير لكل البلوى، المانح لكل بطاقات ألاستسلام تأخذه الوسائد الى الصمت، واتخذني الى الابتهاج ، يهمس.
ـــ الجنون مفتاح رغبتي اليك !!
اهمس . ـــ الجنون اعلان رضاي عنك ؟
يهمس ـــ لا تعلني امامي غير جنونك .. لم تعد الاحلام تكفي لوجودنا ..لابد من بحث اخر… هيامات اخرى,,,!!
اهمس ـــ لشدما يعذبني انتظارك ؟
يهمس ـــ ولشدما يرعبني خوفك ..!!
// الخوف تمزيق لأنقاض الاناث اللواتي حطمتهن ازمنة الاختيارات غير الراغبة بالخلاص / كنت ادون مواويل قسوة الوقت \ وأئن مثل انتظار موجع عند سلال المهملات \ البوح يتأرجح بين صمت وقبول .. وصمت \ الطعم علقم الاختفاء بين ظهراني ليلة القابع وسط اردية الفضيحة /غريب جلوسك عند قبة التوسلات التي لا تجدي نفعا/ غريب قحط انوثتك التي لا تدري ما الذي يمكن ان يحصل ، وأنت تدخلين عاصفة النفي/ مالك توشمين الافئدة بغير ما تريد/ نحن غرباء نلوذ بزوايا شمس لا تحب ان تمنحنا فيء كبريائها/ استندي الى طفولة الطين / ولاستند الى طفولة الحناء .. والطرقات.. لكي لا تستفيق المواجع / نحن اناس قدت سيقان لهاثنا من ورق النايات ، وأعطتنا التنانير خبز ظلمتها الحار برعاف حناجر الإباء ، مالك تلوحين للقادم الذي لا تعرفين/ القادمون سرايا صمتنا، المجففين لثمار الحكايات… والملقين بنا الى منافي النرجس/ نحن لا نليق بغير نايات القصب لهذا لاتهمنا الموسيقى التي لا تليق بحنجرة يلوثها الحزن / تسرق قاماتنا غلال القحط .. ويظل عرينا يلاحق حروب اولئك الطاعنين بالجنون / لمي اليك انامل الريح ، ودعي رموش الاهات تداعب عريك الان/ لا عري سواك / لا انوثة يمكن ان اصلي عند محراب مواقدها\ هيهات ان نشتل جليد هزائمنا وسط مملكة من البغايا والقادين لقمصان القبول / قالت ـــ منفاي جليد.. فهيت لك ؟
قالت ــ دموعي جليد … فهيت لروحك روحي !!
قالت ــ اخترت اسما لا يوصل لاسمي … ولا يمنح لوجودي فرصة أن انام فوق سرير رضاك!!
قالت ـــ هيت لأنفاسي…. لأنها تنثر ايات رفضي !!
قالت ــ رائحتي تخذلها الارتباكات ولهذا تهيم في فيافي الوهم والانتظارات وبين ثنايا الفشل !!
في القول حكمة منسوجة من ريع التخاذلات، والشعور برغبة النفي والاحتراق عند حقيقة تلك الانفاس في ليلة افتضاحها الاولى ،.
قالت ــ انتظارك لايجدي نفعا؟
قال ــ رغبتي تبرر وجودي كله بين يديك .. لك أن تفعلي ما تشائين .. وتقولي ما ترغبين… راياتك دلالة هيامي و هي التي ترسم نشوة الاستفاقة من ذهول التحديق اليك، لااعرف كيف يمكن لرجل مثلي ، عاش وحدته ، بالتخلي عن لحظة الامساك بك… الايام احاطتني بخيول من فيض الاماني التي انت سر عظمتها.. لك أن تقولي ما تشائين .. وأنت تفعلين ما يحلو لأنوثتك أن ترغب به … شريطة أن لا تلفظي ادواة رفضك للجلوس بين يديك …!!


















