مناضلو الخارج

مناضلو الخارج

عجبت لبعض الناس خرجوا من العراق لمعارضة نظام سياسي أو هروب من واقع هذا البلد او العوز المادي او حب السفر والترحال…

ولما كانوا  داخل البلد يمنون النفس كل يوم للخروج والهروب وبعضهم توسل بالامم المتحدة وبعضهم دفع اموالاً طائلة ليشتري جوازاً مزوراً يعبر به الى وجهته وبعضهم دفع اموالا لمهربين لكي يهربونهم واجتازوا بهم بلادا ووديانا وجبالا حتى وصلوا وبعضهم تزوج من اجنبية وتجرع المر وصار محبسا بيدها حتى يكسب الجنسية ……

وما ان وصلوا وعانوا ماعانوا من سين وجيم وبعضهم سكن في مخيم وبعضهم نزل ضيفا ثقيلا على احد يعرفه هناك

وجلس كثيرا منهم يرتب الكلام وبعضهم بكى بكاء شديدا لم يبك امه فيه لكي يخرج بمعونات او يخرج من الهجرة كلاجئ سياسي وهو لا يفقه بالسياسة شيئاً ولم يتعرض له احد في بلده وتفننوا في التمثيل واختلاق القصص لعذاب وألام لم يتعرضوا لها

وبعض العوائل كانت سعيدة مترابطة متناسقة يغلفها الحب والحنان وما ان استقروا في بلاد الغرب حتى تشتتوا وانفصلوا

وكثيرا منهم من لبس جلدا غير جلده وسرعان ماطبق كل العادات والطباع الغربية اكثر من اهل الغرب انفسهم وغالى كثيرا في التحرر واصبحت الزوجة لها سلطة القانون ومشرط الشرطة

ولها معونتها الخاصة ففقد الزوج دور القيادة ومفاتيحها فاصبح دوره هامشياً لايطاع الا بالذي تسمح به حريات تلك الدول

وتعلموا الاولاد في مدارسهم كم تعلموا من تكنولوجيا وعلم راق بالمقابل تخلوا عن كثير مما تربوا اهليهم عليه..

ومضت السنين واكتسبوا الجنسية الاجنبية وكثيرا منهم لايعمل ابدا انما يعيش ويحتال كل يوم على الحكومة لتصرف له معونات شهرية لاتكاد تسد رمقه واصبحوا عالة على الحكومة والمجتمع هناك لان الانسان عبارة عن يد منتجة متى ماتخلى عن هذه اليد يطلق عليه عاجز …..

حتى صار احدهم يستيقظ اخر النهار يحتسي قهوته ويفتح الداته ويكتب مقالات في حب الوطن وحب العراق وشوقه للوطن والحنين للاهل ويسب هذا ويشتم هذا وينقل اخبار الفلوجة والبصرة ويصحح لهذا منهجه ويؤيد هذا ولايزال فنجانه بيده حاراً لم يبرد رغم الثلج الكثير على نافذة شباكه لانه مرفه بالدفء

واصبح كثير منهم مناضلين ومجاهدين وكثير منهم رجع الينا واصبح قيادياً علينا واستلم مقاليد كثير من امور البلد ولا أعرف كيف لبطون جاعت كثيرا واحتالت كثيرا وتخلت عن مبادئها واخلاقياتها مرات ومرات ان تقود شعبا مثل شعب العراق والنتيجة ماترون وتسمعون …….واذا ماضغطت على احدهم بشيء او انزعج من شي داخل البلد شهر جوازه الاجنبي وتخلى عن بلده وسبه ولعنه….

ولكن يوجد بالمقابل اناس اخرجت كرها رجلا كان او امراة او كزوجة اخرجت كرها لان زوجها فاشل ولم يكن لها خيار الا ان تتبع زوجها

وبنات وشباب كثير لم يغيروا ولم تغريهم عيشة الغرب فحافظوا على اسلامهم وعلى عروبتهم وعلى عراقيتهم وعلى حنيتهم ولم يلبسوا جلودا غير جلودهم وكافحوا وعانوا وما ان تسمح لهم الظروف حتى يرجعوا ويقبلوا ارض الوطن لانهم ايقنوا بالاخير ان لاحياة في الغربة وان ملكوا كثيرا وتجنسوا لكنهم لم ولن يملكوا وطن …..

الرجاء الكلام موجه للبعض ممن يحملون معاني مقالتي فلا اعمم ابدا

يزي قهر

احمد ثامر الجبوري

مشاركة