نبض القلم
ممنوع رمي الانقاض – طالب سعدون
لماذا غابت هذه العبارة ( برمزيتها الالزامية ) ، بعد أن كانت تطالعنا (شاخصة ) تمنع التجاوز على المناطق التي ترفع فيها ، ولا تسمح العبث بنظافتها ، وتشويه معالم جمالها ، وذلك برمي الانقاض والاوساخ والنفايات فيها… واذا ما وجدت هذه العبارة اليوم ، فليست لها تلك ( القوة ) التي كانت تتمتع بها بمنع التجاوز وردع المتجاوزين ….
كلمات قليلة تحمل ( الأمر ) المُهاب ، تظلل ( برعايتها ) من تولت ( حمايته) من أرض من ( العبثيين ) ، و( اعداء النظافة ) ، وتمتد في ( قوتها ) الى مسافات بعيدة عن مركز المدينة ، وعاصمتنا الحبيبة ، وليس كما هو حال مداخلها اليوم مثلا والتي تجد اكوام النفايات والانقاض منتشرة على جانبي الطريق العام لمسافات طويلة ..
ثلاث كلمات يشعر من يقف أمامها بالحضور القوي للدائرة المعنية بالنظافة والبلدية والامانة وتفانيها في اداء واجبها ، وخطوطها الحمراء ( المدعمة ) بقوة القانون ، وكأنها واقفة بكل كيانها الاعتباري والقانوني الى جوارها تمنع من يريد التجاوز …
( ممنوع رمي الانقاض هنا ) يعني أن هناك اماكن خاصة بعيدة عن مراكز المدن مخصصة ( لتُطمر ) فيها ، وليس مكانها في قلب المدينة .. لكنها غابت اليوم وتحولت مدننا بغيابها الى اماكن ( مباحة ) دون موانع رادعة لرمي الانقاض ، والشوارع الى تلال بسبب أكوام الاوساخ والنفايات ، وكأنها أصبحت من معالمها الطبيعية ، وإعتادت العين على رؤيتها ، وهي تعيش حالة من النمو غير الطبيعي (السرطاني ) يوميا ، بعد أن إستسهل المتجاوزون الاعتداء على ( حرمات ) الشوارع ، دون رادع بترك ( الانقاض ومخلفات البناء ) امام البيوت ، أو رميها في المساحات الواسعة الفارغة التي لم تصمم على اساس ان تكون ساحات لرمي الانقاض ، وبؤرلانتشار الامراض ، بل مخصصة لغرض عمراني معين ، قد يكون مؤجلا ، لكنه يبقى قائما في التصميم الاساس للمنطقة الى أن تحين الفرصة للتنفيذ …
وشيء يدعو الى الأسف ان تتحول المساحات الممتدة مع (الشوارع السريعة ) الى مكبات لرمي الانقاض بدل تشجيرها وتنظيمها بشكل حضاري جميل ، كما هو حال ( الشارع السريع ) في منطقة السيدية على سبيل المثال ، الذي يمر بأحياء كثيرة ويرتبط بالشارع السريع في منطقة الدورة المؤدي الى بغداد الجديدة ، تطالعك فيه بعد النزول من الجسر القريب من مدينة العاب الكرخ قبالتها على الجانب الايسر مساحة فارغة واسعة محاذية للشارع السريع امام الشقق السكنية ، يمكن ان تتحول الى حدائق جميلة لكنها تحولت الى مكبات كبيرة للانقاض وهي في توسع يوميا ، دون أن تلاحظها الدائرة المعنية ، وقس عليها ما يماثلها في مناطق اخرى وهو من صميم واجبات اجهزة الرقابة …
وهذه المساحات وغيرها يمكن ان تتحول الى حدائق ومتنزهات وملاعب للاطفال والشباب ، او تستغل لاغراض السكن العمودي بدل التجاوز عليها وتحويلها الى مكبات لرمي الانقاض ..
إن تطبيق القرارات والقوانين والضوابط والتعليمات بشأن النظافة ، وجمالية المدينة والشوارع ، ومنع التجاوز ، ليس ترفا ، ولا منة ، او فضلا من دوائر البلدية والامانة ، بل هو من صميم واجبها ، ولا يحتمل أي أعذار في التقصير ، اوالتعلل بالتقشف ، وانخفاض الموازنة والتخصيصات مثلا .. لأن الأمر لا يحتاج اكثر من تنفيذ ومتابعة ورقابة صارمة من الدوائر المعنية ، وتطبيق القوانين ، التي تشعر المخالف بقوة وهيبة الدولة ، ومنع التجاوز على الشوارع والارصفة والساحات وتحويلها الى مكبات للنفايات ، والاوساخ والانقاض …
فلماذا غابت الرقابة والمتابعة للشوارع ..؟
{{{{{
كلام مفيد :
فائدة لغوية اخرى انقلها من رسالة الصديق العزيز التي اشرت اليها في مقال سابق ..
الفرق بين أعوذ والوذ ..
العياذ : للفرار من الشر ..
اللياذ : لطلب الخير ..