ممر زانغزور .. مشروع خنق إستراتيجي لإيران – مجاشع التميمي

ممر زانغزور .. مشروع خنق إستراتيجي لإيران – مجاشع التميمي

ما يجري في القوقاز اليوم لا يمكن فصله عن معادلات الشرق الأوسط. مشروع “ممر زانغزور” لم يعد قضية إقليمية محلية بين أذربيجان وأرمينيا، بل تحوّل إلى ورقة ضغط دولية تستهدف إيران بشكل مباشر. هذا الممر، الذي تدعمه تركيا بقوة بدافع قومي ولغوي للربط مع أذربيجان، تلتقي عنده أيضاً مصالح الولايات المتحدة وإسرائيل الساعية لتطويق إيران من الشمال.

الحدود الإيرانية – الأذربيجانية الممتدة قرابة 700 كيلومتر تمثل خط تماس استراتيجي، وأي تغيير في وضعها الجيوسياسي سيعني فتح منفذ جديد للنفوذ الغربي والإسرائيلي على خاصرة إيران. الأخطر أن الحديث عن صفقات طويلة الأمد، تصل إلى تسعة وتسعين عاماً لإدارة الممر، يعكس نية حقيقية لتحويله إلى أداة احتواء دائم ضد طهران. إيران، التي فقدت في القرن التاسع عشر أجزاءً من شمالها لمصلحة روسيا القيصرية، ترى في هذه التطورات تكراراً لسيناريو تاريخي يهدد أمنها القومي. من هنا، فإن مشروع الممر ليس مجرد طريق نقل، بل مشروع استراتيجي يهدف إلى خنق إيران سياسياً واقتصادياً وعزلها عن فضائها الجغرافي الحيوي. إن استمرار تراجع النفوذ الروسي سيعزز فرص تمرير هذا المخطط، ما يجعل طهران أمام تحدٍ مصيري يتطلب استجابة حازمة وسريعة.

مشاركة