ملاك بلبوس شيطان –  تمارا خالد الدليمي

ملاك بلبوس شيطان –  تمارا خالد الدليمي

هل درست يومًا نفسك وذاتك وتعرفت عليها من قبل لتساعدك في السيطرة والتوازن والمعادلة بين ذواتك

حتى تصل للنضج عند توازن المادة الداخلية لديك والمصالحة الذاتية مع النفس فتكون سيطرتك على العقل الباطن لكي لا تتزايد عندك الانا وتدفع النفس الامارة بالسوء لعمل خلل داخل جهازك النفسي والتكويني وتنعكس اضطراباتك باضرار المجتمع قبل اضرار كيانك

فالجوانب النفسية للأنسان عبارة عن ثلاث اجزاء

الجزء الاول

1- ( بدنه )اي الجزء المادي (الجسم)

هو يحتاج الى متطلبات تساعده على المحافظة عليه

كالاكل والتمرين والنوم والنظافة ومن استعدادات ليكون جاهز ومرن الجزء الثاني

1- (الجانب النفسي) الذي يجب ان يتغذى ويعرف نفسه الى اين ينتمي هل انه يميل الى النفس

المطمئنة او من النفس اللوامة او من النفس الإمارة بالسوء وغيرها من الانفس المرضية والغير مرضية

ويتعرف الى ادوارها واين موقعه والى اين ينتمي

جزء الثالث

2- (الروحي)حيث يكون هناك تصالح مع النفس ومع الله في عباداته

عندما يكون في عباداته متزن وفي جسمه منضبط وفي نفسيته متعرف عليها ومطمئنًا بها انت من يتحكم بهذه المادة لتخرج الفرح والحزن والمشاعر هذه التي تكمن في داخلك وتحفظ نفسك انت من تتحكم بها وليس الاخرون فهم فقط مرآة لانعكاس مابداخلك وما يبدر منك ككيان مفصل من تكوينات معقدة من خلق الله وجعل لك التحكم والاختيار في نفسك وتصقلها كيفما تشاء

ففي داخل كل إنسان ثلاث ذوات تسيطر على أفكاره ومشاعره وتصرفاته

حسب مدرسة التحليل النفسي (psychoanalysis)

للطبيب النفسي فرويد بتقسيمه للذات الانسانية (النفس)

1- الذات الحيوانية id

هي لاشعورية وتدفعها الغرائز ولا تعرف قيم أو قوانين أو أديان

كل ما تريده أن تتلذذ دون شروط أو قيود وكأن الدوافع التي تدفعها حيوانية بالدرجة الأساس.

2- الذات البشرية (الأنا) Ego

هي شعورية وواعية لكنها تعتمد على المكر والنفاق والمراوغة لكنها خائفة لأنها تتجنب التحرش خشية أن تنفضح أو يحتقرها المجتمع أو العرف أو الدين أو رد فعل الناس لكن عندما يتوفر لها الظروف المناسبة تدفع بالإنسان كالثور الهائج خلف الغايات الحيوانية.

وكثير ما نصادف اشخاص تمثل هذا النوع في حياتنا

3- الذات المثالية أو الأنا العليا SuperEgo

تقف هذه الذات حاجزاً وفاصلًا بين الشعور واللاشعور

وتراقب الذات البشرية (الأنا)

ولكن مشكلتها ضعيفة جداً لتغلبها انفجارات الذات الحيوانية بسبب الكبت ويطلق على هذه الذات باسم “الضمير”.

افكال وافعال

أنك (الأنا) وفيك شيطان (الذات الحيوانية) وملاك (الذات المثالية) تساعد للسيطرة وعدم السيطرة على أفكارك وأفعالك

وهناك عقد تحكم النفس البشرية ولايستطيع المريض بها ان يرى الحياة من منطلق ايجابي وسليم

ومن أشهر أنواع العقد النفسية

 – عقدة الظهور : الرغبة في أن يراك الآخرين ويعرفونك (حتى لو لن تستفيد من معرفتهم ). وهذه النوعية تملأ الفيس بوك واليوتوب والمنتديات

-وعقدة الايذاء : الامعان في ايذاء و استفزاز الناس والرغبة في اتلاف أشياء الآخرين و تشويهها و تلويث الأماكن

– عقدة قابيل : التنافس العدائي على نفس الغاية وهي كره كل منافس أو زميل أو شخص يبدو أنه سيتفوق على المعني الذي قد يلجأ للرد العدواني و الصراع أو السب أو حتى التحقير والتشويه أو الاستهزاء

– عقدة كرونوس : الشخصية التي تحكم سيطرتها على الآخرين وتجاهد لمنعهم من التعبير عن ذواتهم وذلك بسحق شخصياتهم تحت أقدامها

– عقدة ليليت : الشخص الذي يسعى لإغواء أفراد الجنس الآخر لا هم له بتأسيس العلاقة بل جذب انتباه وحب الجنس الآخر فقط

 فالإنسان يولد بنفس الفطرة وهي الأقوى حيث تستمد برمجتها مباشرة من مصدرين روح الله التى نفخت في الإنسان وملف الغريزة المطبوع في عقله الانفعالي ثم ينمو الفرد ويتفاعل مع الحياة فتدخل على نفسه برمجات دخيلة من العالم المادي تربية الأهل تعاليم المجتمع، الإعلام، المدرسة، التجارب الشخصية، فيتعلم الخوف والقلق والغيرة والحيرة والمنافسة والمقارنة والتفاخر والشك وخلافه بمعايير مختلفة عن تلك التى فُطر عليها وهنا تضعف النفس وينشأ ما يعرف بالأنا

الإيجو ومثلما لخصناها سابقًا ببساطة هي نفس الإنسان المُضعَفه ببرمجات العالم المادي محدود القدرات

اسع إلى هدفك فإن كنت مستحقه تبلغه وإن لم تكن يعوضك الله عنه بما تستحق وتذكر

لعل ما تستحقه أفضل مما تهدف إليه كن متوازن ومحل تأثير وفائدة وليس فارضًا الشيطنة على من حولك بافعالك وافكارك المريضة المتعالية

ولاتكن كالقطيع في مسير واحد تتاثر  ب اطباع الاخرين  وغيرها من الامور بل اخلق كيانك واخرج عن القاعدة بدراسة نفسك وميولك واحفظ دينك وعقلك ونجاحك وعلمك وثقافتك واخرج بها للعالم اعد برمجة عقلك الباطن واعمل على تشافي طفلك الداخلي ولا تجلد ذاتك لتكون انسان سوي.

إن معظم أشياء هذا العالم ليست سوى كومة من جوزٍ فارغ قلما نجد نواةً بداخله.

{ محامية – متخصصة في مجال القانون

ومهتمة بالتنمية الذاتية

مشاركة