في المرمى
ملاعب جديدة – سامر الياس سعيد
مع افتتاح فريق نادي الزوراء لملعبه الجديد في منتصف الاسبوع الماضي يقفز للاذهان تساؤلا حول مديات دعم مثل تلك الحواضر الرياضية للرياضة العراقية وامكانية الارتقاء بها خصوصا في ظل ما تعانيه لاسيما مع قلة الموارد ونقص الامكانيات والتي لطالما ابرزت انعكاسا لواقع الرياضة والاهتمام بها في البلد الذي يجعل من هذه الفاصلة اهم ما يتابعه ويفخر بما قدمته الاجيال السابقة ليتغنى بانجازتها وامجادها مع نتائج مهزوزة ومستويات متدنية تطبع واقع جيل اليوم..
لاشك في ان مثل الصور التي احاطت بافتتاح ملعب الزوراء والتي انتشرت على مختلف وسائل الاعلام تمنح المتابع شعورا بغد مميز للرياضة العراقية ومستقبل مشرق ينتظر تلك النجوم الكروية التي اسهمت بالاحتفالية التي حملت مضامين ودلالات للعرفان والوفاء لاحد النجوم الكرويين من خلال الاحتفاء بنجل النجم الرياضي الدولي السابق احمد راضي وابرازه كاحد رموز تلك الاحتفالية الرياضية التي اعطتنا داعم معنوي بان الرياضة العراقية في طريقها للانطلاق بعد ما شهدته من محطات سيئة تماما كطائر العنقاء الذي ينبعث من بين الخراب ليحلق من جديد..
وحتما كانت احتفالية نادي الزوراء بما حمله هذا النادي العراقي العريق بمثابة فاصل للعالم بما ينتظر العراق الرياضي من محطات مهمة ستسهم برفع الحظر عن ملاعبه واستعادة دور هذا البلد في ان يكون محطة لاستقطاب النجوم او من خلال ابراز الملفات الخاصة باستضافة البطولات التي غابت لفترة طويلة عن هذه الملاعب مثلما تحمل الحسرة والغصة الالاما للجمهور الرياضي وهو يرى الملاعب الخليجية المجاورة وهي تجتهد في استضافة بطولات العالم مثلما هو الحال مع الدور البارز الذي تلعبه ملاعب الشقيقة قطر في الاسهام بابراز استضافة العدد الوافر من البطولات والتي تهيئها كبروفة اولية من اجل الحدث الابرز المتمثل باستضافة مونديالها الابرز العام الحالي كما هو الحال مع الامارات العربية ودورها باستضافة ملتقيات كروية عالمية الى جانب المملكة العربية السعودية وما حضيت به ملاعبها مؤخرا من حق استضافة بطولة السوبر الاسباني او من خلال استضافة اغلب مدنها لدوريات وبطولات عالمية كاحتضان المسابقات الخاصة باللعبة الميكانكية ممثلة برالي السيارات وغيرها حيث دابت على استضافتها في مدينة سعودية تجهز لان تكون قبلة الرياضة والفنون والثقافة كما هو الحال مع العلا بتضاريسها الجبلية واجوائها الصحراوية المميزة..
يتابع الجمهور العراقي مثل تلك المحافل والالم يعتصر قلبه في ان تسهم ملاعبه الغائبة عن استضافة اي حدث بهوية عالمية متفردة لمثل تلك الملتقيات والبطولات وان تكون لقطاعات الرياضة الدور الابرز في ان تخفف الكاهل عن قطاع النفط ولعبه الدور الرئيسي بجلب الموارد المالية وتسيير دفة البلد لابل الاهتمام بقطاع الرياضة والعزف على وتر الاستضافات الخاصة بالالعاب الرياضية واحتضان نجوم الرياضة واستقبالهم في تلك الملاعب سيلعب بلا شك بدور حيوي في ان يكون للبلد وجه اخر يشجع على دعم ملف السياحة فالبلد يحمل بين جنباته حضارة بعمق التاريخ يتوق لزيارتها الاف السياح كما تسهم موارد هذا القطاع باجتذاب من له الرغبة في ان يمزج متعة التجول بين جنبات التاريخ ليعاين في الوقت نفسه نبض الحداثة تنبض في اروقة البلد بابراز بنية رياضية كانت غائبة لعقود بعد ان كانت الرياضة العراقية في ابرز فتراتها تتعكز على ملعبين يتيمين هما ملعب الشعب الذي تاسس قبل نحو خمسون عقد الى جانب ملعب الكشافة الذي انتصب امامه نجم عراقي من كرة القدم ليبقى يتساءل عن فترة تقاعد هذا الملعب الاثير او تاهيله لكي يكون مهيا تماما لاستضافة الاجيال الكروية اللاحقة..
كما ان بادرة الاعلامي البارز سعد البزاز باقامة تمثال للعرفان بما قدمه نجم النجوم الراحل احمد راضي ستبقى في الذاكرة كونها من اهم اللفتات التي تنبض بروح الوفاء لنجوم الكرة والرياضة بشكل عام وما هي الا رسالة مهمة في ان تبقى الرياضة ديدن ابناء العراق ومحور احاديثهم متابعاتهم كونها الحيز الذي ينسيهم همومهم الحياتية ويخرجهم من عنق الازمات التي تتنوع بكل مسمياتها..