مكسب من المرة الأولى..أو لاشيء
فاتح عبدالسلام
فجأةّ غطت زيارة رئيس الصليب الأحمر على مهمة الأخضر الابراهيمي المبعوث الأممي الى سوريا قبل أن تبدأ، حيث انتزع رئيس هذه المنظمة الانسانية الدولية مكسباً مهماً في ظل ظروف اختلاط الأوراق وارتفاع صوت المدافع من خلال ضمانات حصل عليها حسب ما أعلنه من الرئيس بشار الأسد حول ارسال مساعدات إغاثة إنسانية الى المنكوبين السوريين داخل بلادهم.
لكن هذا جزء من مشهد متداعٍ يصفه الابراهيمي نفسه بأنَّه كارثي.
إنَّ المكاسب على الأرض هي الحصيلة التي يبحث عنها السوريون في لظى النار الحارقة لبلادهم وأقواتهم وهذه المكاسب صعبة المنال لأنها خاضعة للتسيس ولا يمكن إنجازها من دون دفع ثمن سياسي لا يرضى أي طرف دفعه، لاسيما إنها أطراف لم تعد سياسية بقدر كونها حربية وأمنية وعسكرية سواء من جانب الحكومة السورية أو معارضتها.
إذا كان الابراهيمي يقول عن مهمته شبه مستحيلة النجاح لأنّه دبلوماسي لا يذهب الى نهايات التوصيفات مرة واحدة فانَّ الواقع لا يتيح حتى الآن أية فسحة من أمل إذا لم يكن هناك تغيير جوهري في قواعد هذه اللعبة السياسية الاقليمية التي تحرك خيوط الوضع السوري على نحو كبير ولعلّها تضامنت مع أجهزة النظام في خنق فرص التعبير عن مطالب الاصلاح والتغيير.
الإبراهيمي سيلتقي في دمشق أصحاب القرار ولن يكون له فرصة للنجاح إذا لم ينتزع مكاسب مبكرة لها صدى على الأرض. والمكسب الأهم هو وقف النار، لكن لا أحد يوافق على هذا المطلب.. المكسب إلا إذا كان في إطار التسوية السياسية التي نصت عليها المبادرة الدولية سابقاً في التداول السلمي للسلطة، تلك المبادرة التي تلتف على المصطلحات بما لا يخدش شعارات سياسية مهترئة لكنّها لا تزال في دمشق مصيرية.
إذن نعود الى سؤال الملايين ما العمل إذا لم يرتق أحد الى مستوى اللحظة التاريخية المدمرة؟ ربّما في سعي الأمم المتحدة الى تحييد المدنيين من الصراع ومنع استخدام السلاح الثقيل تحت أية حجة، ولا أرى إمكانية لتحقيق إنجاز أكبر في هذه الساعة.
/9/2012 Issue 4298 – Date 8 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4298 التاريخ 8»9»2012
FASL