مكاتيب عراقية ـ باب الجندرمة النائمة ـ علي السوداني


مكاتيب عراقية ـ باب الجندرمة النائمة ـ علي السوداني
قبل سنة تصالحت تركيا مع أكرادها فأرسلت المسلحين منهم الذين عنوانهم هو حزب العمال الكردستاني التركي ، ليسكنوا هم وأسلحتهم الثقيلة والخفيفة ودمغة الإرهاب ، بجبل قنديل العراقي حتى الآن .
ألبارحة قال وزير الطاقة بتركيا أن بلاده صارت جاهزة الآن للتنقيب عن النفط في جبل قنديل بعد دعوة اوجلان مقاتليه في سفوح وقمم هذا الجبل العملاق وما حوله ، إلى إلقاء السلاح والكفاح والذهاب إلى السلام وشرب الراح
تركيا القومية تكره أكرادها وتظلمهم وتمنعهم من أبسط حقوقهم الثابتة ، لكنها تتحدث وتتغنوج بالكردي الفصيح والمهذب مع كردستان العراق ، وتتعامل معها تعامل دولة لدولة ، خاصة إذا شمّ خشمها عطر النفط ، وقنصت عيناها منظر الدولار الأخضر الرهيب .
تركيا لا تريد إعطاء العراق حقه القانوني بمياه دجلة والفرات من خلال التوقيع والبصم على اتفاقية مياه عادلة ومكفولة ومودعة في صندوق بريد بان كي مون ، حيث هم دولة المنبع ، ونحن دولة المصب ، وقانون الكرة الأرضية النافذ يكفل هذا الأمر وينظمه بالتراضي .
تركيا الحقيقية المعلنة والخفية ، تحت الطاولة وفوقها ، تقيم علاقات مع العراق بوصفه كانتونات قائمة من كردستان وتركمانستان وشيعستان وسنستان وربما عثمانستان .
تركيا لها موقف غامض ومريب من داعش وأخواتها بالرضاعة ، وربما اعتبرتهم اخوان مسلمين فغضّت عنهم بعض طرفها ، مرة بداعي انهم الثور الهائج الذي بمقدوره تدمير عقدتهم العلوية الأسدية في الشام ، وثانية في إمكانية استعمالهم كورقة انتاج كريمة لتفريخ الفوضى الخلاقة ، لكن على الطريقة العثمانية الناعمة .
تركيا تشتري النفط وبميزات تفضيلية من بغداد ومن أربيل . تغسل دولارات هنا وتأكل دولارات هناك ، حتى لو كان ذلك النفط العزيز محمولاً ببطون صهاريج داعشية .
قد تفكّر تركيا بثأر مؤجل ، أو أن مخيالها القوميّ يتدغدغ بمنظر امبراطورية عظيمة حاكمها في الإستانة ، وخراج غيومها سيصبّ تالياً في خزنتها حتى لو تهاطل على أرض اليمن .
سيفزُّ أهل بلاد ما بين القهرين يوماً ، ليجدوا أنفسهم بمواجهة مقارنة موجعة بين الشرّ العثماني السلطاني المؤجل ، وشقيقهِ الشر الشيطاني الإيراني الرجيم . ألشرّان مفضوحان وصائحان ومتكئان على نومة عراقية عربية جماعية .
آهٍ أيتها البلاد العزيزة ، لو كنتِ مثل دارٍ مستأجرة لكنّا هجرناك ونزلنا بجوارٍ أرحم ، ليس على جهاته الأربع ، كلّ هذه الذئاب الشرسة والجبانة .
AZP20
ALSO