القادم من سومر..
مكابدات عزيز بن عذاب
محفوظ داود سلمان
… ويقال أنكَ قادمٌ من سومر ..
لكن سومرَ غادرت في الريح ، أو دلمون
قد رحلت بعيداً في بحار …
{ { { {
ويقال أنكَ سومريٌ حالمٌ …
لكنما أنكيد قد سُكب المساء كخمرة في
حانة منسيةٍ وتحطمت فيها الجرار ..
{ { { {
ويقال أنكَ قادمٌ من بابلٍ…
مازلت تبحث عن إله الشمس ، والكلمات
لم تكتبْ على كسرٍ من الفخّار او
مزق الحجار…
{ { { {
كانت عذارى النهر تأتي
حاملات جرارهنّ
وكان يقطر من جدائلهنّ نزفٌ من ندى
وتجيء أسراب من الورشان تقفو
خطوهنّ من القفار…
{ { { {
ويقال من آشور كنتَ تجيء ، والثور
المجنحّ كان يحمل في جناحيه النجوم ، ويحرس
الاسوار فجراً ، في جبينكَ لم يزل وسمٌ
من الصحراء تعبرها ومن أرض البوار…
{ { { {
ويقال أنكَ طالع من ألف ليلة ، إن ليلتكَ
الأخيرة ما آبتدت ، مازال يفتضّ الزنابق
وهي تقطر في البكارة شهريار …
{ { { {
والسندباد يغادر المدن الجميلة فوق ظهر الحوت
منتظراً يجيء النجم ، او يأتي المجوس وليس
ثمَّ نبوءةٌ تأتي ولا ومض آنتظار …
{ { { {
هل كنت تحمل نخلكَ الدامي صليباً فوق ظهركَ
كنت مشروعاً لتقتل كل يومٍ في الفيافي والوهاد …
{ { { {
ما كان غير الله في جنبيكَ ، هذا الفيض
يأتي من دمائكَ ، أو يفيض بدجلةٍ
هذا الرماد …
{ { { {
ام كنت قد ضاقت بكَ الكلمات ، لا تكفي العبارة
أو تعبّر عن رؤى ، هل كنت تجمع في المحارق
ماتبقّى من سهاد…
{ { { {
هل كنت رباً قد أكلنا تمره جوعاً ، وليس هناكَ
في أجراننا حشف يذوق النمل منه والجراد …
{ { { {
ويقال أنكَ قادمٌ من سومرٍ …
تنأى بعيداً ليس من جلجامشٍ يأتي ولا عشب الخلود
{ { { {
هل كنتَ ترحل في
غيوم الأفق ، ام تأتي مع
الامطار ، تهبط ذات يومٍ أنتِ مشتملٌ
وليس هناكَ أبعاد تخبرّ عن مدى أو عن حدود .