مقتل لبنانيين اثناء توجههما للقتال ضد النظام السوري في ريف دمشق
نزوح 15 ألف سوري إلى عرسال خلال يومين
بيروت ــ الزمان
استمر تدفق اعداد النازحين السوريين الى المناطق الحدودية اللبنانية خلال اليومين الماضيين هربا من المعارك العنيفة الدائرة بين قوات النظام السوري من جهة ومقاتلي المعارضة من جهة اخرى في منطقة القلمون في ريف دمشق.
وقال رئيس بلدية عرسال في البقاع الشرقي علي الحجيري ان عدد النازحين السوريين الى عرسال بلغ خلال الايام القليلة الماضية 15 الفا ليصبح العدد الاجمالي للنازحين في هذه البلدة الحدودوية في البقاع اكثر من 60 الف نازح.
واضاف الحجيري ان النازحين يتلقون الرعاية الصحية والمساعدات الانسانية من الهيئات المانحة وهم بحاجة الى المزيد من المساعدات نظرا للاعداد الكبيرة المتدفقة بشكل يومي.
ووصف الحجيري الوضع الامني في البلدة ب الجيد في الوقت الراهن مشيرا الى ان هناك تخوفا لدى ابناء عرسال من تكرار قصف الطيران الحربي السوري على البلدة كما حصل الاسبوع الماضي وادى الى حالة كبيرة من الهلع والخوف.
وبلغ عدد النازحين السوريين في لبنان اكثر من 815 الف نازح بحسب اخر تقارير المفوضية العليا للامم المتحدة لشؤون النازحين.
فيما قتل لبنانيان من بلدة عرسال الحدودية مع سوريا في انفجار لغم أمس اثناء توجههما الى ريف دمشق للقتال ضد قوات النظام السوري، بحسب ما افاد مصدر امني وكالة فرانس برس.
وقال المصدر ان الشابين يوسف وخالد الحجيري قتلا في انفجار لغم قبل وصولهما الى بلدة قارة حيث تجري منذ ايام معارك عنيفة بين القوات النظامية مدعومة من حزب الله اللبناني من جهة وكتائب معارضة من جهة ثانية وكانا ينويان الانضمام الى مقاتلي المعارضة السورية في المنطقة .
واكد احد اعيان بلدة عرسال ذات الغالبية السنية رافضا الكشف عن اسمه مقتل الشابين، موضحا ان حوالى ثلاثين شابا من عرسال توجهوا بسلاحهم خلال الساعات الماضية الى قارة لمساندة الجيش السوري الحر .
ومنذ بدء المعارك في محيط قارة الواقعة في منطقة القلمون شمال دمشق الجمعة الماضي، تدفق الى لبنان الاف النازحين السوريين عبر عرسال التي تتعاطف اجمالا مع المعارضة السورية.
وقالت وزارة الشؤون الاجتماعية اللبنانية ان عدد العائلات التي وصلت الى عرسال منذ الجمعة وصل الى 1700، مشيرة الى اعلان حالة طوارىء للتعامل مع الوضع.
وقال المصدر في عرسال ان الشبان تحركوا لمساندة السوريين بعد ان استمعوا الى اخبار المعركة والقصف المتواصل من قوات النظام على قارة، المنطقة القريبة منا والتي نملك صلات عديدة مع اهلها ، مشيرا الى انه سيتم تشييع الشابين عصر اليوم بعد نقل جثتيهما. ولعرسال حدود طويلة مع الاراضي السورية تمتد لاكثر من ستين كيلومترا، معظمها مع ريف دمشق، وقسم صغير منها محاذ لمحافظة حمص.
ويصل النازحون عبر ممرات جبلية غير قانونية كانت تستخدم قبل الحرب لتهريب سلع على اختلافها. وتفيد تقارير امنية انها تستخدم في بعض الاحيان لتهريب اسلحة ومسلحين عبر جانبي الحدود.
وقال الشيخ صالح فليطي، امام مسجد في عرسال، في اتصال هاتفي مع فرانس برس ان وضع النازحين مأسوي ، مشيرا الى ان المساجد الثلاثة في البلدة تستضيف عشرات العائلات السورية .
واضاف ان تدفق النازحين مستمر. لم يعد هناك منزل في عرسال لا يستضيف عائلة سورية او اكثر. الوضع المعيشي للسوريين وللسكان المحليين بائس للغاية. لكن ماذا نفعل؟ يطرقون بابنا ولا نستقبلهم؟ .
وتوجد في عرسال مخيمات عدة مستحدثة للاجئين السوريين الذين ينتشرون ايضا في كل الورش والابنية غير المكتملة والمحال التجارية المقفلة والاماكن المهجورة…
من جهة ثانية، قال فليطي انه قام أمس بالصلاة صباح اليوم على سوريين اثنين قتلا في صاروخ استهدف سيارتهما لدى خروجهما من قارة ومحاولتهما التوجه الى لبنان. و عمد نازحون آخرون الى نقل الجثتين اللتين دفناهما هنا .
ويبلغ عدد سكان عرسال حوالى 35 الفا، ويكاد عدد النازحين السوريين فيها يتجاوز عدد السكان.
AZP02