مقتدى بعباءة موسى الصدر
لبنان
في يوم 13/4/1975 نصبتْ مجموعةٌ من حزب الكتائب اليمينيّ اللبنانيّ كمينًا لباصٍ يحمل مواطنين فلسطينيين في أحد شوارع عين الرمّانة الضيّقة، فاندلعت حربٌ أهليّةٌ في لبنان بين أحزابٍ ذاتِ غالبيّة مسيحيّة، وأحزابٍ يساريّةٍ منضويةٍ تحت راية “الحركة الوطنيّة اللبنانيّة.” استمرّت تلك الحرب خمس عشرة سنة، وكانت من أطول حروب القرن العشرين، وشاركتْ فيها إلى جانب الفرقاء المحلّيّين أطرافٌ دوليّة وعربيّة (سوريا، إسرائيل، الولايات المتحدة، الاتحاد السوفياتيّ سابقًا، إيران،…)، الأمر الذي برّر لكثيرٍ من السياسيين والباحثين اللبنانيين الزعمَ أنّ تلك الحرب كانت “حربَ الآخرين على أرض لبنان مما كان للسيد موسى الصدر دور ريادي وفاعل في حل الازمة وتقريب وجهات النظر بين الفرق المتناحرة والمتصارعة حتى اضطر الامر الى ان يعتصم في مسجد الصفا لمدة خمسة ايام وكانت طلباته تتركز على:
اولآ . العدالة الاجتماعية
ثانيآ . الوحدة الوطنية
ثالثآ . الحوار لمعالجة اي خلاف
العراق
في خضم الصراعات السلطوية الفؤية والطائفية المذهبية والتشضي العرقي انبثقت الرؤية الوطنية المعتدلة المتمثلة بالسيد ( مقتدى الصدر ) حيث كان ولايزال الصوت الهادر بحب الوطن والحث على الانتماء الى الوطن بعيدآ عن جميع الانتماءات المذهبية والانسلاخ من جميع المسميات ويكون الهدف الرئيسي هو كيف يكون ان ننتشل العراق من وحل الطائفية المقيت الذي اودى بالبلد الى الهاوية مع انعزاله عن العالم الخارجي بسبب الانتماءات الطائفية على حساب الهوية العراقية ومن هنا جاءت خطوات السيد (مقتدى الصدر) التي كانت ليس اولها الاصلاح والمطالبة بحقوق المواطن التي سلبت من اصحاب السلطة الحاكمة حتى ادى الامر الى النزول للشارع صفآ الى صفا مع المواطن المحروم من ابسط مقومات الحياة والاعتصام في المنطقة الخضراء لمدة خمسة ايام على ان يجد شيئا من الاصلاح الحكومي وظل ولايزال الصوت المدوي في سماء العراق من اجل الاصلاح وارتقاء المواطن نحو العيش بكرامة وجلب حقوقه التي سلبت من قبل ضعاف النفوس الموجدين في السلطة والتحرك الكبير الذي حصل قبل ايام من سماحتة هو الانفتاح الخارجي ومد جسور بين العراق ودول الجوار والعالم الذي اصبح العراق منذ سنين معزولا تماما عن العالم وهذا الانعزال لم يجلب للعراق سوى الاه والويلات والتدخل بشؤونه من قبل دول الجوار هنا تكون تجربة السيد (مقتدى الصدر) وتحركاته هي احياء لتجربة السيد (موسى الصدر) وتحركاته فلا ننسى ان موسى الصدر زار كلا من ايران . السعودية . ليبيا . ايطاليا . التي لم يصل اليها وغيب وهو في طريقه اليها في 25/اب /1978 ومن المؤكد ان هذه الزيارات كانت تصب في صالح لبنان انذاك كما هي زيارات السيد لاشك انها تصب في صالح العراق وشعب العراق وليس من اجل قطف غنائم من هنا وهناك كما يروج له البعض وان الجلوس مع الخصوم لايعني الاستسلام او الرضوخ للخصم لا ولكن يجب ان تكون هناك طاولة للحوار واعادة بناء الاسس التي هدمت فيما مضى بسبب السياسة العمياء والرعناء ولاشك ان نقطف ثمار هذا الانفتاح الخارجي والذي سوف يكون ليس مقتصرا على الدولة العربية وانما سوف نرى في القريب العاجل زيارات للسيد (مقتدى الصدر ) والانفتاح على اوربا ومحيطها من اجل ارجاع العراق الى مكانتة المهمة والاستراتيجي بين العالم وليس اليوم ولا غدا ان يكون العراق منعزلا لان الانعزال والانكماش لم يولد للعراق سوى العداء من قبل بلدان واقتصار العلاقات على بلدين او اكثر من حيث السيطرة من قبلهم على منافع وخيرات البلد من باب الطائفية والعنصرية لاغير وان الدور الريادي الذي يحذوه سماحته سوف يكون له صدى عالمي وليس عربيا فقط لان العراق والاعتدال الوطني يغتزل به
احمد الجواهري