مقاطع للشهيدة سجى (2-2)
المقطع الرابع
للاسم معنى عظيم
سجى …..
(والليل إذا سجى)
في مقبرةِ الحسن البصري
الليلُ سجى …….
دخلت جموع المشيعين
في الساعةِ العاشرة ….
أولُ مرةٍ أدخلُ في هذا الوقت
حيثُ المقبرةُ لا تفتح أبوابَها في الليل
فلماذا تفتحُ أبوابَها الآن ؟؟؟
هي حالةٌ نادرة ….
دخلنا كالسيل
كخفقِ آلافِ الخيلِ
أنحنُ في معركة ٍ
القادمون ليسوا جنوداً
والقاصدون لهم أمواتاً
أختلطَ في رأسي الكيل
هنا سأصرخُ بالويلِ
هنا لماذا الموتُ في جلستهِ يطيل؟؟؟
هنا تُسرق البسمةَ ………
هنا يتساوى المعافى والعليل
يمينٌ ….شمالٌ …شمالٌ …يمين
أينما تتجه لا بديل
وضعنا الجنازةَ ……..
كان القبرُ محفوراً …….
صلينا على المرحومةِ منذُ قليل
إذن حانَ وقتُ الرحيل
ضعوها في قبرها …….
فهي تهفُ تحبُ التنزيل
لتراب تميل …..
تزداد اليه عشقا…. تقبيل
كي تلتقي بربها الجليل
في برزخٍ يحوي مئات القدود
آلافها وليس كقدِ سجى
من قدٍ أصيل …..
ناولني حفنةً من تراب قبرها
أشمها لتكن للثائرين دليل
أستحلفكم يا نائمين بقربها
صدوا عنها مكرَ الدود
فهي نديةٌ لا تقدر للدودِ تُزيل
المقطع الخامس
( أفكار سجى الكبيرة رغم صغرها )
بين سجى وأبيها (سمير) والحدث
فكوا عنها رباطَ الكفِ
يا منكراً ,,, يا نكير
ستروي إليكم قصةَ الغدرِ
وكيف استشهدت ذوت كالطيرِ
نامتْ تحلمُ بالبصرةِ …في بيتها
أبوها في البحرِ مسافر
والبحرُ كما حكا والدُها خطير
صاحت بوجهِ سمير ….سمير
لا ترجع …..
فالسفرُ عليك عسير
الشتاءُ يا أبتي قادمٌ في ليلهِ مطير
سأصحو بين ذراعيك
سأكحلُ ناضري لتكن أنتَ النضير
لا تحزنْ ..لا تتعب
أبتي في القبرِ سألعب
من أجلِ عينيك سوفَ أصير
أُحلقُ في سطحِ البيت
أنزلُ من درجاتِ السلم ِ
في خفةٍ قد أسير
أبتي هكذا هم الشهداء
يحلقون فوقً أسطحِ البيوت
وهذا قليلٌ من كثير
أبتي أبنتك تحبُ الفقير …….
مرة ذاتَ مرةٍ جاءً شحاذٌ لبيت صديقتي
تذكرت اسمها جيداً عبير
هي ابنةُ المدير
وكيف طَردت شحاذاً جاءَ لبيتهم
طرقَ البابً وأنتظر
وكان يا أبتي بصير
دفعتهُ عبير …
سقطً على الأرض …
قالت لها سجى يا أختاه
فُعلك هذا شنيعٌ ويحتاجُ الى تبرير
صمتت عبير
ردت عليها بكلامٍ خطير
هذا هو اليومُ الأخير
لا كلام …
تذكري أن الله قدير
أنت كَسرتِ قلباً كسير
أني بعدُ وإياك لا ….لا أسير
المقطع السادس
( لسجى أكتب الحروف )
(( للشهيدة تنحي الحروف ))
أيّ حبرٍ سَيكتبُ الفجيعة؟؟
أيّ قلبٍ سَيندبُ على الفضيحة ؟؟؟؟
كلُ الدموعِ تساقطت …..
كلُ الأيادي تشابكت
وأعلنت أن الموتَ يا سجى هو الحقيقة
وهذا يا حمامتي شرعُ اللهِ وطريقه
نحن نحني إليكِ رؤوسنا
كلٌ تقدم في فريقه
فأنت للجميعِ حبيبةٌ وملهمةٌ وصديقة
أنت تنطقين الخفايا
لأننا نخجلُ من قولها
وللقلوبِ أسرار سحيقة
سأكتبُ الوثيقة
شهيدة ٌأنت ….
بريئةٌ أنت …….
وهذه يا منشدةَ النشيدِ هو الورد ورحيقه
دماءٌ تنزُ من القلوب
وأخرى على الطريقِ حديقة
كلُ الدماءِ الزكية عريقة
هنا الأصواتُ تنطلق
تهتفُ باسمِ الحقيقة
والحقُ تشتم النفوس الرقيقة
هي باقيةٌ لا تنسى ….لا تمحى
لكلِ قلبٍ هي التوأم والرفيقة
أنا ما حزنتُ سجى عليك لكن
ما صار مفجعٌ لا أطيقه …..
المقطع السابع
(الموت )
ملاحظة… (( اقرءوا عليها الفاتحة فهي تستحق أن نذكرها كل يوم ))
( لسجى أنقش الكلمات )
هو الموتُ يدخلُ كلَ بيت
لا يطرقُ الأبوابَ بلا استئذان يدخل
فجأةً وإذا في وسطنا
يجلسُ بكلِ كبرياء
ينظرُ للجميعِ كلٌ سواء
رجالُ …نساء …
الموتُ سيدُ الموقفِ الآن
هو ولهان ….
عطشانٌ ….حيران
يبحثُ عن كيان
عن إنسان ……
كائنٌ من كان …..
مبتهجٌ ملكُ الموت
فسجى بنتٌ رقيقة
هي طفلةٌ لكنها تدركُ الحقيقة
تعيشُ كلّ يومٍ بفرحٍ نقي
هي ورفيقةُ عمرها بنين
هي تعرفُ اليقين …
أن الموتَ حقٌ …
سافرت إليه بأجنحةِ الصدقِ
لُتقتل برصاصةٍ طائشة
فحلقت في السماء
لتصبحَ في مصافِ الشهداء
نعمْ ….نعمْ شهيدةٌ سجى
فهي لمْ تَمُتْ …….
هي في قلوبنا نداء
سجى حين سالت الدماء
غسلت كل حقدنا
شكراً إليك …
نُحيكِ نحن الأصدقاء …الفقراء
نحن إليكِ أوفياء …..
عبد الحميد السياب – البصرة
بعد استشهاد سجى الذي حدث في 23/10 /2013 وصارت كتابة هذه المشاعر في 24/ 10/2024 بعد وصول جثمانها الطاهر وكتبت بأيام عديدة ولم يزل في القلب الكثير