مقابرهم و مقابرنا – عگاب سالم الطاهر
مطلع ثمانينات القرن الماضي ، كنت في زيارة لايطاليا. وشمل تجوالي زيارة مدينة ڤينيسيا ( والعرب يسمونها البندقية ). المدينة تقع شمال إيطاليا. ليس بعيدا عن الحدود مع يوغسلافيا. وصلتها بالقطار. ومحطة القطار هي آخر ارض يصلها وكذلك السيارات. شوارعها مجموعة قنوات وجسور. وسنويا يرتفع مستوى ماء البحر. ما يجعل المدينة مهددة بالغرق مستقبلا..
السياحة
وعن طريق خارطة سياحية للمدينة، اخترت جزيرة خضراء. والمدينة تتكون من عدة جزر . تصورتُها متنزها. ركبت زورقا. والزوارق هي واسطة التنقل في المدينة وبين جزرها. وصلت الجزيرة التي قصدتها. وفي التجوال اكتشفت انها مقبرة. شوارع نظيفة. اشجار خضراء. بعد تجوال لوقت قصير ، غادرتها. هنا قارنتُ بين مقابرنا ومقابرهم. لنأخذ مقبرة وادي سلام في النجف. وهي أكبر مقبرة في العالم. الأشجار فيها أما غير موجودة . او موجودة بعدد قليل جدا. لماذا لاتزرع الأشجار في هذه المقبرة؟.
شجرة السدرة
هناك أشجار دائمة الخضرة، كالسدر والزيتون. والسدرة شجرة مبارکة. وهاتان الشجرتان لا تحتاجان للسقي. فجذورهما تضرب في العمق . وهما ضروريتان للاستراحة والاحتماء بظلهما. وأتذكر.. أنني صحبت فلاحا لغرض تنظيف حديقة بيتي . وكانت شجرة سدرة هي أحد أشجار حديقة بيتي. وعندما عاينها الفلاح رفض قصها. قائلا.. السدرة علوية ولا يجوز قطعها. وأصر على رفضه. رغم أن ذلك حرمه من أجور قطع هذه الشجرة. شجرة الزيتون والسدرة متوفرتان. ولو وجهت بلدية النجف نداءً للتبرع بالاشجار لزراعتها في المقبرة، لكانت الحصيلة كبيرة. ويصح الأمر على المقابر في المدن الأخرى. فقد زرت مقبرة تكريت لقراءة الفاتحة على روح معلمي في الابتدائية عبداللطيف رحيم الثلج، بصحبة الصديق هاتف الثلج. ووجدت حالها لجهة افتقارها للأشجار ، نفس حال مقبرة النجف.
****
لنطلق شعار: مائة شجرة زيتون او سدر لمقابرنا. ونبدأ العمل.