مـطلـوب دم

مـطلـوب دم

 عندما يغيب الوعي بين الامة يسود الجهل، ينتشر كالطاعون بين اجسادنا ويتنخر عقولنا ويغطي بسواده مسألة الادراك العقلي والفهمي ، فيما بيننا، الوعي بين الناس ؟كيف يأتي؟ لو تطرقنا اليه من باب شرحه بشكل مفصل من جانب اللغة لوجدنا ان الوعي: كلمة تدل على ضمِ شيء. وفي قواميس اللغة العربية وَعيْتُ العِلمَ أعِيهِ وَعْياً، ووعَى الشيء والحديث يَعِيه وَعْياً وأَوْعاه: حفِظه وفهِمه وقبِلَه، فهو واعٍ، وفلان أَوْعَى من فلان أَي أَحفظُ وأَفهَمُ. وفي الحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( نَضَّر الله امرأً سمع مَقالَتي فوَعاها، فرُبَّ مُبَلَّغٍ أَوعى من سامِع))، والوَعِيُّ الحافِظُ الكَيِّسُ الفَقِيه.هذاملخص الوعي كـ لغة وحديث للنبي محمد”صلى الله علية وسلم”

اذن الوعي اذا غاب لدى الفرد..يسود الجهل بين الناس..تعم الفوضى ويكثر القتل والخراب والسرقة وكل شيء يهدد بأمن الفرد وحرمانه من العيش بصورة سلمية وان يمارس حقوقة الحياتية المدنية هذا جانب اما الجانب الاخر ،القانون، هو المتصدى الاكبر ليفرض ويشرع قوانينه بين الناس ويفرض الامان والسلام بيننا، لكي يتم السيطرة على المنظومة البشرية وان يتم الموازنة وادارة الامور كافة لكي لا تكثر الاخطاء فيما بين الناس، وهذا حق مشروع علينا ان نلتزم جميعاً في القوانين التي فرضت علينا كمواطنين والا ان لم نخضع فهناك للجهل ،كلمات، وفوضى عارمة ولكن اين القانون ، لكي يفرض كلمته ويحقق عدالته بين الافراد، اين غاب القانون الفعلي الكُلي الذي يفرض عدالته فوق كل شخص .للاسف الشديد نحن في بلد لا يحكمه القانون سوى مجرد سطور في ورق خاوي ولا يطبق كلمته فوق الكل وانما يشرع القانون فقط على الضعيف الخالي من المجردات السياسية والحزبية والعشائرية، نعم لا تستغربوا ، الطابع العشائري والحزبي فرض هيمنته وسيطرته في المدن الجنوبية واصبحوا كأصحاب سلطة تشريعية هم من يشرعوا القوانين وهم من يقتلوا ويسامحوا فيما بينهم ، والقانون واقف جانباً بدوره المتفرج كالُمقعد على الكرسي ، كانما اصيب بالشلل النصفي، لا يطبق ويشرع قوانينه؟وانما الصمت حليفهُ وكإنه الشيطان الاخرس؟ الساحة الان للعشائر المتخلفة والهمج الذي يتنازعون فيما بينهم على ابسط الاشياء ، من ثم تكبر المشكلة وتصل الى حرق البيوت والقتل وتصل الحصيلة لاكثر من شخص ينزفون وتصل الى التأزم وسفك الدماء وباللهجة العامية” عركه عامة” ما هو ذنب الابرياء ” التخلف العشائري” وتصل الى كتب العبارات “مطلوب دم”على البيوت او مكانات العمل للاشخصاص المُتصارع معهم اي بمعنى اخر رسالة من اصحاب العشيرة، اصحاب الثأر ، لا تقتربوا من هذا البيت او مكان عمله او اي شئ يعود الية، وما استغربته ولاحظته اخيراً كمواطن بصري قرأت هذه العبارة “مطلوب دم” اكثر من مرة في البصرة ، مرة كتبت على منزل ومرة لاحظت على مطعم مشويات؟ ومرة على عيادة دكتور ، ومرة على الحمامات الصحية وسط احد الاسوق “W.c ربما سأبكي واضحك معاً ،كم هو غريب وسخيف في نفس الوقت ان تشاهد هذه العبارات وسط المدينة وتحت ضل القانون ، آن وجد!!!

لا اريد ان اطيل عليكم ولكن سؤالي لكم جميعاً اين الله والاسلام في نفوسكم جميعا ان كنتم تدعون بالانسانية”الخيورية” فسحقاً لكم ، وسحقاً لصلاتكم وصيـــامكم وكل شئ تدعون به فعل خير ، وسحقاً لكل عشـــيرة تحت هذا المبدأ الوسخ الذي يهتك البيوت ويسفك الدماء ، وكذلك اوجه رسالة الى القانون وخصوصاً الحكومة المحلية واحثهم على الوقــــــوف ضد هكذا تصرفات وقحة ضد المواطن لكي يعيــــــش برفاهية، بعيداً عن العشائر والاحزاب…

ليث الهجان

مشاركة