مـديـر

مـديـر
قصة محسن عبدالرحمن
ترجمة سامي الحاج
بنفس درجة السخونة والايقاع العالي يتواصل موضوع حديث الامس.. المدير جالس الى مكتبه وهو يلتف بجسده على كرسيه الدوار ذات اليمين وذات الشمال. كانت المرة الاولى التي يسمح لنفسه ببعض الجرأة
الى متى ستظل الانتخابات تؤجل، هل يمكن ان تنقضي الامور هكذا، ها قد مرت أربع سنوات، شخص واحد يبقى قائممقاماً للمدينة عشرين عاماً؟
كان يحرك قدح الشاي بالملعقة صامتاً غير مبال بالامر، فهو يعلم ان الذين يتعاملون مع المدرسة كخلية حزبية هم مثل فورة شوربة العدس، بتحية عابرة أو كلمة عفارم بالموبايل سينخفض مؤشر الحرارة لديهم ويعودون الى الصفر وتجعلهم يبدأون بكيل المديح والتملق والتزلف ثانية. يعرف أنه، ولو مؤقتاً، مستاء من أمر ما.
كان المدير ومعاوناه مستمرين في النقد والتجريح. يعرف أن حمارهم يعرج في مشيه، كما يقال، ولكنه، والامر لا يعنيه، يجهل بأي رِجل يعرج.
تناول الاستاذ رشفة من الشاي فوقع بصره على لوحة الشرف التي تسجل فيها اسماء مدراء المدرسة.. وكانت تحوي اسم المدير الحالي فقط والذي تسنم منصبه منذ افتتاح المدرسة وحتى اليوم.. التفت الى المدير وقال
استاذ.. متى سيظاف اسم جديد الى اللوحة؟
التفت كل من كان موجوداً في الغرفة من الاساتذة الى اللوحة المعلقة على الحائط، كان تاريخ تسنم المدير منصبه يعود الى ما قبل خمسة عشر عاماً وثمانية اشهر وستة عشر يوماً.. وهو يوم افتتاح مدرستهم أول مرة.
بــدون واســـطة
ها أستاذ.. هل أنهيت المعاملة؟
في غمرة الازدحام الابدي في السوق سأله بتلهف فضولي استرعى انتباه الناس المحيطين بهما فالتفتوا اليهما يتفرجون.
طبعاً.. في نفس اليوم، بل وجرى الامر بكل يسر وسلاسة. فقط جاءت اللجنة وعاينت البناء وبدون واسطة.. بدون واسطة.
قالها بثقة وهو يؤشر بيديه بشكل قاطع.
حسن جداً، حسن جداً إذْ جرت الامور هكذا بسرعة.. واستلمت السلفة أيضاً؟
سأله بجذل ولكي يقطع الشك باليقين.
هو، تجمد في مكانه، فيما راح بعض المحيطين بهما يضحكون والبعض الآخر يهزون رؤوسهم مبتسمين عندما رد عليه ببساطة وبرود ظاهرين
لا.. لم تكن هناك واسطة

AZP09

مشاركة