معهد العلمين للدراسات العليا يتعهّد إستيعاب الطلبة ذوي الشهداء

إستمرار إجراءات مناقشة رسائل الماجستير

معهد العلمين للدراسات العليا يتعهّد إستيعاب الطلبة ذوي الشهداء

النجف – سعدون الجابري

بحث معهد العلمين للدراسات العليا في النجف ، مع وفد مؤسسة الشهداء، استيعاب الطلبة ذوي الشهداء في اقسام المعهد الثلاثة وعقد اتفاقية عمل مشترك ، فيما واصل المعهد مناقشة رسائل الماجستير لطلبته الذين انجزوا جميع متطلبات الدراسة. فقد جرت في قسم القانون مناقشة رسالة الماجستير العوامل المؤثرة في اختيار النظام الانتخابي للطالب احمد عبد الرضا جاسم محمد، وضمت لجنة المناقشة أساتذة من الجامعة المستنصرية وجامعة جابر بن حيان، الى جانب تدريسيين من المعهد. بدأ الباحث بتأكيد تطور العقـل البشري ادى من خـلال التجارب السـابقة على مر العصـور، الى رفض الحكـم الدكتاتـوري وسيطرة أشخاص على الحكم والتحكـم بهم لمصلحة الحاكم وليس لمصلحـتهم، لذا توجهت الشعوب الى حكـم ذاتهم بأنفسهم، وتمثل ذلك في اختيار احـدهم لينوب عنهم في إدارة مصـالحهم ومصالح الدولة.

ديمقراطية نيابية

وهذا ما يسمى في وقـتنا الحاضر بالديمقراطيـة النيابية، وعدم حصر الحكم بيد شخـص أو فئة معينة.  وتتفق جميع المواثيق الدوليـة والدساتير التـي تتسم بروح الديمقـراطية على أن الشعب يمّثـل مصدر السلطـات في الدولة، وتعد الانتخابات جوهر النظـام الديمقراطي، يمارس الشعب من خلال هذه الوسيلـة تمثيله بالشكـل الصحيح، اذ لم يكن مفهوم حق المشاركة في الحياة السيـاسية، ولاسيما حق التصويت، منصوصاً عليه في دسـاتير الدول فحسب، بل ورد في العديـد من المـواثيق الدولية العالميـة والإقليمية، اذ اعترفت تلك المواثيق في حق الشعـب بالمشاركة في إدارة الشـؤون العامـة، سواء بشكل مباشر أم مـن خلال ممثلين يتم اختيارهم بحريـة، حيث استخدمت هذه المواثيق مصطلحـات وعبارات مماثلة عندما اعترفت بحقوق الإنسان السياسية، وخاصة الحق في المشاركة في الانتخابات على أساس معايير الحرية والنزاهة.  وعد الباحث تطور العمليات الانتخابية أدى الى ظهور عدة أنواع من النظم الانتخابية لتنظيـم اختيار الشعب لمن يمـثلهم، اذ لا يمكن أن تكون الانتخـابات تعبيراً عن روح الديمـقراطية، إلا إذا اقترنت بنظـام انتخابي عادل، يكفل مشاركة أوسـع للرعايا في العملية الانتخـابية، ويحقق المساواة بين المرشـحين والناخبيـن وبالشكل الذي يحقق الفكرة الديمقراطية النيابية في حكم الأغلبية. وأشار الباحث الى ان النظام الانتخابي يعـكس صورة النظـام السياسي ومزاياه أو عيوبـه، وما يستتبعه من ضمـان للحقوق والحريات، ومعيـار لمدى تقدم أو تخلّف النظام السياسي، وطبيعة التكـوين الاجتماعي، والتقدم الثقافي والحضـاري لشعوبها. موضحا ان اختيار النظام الانتخـابي يعد من أهم الأسس التي يقوم عليها النظام الديمقراطي في الدولة، ويكون لاختيار أي نظام انتخابي تأثيرٌ كبيـرٌ على مستقبل الحياة السياسية في الدولة المـعنية، لأن لكل نظام انتخابي نتائج وتأثيرات معينة.  وفي الختام، أوصى الباحث بضرورة تصميم نظام انتخابي يكون قائماً على أسس شعبية بحته، وان يكون هدفه تحقيق الهوية الوطنية، ويتم ذلك من خلال نظام انتخابي مدعوم بنظام وقانون حزبي يقوم على أساس الهوية الوطنية الجامعة، دون أن يكون للهويات الفرعية داخل الدولة السطوة الكاملة ، ودعى الى اجراء تعديلات على النظام الانتخابي الحالي للعراق، وذلك بتقسيم الدوائر الانتخابية الى دوائر أصغر بحيث كل نائب يمثل دائرة واحد، والأخذ بنظام الأغلبية البسيطة (نظام الفائز الأول) بالنسبة للمرشحين المستقلين، أما للمرشحين بنظام القائمة فيؤخذ بنظام التمثيل النسبي، على أن تكون القائمة مفتوحة، وأن يتم اختيار النظام الانتخابي بشكل يتوافق مع القدرات الفنية والتقنية للإدارة الانتخابية وموظفيها في الدولة، لأن بعض النظم الانتخابية تتطلب إجراءات خاصة لتطبيقها والعمل بها ، ودعى إلى اجراء تعداد سكاني دقيق شامل لكل المحافظات العراقية وذلك لتقسيم الدوائر الانتخابية بما يتناسب مع الكثافة السكانية، وتحديد عد المقاعد البرلمانية لكل دائرة انتخابية، ومعرفة عدد المقاعد في البرلمان التي يختلف عددها باختلاف عدد السكان.  وبعد مناقشة مستفيضة تم قبول الرسالة بتقدير جيد جدا. وكان وفد من مؤسسة الشهداء قد زار المعهدوضم الوفد حيدر موفق مسؤول قسم الرعاية العلمية في المؤسسة، ونصير الشيباني المعاون الفني لمديرية الشهداء في النجف، وعدد من المسؤولين في المؤسسة، وكان في استقبال الوفد الدكتور محمد علي بحر العلوم الأمين العام لمؤسسة بحر العلوم الخيرية، والدكتور زيد عدنان العكيلي عميد المعهد، وحضر اللقاء الدكتور إبراهيم بحر العلوم المشرف العام.

بحث التعاون

وتم خلال اللقاء بحث افاق التعاون بين الجانبين، والتسهيلات التي يمكن ان يقدمها معهد العلمين للطلبة من ذوي الشهداء الراغبين بإكمال دراساتهم العليا فيه، في مجال القانون والعلوم السياسية والاعلام والدبلوم العام في القانون العام، حيث اكد العكيلي، ان (المعهد يقدم خصومات في الأجور لذوي الشهداء بمقدار 20  بالمئة، وحسب تعليمات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ويخصص مقاعد خاصة لذوي الشهداء وحسب كتب التأييد الرسمية من مؤسسة الشهداء، معربا عن (استعداد المعهد لتدريب الملاكات الإدارية والقانونية والإعلامية في مؤسسة الشهداء، على يد أساتذة المعهد الاكفاء وذوي الخبرة والاختصاص، وتقديم الخدمات الاستشارية للمؤسسة). وجرى خلال اللقاء بحث عقد اتفاقية تعاون مشتركة بين المعهد ومؤسسة الشهداء، في كافة المجالات بما يسهم في دعم عمل المؤسسة، وتطوير ورفع كفاءة العاملين فيها.

مشاركة