معلم وقضية

معلم وقضية
قلة الأبنية المدرسية تظل من أهم المشاكل التي تواجهها وزارة التربية والمتمثلة بمديرياتها المنتشرة في صوبيها الكرخ والرصافة و أحدى أهم المعوقات التي تساهم بشكل واضح بتأخر الحركة العلمية في العراق و أنخفاض المستوى التعليمي فيه و أحدى أهم أسباب تسرب التلاميذ من المدارس . ففي زمن التصارع في الحصول على براءة الأختراع و الأبداع في جميع مجالات الحياة في دول الغرب . ترى العالم العربي يخيم عليه ظلام التخلف والرجعية والأمية وتفشي الفساد والمحسوبية وتلاهي الحكومة بالصراعات السياسية التي مزقت وحدة الصف العربي عموما والوطني خصوصا ، فأصبحنا بلدان تأكل أكثر مما تنتج وتعاني من الأمية في جميع ميادين ومفاصل الحياة سواء الثقافية والعلمية والأجتماعية والأقتصادية والسياسية بل زحفت الأمية حتى على مشاعرنا و أحاسيسنا لاهين عن الأسباب الحقيقية وراء كل ما نعاني منه . ان مخرجات الحياة على الصعيد العلمي و الثقافي هي الأجدر بالأهتمام والصيانة و الأحتضان للأجيال القادمة لنحقق بها الخطوة الصحيحة التي توكل لها مهام البناء و التقدم لمستقبل الأمة. ورغم كل الظروف الصعبة والأستثنائية التي يمر بها البلد وندفع ثمن بشاعة هذه الظروف إلا أننا لازلنا نمتلك ذات الشعور النقي الصافي لخدمة بلدنا ولا زال فينا من يمتلك روح المواطنة الحقيقية و نكران الذات رغم كل المواجهات اليومية المفروضة علينا وهذه واحدة من الحكايات التي سأرويها لكم واحدة من مئات الحكايات التي تقول ان الخير لازال موجود في النفس البشرية والعراقية بالذات رغم كل الدمار والموت الذي يحف خطواتنا ويهز ثباتنا لكننا نواصل بشموخ العراقي الأصيل. فـ (خميس ياسين هويدي) معلم في أحدى مدارس بغداد وتحديدا في منطقة أبي غريب (عُرف بألتزامه وحرصه وصدقه) وتشعر بهذا الشيء بمجرد الحديث معه . يسير واضعا في جيبه معاملة معنونه الى مديرية التسجيل العقاري الكاظمية ، يبثُ شكواه لمن يروح ولمن يجيء لعله يجد عند أحدهم من يعينه ، طرق أبواب المعنيين في دوائر الدولة إلا انه لم يجد الأذن الصاغية له ، وذهب أحد أهالي المنطقه بعد ما سمع منه قضيته متبرعا لعله يعين هذا المعلم ويعيين أهالي المنطقه فيها . وألتقى بمدير طابو الكاظمية وعاد الى الأوليات فوجدوها ضمن قرار (88) واصل قرار (88) يخص الأراضي التي وزعتها الدولة في النظام السابق الى منتسبي الدولة ، وقد تم الغاء قرار (88) من قبل رئاسة الوزراء و أعلن في الجريدة الرسمية و الى الآن لم يجد الرد أو القرار أو الفعل الحقيقي لأتخاذ موقفا من هذه القطع .
ان الكثافة السكانية عالية جدا في هذه المنطقة المسماة (خرنابات) لذا نرى ان مدارسها تعاني من تزايد أعداد الدارسين فيها ، فتلاحظ ان المقعد الدراسي في الصف يضم بين خمس الى ست تلميذ يجلس في المقعد الواحد كما ان بُعد المدارس عن سكنى التلاميذ كبير مما يضطر ذويهم من ايصالهم وهذا عبيء اضافي على العائلة العراقية أما ايام المطر الشديد يتعذر وصول التلاميذ الى مدارسهم ، والمفروض توافر المدارس وتوزيعها حسب الرقعة الجغرافية للمنطقة وتوزيع التلاميذ على ضوئها .
ان هذه الحالة ساهمت بشكل كبير عن عزوف الكثير من التلاميذ وبقناعة ذويهم من المواصلة في الدراسة وطلب العلم والتزود بالتعليم مما ساهم بتسرب اعداد كبيرة منهم لصعوبة وصولهم وأيصالهم الى مدارسهم في الوقت الذي تنادي الحكومة بمحو الأمية في الحملة الوطنية الكبيرة التي تتبناها الدولة في الوقت الحالي .
وتمكن هذا المعلم (خميس ياسين هويدي) من الوصول إلينا لعل الأعلام يجد الدواء لعلته ويشاركه همه .
ايُّها المسؤلون في الدوائر المعنية إلا يفترض ان هناك جرد سنوي بقطع الأراضي المخصصة للأغراض التربوية و المهملة من قبل دوائركم ولا تعيرون الأهمية المتوخاة منكم لمثل هكذا موضوع حيوي ومهم ؟ !.
لو كان المسؤول يعمل بضمير هذا المعلم الحريص لما كان فينا من يشتكي من ألم جرح .
حذام اسماعيل العبادي – بغداد
AZPPPL