معركة الموصل تزداد تعقيداً

فاتح عبد السلام
حجم النزوح من الموصل مع حجم الدمار الذي حل بالجانب الأيسر منها حتى الآن يعطي صورة أولية عن مقدار الكارثة التي تواجهها الموصل، وهي في طريق التحرر الصعب والمفخخ بكل شيء،لاسيما ان التنظيم الذي لا يهمه سحق المدينة التي ادعى انه جاء للدفاع عنها ركّز كل وجوده العسكري في الجانب الأيمن من الموصل ،حيث الكثافة العالية في البيوت القديمة المتلاصقة التي لا تحتمل عصف القنابل والصواريخ أبداً .
مضى شهران على المعركة التي بات طول زمنها سيفاً ذي حدين . وسمعنا ان هناك اعادة ومراجعة وتغييرات في خطة تحرير الموصل ، وهنا يأمل كثير من الموصليين في المناطق التي تحتمل المناورة العسكرية والاختراقات أن تقوم القوات الخاصة العراقية بفتح ممرات آمنة لنقل المواطنين المحاصرين في بعض الأحياء، وأن تكون معارك تلك الاحياء مصممة على فتح الممرات الآمنة لساكنيها قبل تحريرها بالكامل ، وذلك لتخفيف الخسائر من الجانبين ، الجيش والمواطنين، ولكي تكون عناصر التنظيم مكشوفة وغير مختلطة بالناس الذين اتخذوا منهم دروعاً بشرية .
أعرف ان المسألة معقدة للغاية وتنتمي الى علم قتالات حرب العصابات والمدن ، لكن بما إن المعركة قد وقعت فإن من الطبيعي ان تحدث تغييرات سريعة ومفاجئة بالخطط، وعدم الركون الى التعليمات السابقة التي مفادها دعوة المواطنين للزوم مساكنهم اثناء القتال وعدم الخروج حتى تتحرر مناطقهم ، وهذا اسلوب نجح بفاعلية في كثير من الأحياء المحررة بالموصل ، لكن طول فترة المعركة جعل التنظيم يشتغل على هذه الخاصية في الوجود البشري الكثيف في الاحياء ليقوم باجبار الاهالي على نزوح عكسي باتجاه مناطق أخرى تحت سيطرة التنظيم لتبقى الاحياء ساحات قتال فارغة احيانا بيده ويتخذ منها خطوط صد بين حي وآخر .
المعركة معقدة جداً ، يمكن القول انّ كل حي من أحيائها التي يزيد عددها على مائة وثلاثين حياً ، يحتاج الى خطة قتال خاصة . لذلك فإن بعض الآراء نسوقها في خضم حرصنا على انجاز تحرير الموصل بأقل خسائر على وفق معطيات متاحة ومستقاة من الاهالي.
التنظيم عند اكتمال خسارته الوشيكة للساحل الأيسر من الموصل، سوف يظهر حقده على كل الأحياء المحررة التي تقع في مرمى مدفعيته الثقيلة التي زرعها في الساحل الأيمن ، وسيعد نصف المدينة كله عدوا يستحق الدمارالعشوائي . من هنا فإن هذا العدو لايتم معالجته بطرق تقليدية فحسب وإنما بالمفاجآت العسكرية .

——————

رئيس التحرير – لندن

مشاركة