معاناة مدينة الموصل

معاناة مدينة الموصل

في بعض الأحيان تقع لنا بعض الأحداث غير الطيبة،لكنها في الحقيقة تفسح المجال أمامنا لكي نعلم من معنا ومن ضدنا،هذا ماحصل مع مدينتي ألموصل ،فكانت الخيانة والاتفاقيات ضدها واضحة جعلت جميع من فيها مطلع على الحقائق، ماالذي حدث لمدينتي أم الربيعين؟! وهل يعقل ستحل هذه الأزمة ونتخلص من داعش بصورة كاملة بعد كل هذا الدمار الذي حصل بسببهم؟!

حين يتحدث القلب حين يروي ذلك الحب وحين يتحرك القلم ليصف وطنا ينبض في قلوبنا دمرته السياسة.

ففي اليوم المصادف 10/6/2014  جاء داعش الى الموصل وأسقطت المدينة بأكملها أنسحبت القوات العراقية كاملة وبقي داعش مع المواطنين،جميع من في الموصل كان يعتقد ان وجودهم مؤقت وأن الحكومة العراقية ستحرر الموصل عن قريب ولكن يوماً يتبع يوماً وليس هناك أي تغيير،كانت فترة عصيبة جدا بالنسبة لي و للجميع ايضا،جلست سنة كاملة في المنزل بدون دراستي بعيدة عن اقربائي خارج الموصل،فقد أغلقت داعش كل السبل المؤدية للخروج من الموصل،ضاع مستقبلي وقلبت حياتي رأسا على عقب،رغم كل هذا كنت بكامل ثقتي أنه سيأتي اليوم الذي استطيع فيه الخروج من الموصل لأكمل دراستي وألتقي بمن أحب،وبالفعل أتى هذا اليوم واستطعنا الخروج حينها وأكملت دراستي لكن يوجد شيء ما في داخلي لاأعلم ماهو ربما ذلك الشيء المسمى بالحنين الى الوطن،فها أنا أشعر بالغربة في مدينة ليست مدينتي بعيدة عن صديقات الطفولة عن منطقتي وعن مدرستي أشعر بالحنين الى كل تلك الأشياء ((نفيت وأستوطن الأغراب في بلدي)).. حزينة انا عمن بقي هناك وعن صديقاتي هناك اللاتي قد اختفت احلامهن وتلاشت امالهن واصفرت ملامحهن،كل مانمر به الأن هو دروس قاسية لنا في شتى امور الحياة نتعلم منها وننهض من جديد.. تقول مستغانمي؛-(لم أكن اعرف أن للذاكرة عطرا أيضا،هو عطر الوطن).. لابد من أن يأتي اليوم الذي ستوضح به الحقيقة امام جميع من في العالم ليس فقط لمن في الموصل،وستعود مدينتي كما كانت وأفضل،لاتوجد مدينة مثل مدينتي احبها واعشقها،كلما أشتقت اليها سأنظر الى السماء وسأرسل دعواتي بأن يحميها ربي.

امنة محمد

مشاركة