معاجم موسوعات الاعلام

تلك الكتب

معاجم موسوعات الاعلام

للعرب اهتمام  متميز بالمعاجم الخاصة بالشخصيات ، فقد وضعت معاجم تهتم بتوثيق حياة وسيرة ومنجزات شخصيات معينة ذات اهتمام  بنوع معين من الشعر،  وهناك معاجم اهتمت بتوثيق سيرة ومنجزات شخصيات ثقافية معينة في حقبة معينة، وقد برز اشخاص في تاليف المعاجم اذ عرف ابن النديم بفهرسته كما عرف  الاديب والباحث على الخاقاني بتوثيق سيرة ومنجزات شعراء في مدن معينة، اذ صدر له كتاب عن شعراء الغري، واخر عن شعراء بغداد، وثالث عن شعراء بابل، وله كتب عن شعراء الموصل وكربلاء، وكان يعتزم اصدار كتب عن شعراء مختلف المدن العراقية، ولكن الظروف لم تساعده على ذلك، واصدر موسوعات ومعاجم في اجناس معينة من الادب الشعبي.

وقد صدرت خلال عقود النصف الثاني من القرن الشعرين معاجم معينة، تهتم بتوثيق سيرة ومنجزات الادباء  والشعراء، او تهتم بتوثيق سيرة ومنجزات العراقيين البارزين في مختلف الميادين والاختصاصات ولكن الذي يؤخذ على هذه المعاجم انها عامة وهي متاثرة بالظروف السياسية، اذ تهتم بابراز شخصيات معينة وتهمل شخصيات اخرى، كما انها لا تقدم احاطة شاملة ودقيقة بهذه الشخصيات، وانما تقدم صورة جزئية ومحدودة عن سيرتها ومنجزاتها.

وهذه المعاجم لم تقد الى تقديم احصائيات دقيقة عن الذين يتم توثيق سيرتهم ومنجزاتهم، وانما قدمت احصائيات محدودة، كما انها اهتمت بالادباء، واهملت العاملين في الميادين العلمية والاكاديميين.

وبعد عام 2003 زاد الاهتمام بمعاجم الشخصيات، اذ اعدت وصدرت معاجم عن الشخصيات العراقية   في مختلف الاختصاصات والميادين، وظهرت معاجم خاصة بالشخصيات في محافظات معينة، وحقب معينة فضلا عن معاجم خاصة بشخصيات  قبائل وعشائر معينة، وقد اعدت وصدرت معاجم عن شعراء  وعلماء  طوائف معينة، كما اعدت  وصدرت معاجم  عن اختصاصات ثقافية معينة، كدليل  المترجمين العراقيين  الذي اعده واصدره الاستاذ الدكتور الراحل صباح نوري  مرزوك.

ويعد صباح نوري مرزوك وحميد المطبعي من ابرز المشتغلين بمعاجم الشخصيات ، اذ اصدر الاول معجم الكتاب والمؤلفين العراقيين بتسعة اجزاء  اضافة الى معجم  عن شخصيات محافظة بابل ومعجم عن شخصيات النجف والكوفة احتوى على ترجمة 4293 علما وعالما كان لهم الدور المهم في تميز المدينتين ، لاعلى المستوى  المحلي فحسب، وانما على مستوى العالم الاسلامي وهويتالف من ثلاثة مجلدات، كما قدم حميد المطبعي ثلاثة مجلدات ضخمة من موسوعة اعلام العراق في القرن العشرين.

ومع اهمية المعاجم والموسوعات الخاصة بالشخصيات الا ان جميع الصادر منها تقف وراءه جهود اشخاص معنيين، اذ لم تبادر اية جهة الى اعداد خطط وبرامج وتشكيل لجان لاعداد واصدار معاجم وموسوعات عن العراقيين  في مختلف  الميادين والاختصاصات ولم تبادر اية وزارة واية جهة الى اصدار معجم وموسوعة عن العراقيين في ميدان اختصاصها، وقد بادرت امانة بغداد الى اصدار معجم بمناسبة احتفالية بغداد عاصمة للثقافة العربية ، ولكن  هذا المعجم  لا يتحدد باختصاص امانة بغداد، وانما هو يقدم معلومات  عن شخصيات بغدادية  في مختلف المجالات.

ان العراق  بحاجة الى   معاجم وموسوعات  في جميع الحقول والاختصاصات، تقدم اوسع واهم المعلومات عن شخصياته كما انه بحاجة الى التجديد وتوسيع ما صدر عن شخصياته من معاجم وموسوعات، لان الحياة لا تتوقف عند اسماء معينة ولانها تفرز باستمرار اسماء  جديدة،  ويقدم باستمرار ما يعبر عن تطوره وتجدده.

وينبغي ان نلاحظ ان اغلب الموسوعات والمعاجم الصادرة متشابهة في بعض المعلومات،الامر الذي يشير الى انها تعتمد بعضها مصادر لها، وانها محددة بحقول وميادين معينة، وان من الضروري ان تجدد نفسها، وان تهتم بحقول وميادين اخرى  لم تدخلها المعاجم والموسوعات من قبل، فالعراق ليس ادباً فقط، وانما هو زاخر بالاختصاصات والنشاطات، كما ان الادب نفسه يزخر بما هو جديد ويستحق الدراسة والتوثيق.

ش

رزاق إبراهيم حسن