مظلّة العراقيين وكرم الكربلائيين
لازلت أتعلم ماتعلمته من سفرة كربلاء تعلمت ان الكريم والجواد يجود عليك اما بزاد او بملابس او بهدية ولكن تعلمت من سفرة كربلاء كيف الناس تجود بالعيون وبقلوبها عندما نظمت تجمعات لاعضاء المظلة العراقية في الزوراء واخرها في المتنبي وشاهدت الالفة والمحبة قد اخذت قلوب الاعضاء وانتشرت بينهم نساءً ورجالاً اطمأنت نفسي اني اسير بالاتجاه الصحيح قلت للجميع ان تجمعنا القادم سيكون خارج بغداد وفي مدينة كربلاء قلت لابطال المظلة العراقية من اهالي كربلاء الاستاذ علاء العواد الاستاذ طارق الكناني مصور المظلة فارس الفتلاوي واخي ابو سجاد عماد الشاني ستحل المظلة العراقيه ضيوف عليكم كل الامور الادارية والتنظيمية داخل كربلاء من ضمن مسؤولياتكم والباقي علينا بدأت اروج للسفرة وشاركني كل هذا الهم اخي ابو علي سعدون ال فرحان بكل شيء حتى تحمل هو العبء الاكبر في تهيئة السيارة واستئجارها وتنظيم كثير من الامور حتى حرم شخصياً من متعة السفرة بدأنا نسجل الاسماء الراغبين بهذه السفرة وننشر منشورات على حائط المظلة ونرغب الكثير للسفر الى كربلاء لم تكن الزيارة هدفاً لنا انما كانت جزءاً من برنامج السفرة الهدف كان كيف تجمع ناس من كل العراق واقناع وطمأنت الكثير ان السفرة الى كربلاء ستكون رائعة جدا خاصة ان البعض لم ير هذه المدينة من قبل ومنهم لم يزرها منذ سنين وقد يجول في خاطره او ممن يهبط عزيتمه من ابطال المفرقعات الموتوريين بالحس الامني ان الوضع والطريق خطر وان النفوس قد تغيرت ووووووو انتم تعرفون الباقي وايضاً انها يوم جمعة وهذا يوم شديد الازدحام وسط ارهاصات امنية في بغداد ومعارك الفلوجة ولكن الاصرار والعزيمة على انجاح الهدف يجعل كل الصعاب تتلاشى كنت مصراً ان تنجح هذه السفرة بكل المقاييس خاصة كان في السفرة نساء واطفال قدمن معنا واطمأنت انفسهن بالسفر معنا لانهن وثقن باحمد الفهد هذه المسؤولية الرهيبة تجعلني اعيش قلقاً داخلياً وتوتراً قد لايلاحظه الكثير وهذا مايجب ان لايراك احد انت قلق حتى لاتهبط معنوياته ويدب الخوف بداخله فتضيع فرحة الرحلة ومتعتها جاء صباح الجمعة واخر اتصالات لي من الاعضاء في الساعة الواحدة فجر الجمعة نمت الساعة الثالثة استيقظت الساعة السادسة صباحاً اتابع الجميع من خلال التلفون كنت عصبياً بعض الشيء نتيجة القلق بداخلي تجمعنا عند الباص التئمنا جميعاً وتوجهنا الى كربلاء في كربلاء كان الاخوة هناك …لايقل حجم قلقهم عن قلقي بل اكثر …. حتى شعرت بابو السجاد وكأن كل قطعة فيه تسجل كماً هائلاً من الخوف والقلق….. تأكدت انه لم ينم ليلة الخميس على الجمعة كنت اتابعه روحياً مع اني لم التقه من قبل الا في هذه السفرة….. عندما وصلنا لمشارف كربلاء كان الاخوة واقفين في الشمس ينتظرون قدومنا يالله يالله… رأيت الكثير في حياتي رأيت اسرى عادوا بعد سنين …..ورأيت مغتربين …ورأيت مسافرين ورأيت ورأيت…. ولكن لم تر عيني مثل هذا المشهد…. نزلت من السيارة استقبلوني بالاحضان حتى كنت اسمع دقات قلوبهم في صدري تنبض حباً شوقاً تنبض حنين من امامي انه علاء العواد وقد حملت ابنته الصغيرة باقة ورد لتهدينياها وتقول هذه جمعتها من يومياتي لك عمو احمد الفهد ماذا اقول واي دمع في مقلتي استطيع ان اقول له توقف وانحبس ….. وانا اشعر بحنين اخي علاء العواد وهو يحتضنني وكأنه لم يرني منذ سنين مع انه كان في المتنبي من اسبوعين التفت لأرى من تاقت نفسي لرؤياه صاحب الطيب منبع الاخلاق والكرم ابو السجاد عماد الشاني احتضنني بحرارة مفارق حبيب ….وعاد اليه الله الله طار الباص من الفرح…. اخذونا الى قطارة الامام علي سرنا خلف لافتة خطها اهل كربلاء وهي ترحب بأعضاء المظلة العراقية حتى شاهدت عيون الموجودين وهم يسألون انفسهم من هؤلاء ومن المظلة العراقيه هل هي وفد برلماني ام حزب جديد ام انه العراق قد بعث من جديد قطارة علي هذا المكان يحتاج لشرح واف وشامل سأخصص موضوعاً خاصاً له…. وعدنا بعدها الى المطعم المحجوز لنا وهو مطعم فاخر جدا خصص لنا من قبل الاخوة القائمين على سفرتنا كان في انتظارنا في الطابق العلوي السومري البابلي السيد نعمة الدهش وهو يتوكأ على عكازه التي تحكي رحلة عمر مفعماً بالحب لهذا الوطن وشعبه …. قبلته فرحا وانا اراه لأول مرة وايضا ابو هارون الاستاذ طارق الكناني وهو الرشيد بكل مايعني الرشيد هذا الرجل طيب وكرم وثقافه وعروق ودماء تنبض عراقيه استقر الاصدقاء في مقاعدهم وارتاحوا من عناء السفر القاعة كانت راقية جدا جدا بكل شيء تدل على كرم واناقه من استأجرها لنا وقفت وكعادتي في كل تجمع القيت كلمتي فاضت روحي بما جادت قريحتي من كلمات شكر لكربلاء ورجالها واهلها اخرجت هويتي العراقية وقلت بهذه الهوية سألف المظلة من زاخو للبصرة بهذه الهوية سندخل كل البيوت وكل المدن وكل الشوارع بهذه الهوية نحن العراق ولندع مادون ذلك تناولنا طعام الغذاء الذي لايوصف مدري الاكل طيب مدري اخذ طيبته من المضيفين بعد الغذاء الشهي والرائع تم تكريم السيد شيخ المظلة وكبيرها العم فؤاد الوتار وتم مفاجأتي بتكريم قد اجهز على كل الكلمات بداخلي ولم اعد استطيع النطق مجرد استطعت ان احبس دموعي قدر كم هائل من الصبر خاصة مع ارتجال الشيخ عامر الفتلاوي هذا الرجل النجفي الاصيل لله دره مأروعه اقلب ناظري وادور بين الطاولات على الموجودين ارى البهجة والسعادة وروح الاخوة والتألف على وجوههم وابتسامتهم التي رسمها كرم اهل كربلاء جعلت ارواحهم تنبض بالسعادة بعد ذلك توجهنا الى زيارة الامامين الحسين والعباس سلام الله عليهما كل هذا ونحن محاصرون بكرم اهل كربلاء وبعد ان انهينا الزيارة ودعنا الاحبة هناك ورجعنا الى بغداد ولم ارتح حتى اطمأنيت بوصول كل شخص لبيته والحمد لله رب العالمين شكراً كربلاء شكراً اهلها العراق يوحدنا العراق يجمعنا عاش العراق المظلة العراقية
احمد ثامر الجبوري – بغداد