مظلومية خريجات التربية

مظلومية خريجات التربية
نظرية دارون ومخاوف الحكومة
قد يبدو العنوان غريبا للوهلة الاولى عند الناظر اليه وقبل الخوض في قراءته تتوارد اشياء وأشياء في مخيلة القارئ الغير عارف بالعداء ما بين دارون والمتديينين أما القارئ اللبيب فليس له هذا الاستغراب لما لمسه من تصرفات الحكومة طيلة استلامها للسلطة بعد الاحتلال الامريكي للعراق كانت هذه الحكومة من اولوياتها القضاء على كل ما يعكر صفوه النظرة الدينية حتى ولو كانت نظرية علمية كل شيء قابل للنقاش الا ما يتعارض مع نظرة الدين وكل ما يتطابق في نظرهم مع الدين مقبول حتى ولو كان خرافيا لانه يصب في مصلحة الدين حسب نظرتهم هم لا حسب حقيقة الدين فهم لم يعتنقوا الدين عن قناعة وتفكير علمي مدروس وأنما ولدوا في بيئة دينية فأخذوا الدين عن إبائهم ولو انهم ولدوا في التبت لتبعوا الدلايلام فهم والحال هذه ان يشكروا أبائهم لانهم لهم الفضل في اعتناق الدين وليس الفضل لعقولهم! أنني لم اجد مسؤول سياسيا في الهرم السلطوي ناقش أو أعد حلقة حوارية بين علمانين ورجل دين فالكل يصرخ بأعلى صوته (كش) ولا أدري ما سر هذا العداء أنني لا أريد الاطالة والدخول في نقاش قد يثير حفيضة رجل السياسة المتدين قبل البركان الذي يسبق ثورة السياسي المتدين والنابع من فقهاء الدين فننحرف عن غاية المقال فأقول أذا كانت الحكومة على عكس ما حمله عنوان المقال فما سر عدائها مع خريجي كلية التربية فرع علوم الحياة هذا القسم الحيوي العلمي الذي يدرس علم الخلية الحيوانية ونشأتها وتشريح الكائنات الحية بمختلف صنوفها فهل لان الخلية هذه هي التي وردت في نظرية داورن والتي يقول فيها بأن أصل الحيوانات هي خلية وبذلك تنعكس على أصل الانسان الذي هو حيوان أيضا وهم يقرون بهذا حتى في خطب وعاظهم على المنابر عندما يقولون بأن الانسان حيوان ناطق. أن حكومتنا منذ أن استلمت السلطة ولحد هذه اللحظة لم تعين خريجي هذا القسم الا بالنزر اليسير بحيث لا يتعد العشرة من بين (700)خريج كل عام بمختلف الاختصاصات اما خريجو الانكليزي والاسلامية فلهم الاولوية أن لم نقل حصة الاسد في وزارة التربية في حكومتنا الاسلامية وبالخصوص فرع الاسلامية لماذا؟ لانها تدرس العلوم الاسلامية وهي على النقيض من علوم الحياة في نظرهم على الاقل أما اللغة الانكليزية فتأتي بالدرجة الثانية بعد الاسلامية ونحن نعرف السبب لان المحرريين هم الانكليز (الامريكان) فردا للجميل فضلوا خريجي هذه المادة على الاخرين وهذه مفارقة كبيرة لو أنهم نظروا الى البيئة التي تربوا فيها طيلة نظالهم ضد الطاغية صدام تلك البيئة التي لا تحب أن تسمع الانكليزية ومن يتكلم فيها للعداء المفرط بينهما أن هذا الكلام الذي يزعج الساسة المتدينين والصادرة من خريجة مضى على تخرجها سبع سنوات ولم تحصل على فرصة تعيين في حين عين من تخرج بعدها بستة سنوات من الفرعين المذكورين سابقا فقد ضاع من عمرها سبع سنوات أنتظارا ومن قبلها أربع سنوات دراسة وعناء لا نعرف السبب هل هي صاحبة نظرية دارون فيبيتون العداء لها ولمثيلاتها من الخريجات في قسم علوم الحياة واذا كان هذا القسم يولد لديهم الحساسية لماذا لا يغلقوه وبذلك لا يجعلوا من يذهب أليه من الطلاب ضحية أما أذا كانوا على خلاف ذلك وهي ليست الحقيقة أي أنهم لا يحتاجون لهذا القسم في مدارسهم الثانوية لماذا لا يغلقوا هذا القسم في الكلية ولا يفتحونه الا بعد تعيين جميع الخريجين من هذا القسم أم انه سوء التخطيط واللامبالات نتيجة وضع الرجل غير المناسب في المكان المناسب.
أنني والله خريجة موحدة ومؤمنة ولا تفوتني صلات الليل ولا مرة شهر رمضان الا وأنا صائمة وقد ربتني أمي على الطاعة لله ولرسوله والالتزام بأحكام الدين فلماذا تظلموننا يا أبناء ديننا ومذهبنا عن عدم وعي أو جهالة ثم ان الدين يدعُ الى أنصاف المرأة وقد أوصى الرسول الكريم بالمرأة خيرا فهل التزمتم بوصية رسول لله؟
فأين التزامكم بها وانتم تفضلون الذكور على الاناث في التعيينات واخر صرعة لكم اعطاؤكم درجة عن كل سنه متزوج فيها الذكر فمن مضى على زواجه خمس سنوات يعطى خمس درجات مفاضلة في التعيين في حين لم تعطى للخريجات المتزوجات درجة واحدة حتى ولو مضى على تخرجهن عشر سنوات فحبذا لو جعلتموها وراثة واعطيتموها نصف ما تعطون الذكور (للذكر مثل حظوظ الانثيين) أنني من خلال جريدة الزمان الساعية لنشر مظلومية الناس أرجو من دولة رئيس الوزراء أن ينظر في قضية خريجات كلية التربية / فرع علوم الحياة. والا سيكون مصيرهن التعقيد أو الانتحار أو الخروج عن ملتكم .
زينب فيصل حسين – عفك
/9/2012 Issue 4300 – Date 10 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4300 التاريخ 10»9»2012
AZPPPL

مشاركة