
حوار: كاظم بهيّة
أكد الفنان السوري جورج حنا في حديث خاص لصحيفة (الزمان) أنه استطاع أن يشكل حالة نوعية في عالم الغناء واللحن، مستنداً إلى صوت شجي وأداء عذب يلتزم بأغاني الطرب الأصيل التي تربى على سماعها منذ طفولته، مثل أغنيات أم كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم حافظ وفريد الأطرش وهاني شاكر وملحم بركات. وقال حنا إن بدايته الفنية كانت مبكرة، إذ بدأ مشواره في سن الثالثة عشرة حين أدرك أن الغناء هو طريقه الطبيعي، فعمل على تنمية موهبته بحفظ المقاطع الغنائية والمشاركة في احتفالات المدرسة والعائلة، قبل أن يتجه إلى دراسة الموسيقى أكاديمياً. وأضاف أنه تتلمذ في سن الخامسة عشرة في المعهد الموسيقي على يد الملحن السوري سعيد قطب، حيث تعلم الصولفيج الغنائي والموشحات الأندلسية التي صقلت إحساسه الفني. وأوضح أنه بعد سنوات من التدريب والمثابرة احترف الغناء، وانتسب إلى جمعية المسرح الحر التي كان يرأسها المطرب الراحل عصمت رشيد، مشيراً إلى أن هذا الأخير كان أول من اكتشف صوته وشجعه على تقديم حفلات غنائية، ليبدأ مشواره الاحترافي بأداء أغنيات كبار المطربين العرب وبعض أعمال رشيد نفسه، قبل أن يلمع اسمه بأغنيته الخاصة الأولى “إنت ببالي” من كلماته وألحانه، والتي بثت عبر إذاعة “صوت الشباب” ضمن منوعات “النجوم العرب”. وبيّن حنا أن الأغنية العراقية تحتل مكانة مميزة في قلبه لما تتميز به من عمق في الكلمات وثراء في الألحان، قائلاً إنه يعشقها خصوصاً بصوت الفنانين سعدون جابر وكاظم الساهر ومحمود أنور، مؤكداً أن هذا اللون الغنائي يحمل في داخله وجع الناس وصدق مشاعرهم.
وعن رأيه في موجة الأغاني السريعة أو ما يُعرف بـ”الطقطوقة”، أوضح أنه ليس ضدها إن كانت راقية في كلماتها ولحنها وأدائها، مشيراً إلى أن المعيار الحقيقي هو القيمة الفنية لا الإيقاع. وقال إن اختياره للأغاني الجديدة يقوم على إحساسه الصادق بالكلمة واللحن، لأن الغناء بالنسبة له “رسالة تنبض بالجمال والصدق”، مبيناً أن رصيده الفني يضم ألبومين هما “الله العالم” و”أول حب”، إلى جانب نحو عشرين أغنية خاصة كتب ولحن بعضها بنفسه، وتعاون في بعضها الآخر مع ملحنين ومؤلفين مثل عصام مصطفى وسمير الزين وسعيد قطب. وكشف حنا أن لديه أعمالاً جديدة قيد التحضير من كلمات الشاعرين عبد القادر بادنجكي وأيمن عيسى، ومن ألحانه الخاصة، مؤكداً أنها سترى النور قريباً. وعن معاناة الفنانين السوريين قال إن الأغنية السورية موجودة لكنها تفتقر إلى الدعم المؤسسي، إذ لا توجد شركات إنتاج تتبنى المطربين، ما يضطر الفنانين لتحمل تكاليف التسجيل والإنتاج بأنفسهم. وختم حديثه قائلاً: “الفن بالنسبة لي هو الحياة، والموسيقى ترفع من مستوى الروح وتنعكس على حالتي النفسية، وتمنحني طاقة تجعلني أفضل في علاقاتي وحياتي الخاصة”.


















