مطربة لبنانية لـ(الزمان):الغناء العراقي فن رفيع

حوار‭- ‬كاظم‭ ‬بهية

‭ ‬في‭ ‬حديث‭ ‬خاص‭ ‬مع‭ ‬صحيفة‭ (‬الزمان‭)‬،‭ ‬كشفت‭ ‬المطربة‭ ‬اللبنانية‭ ‬كوكي‭ ‬منصور‭ ‬عن‭ ‬إطلاق‭ ‬أغنيتها‭ ‬الجديدة‭ ‬بعنوان‭ “‬طلي‭ ‬طلي‭ ‬يا‭ ‬عروس‭”‬،‭ ‬من‭ ‬كلمات‭ ‬وألحان‭ ‬المطرب‭ ‬السوري‭ ‬فادي‭ ‬فهد،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أنها‭ ‬مستمرة‭ ‬في‭ ‬إحياء‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬الحفلات‭ ‬والمهرجانات‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬المناطق‭ ‬اللبنانية،‭ ‬من‭ ‬الشمال‭ ‬إلى‭ ‬الجنوب‭.‬

وأوضحت‭ ‬منصور‭ ‬أن‭ ‬شغفها‭ ‬بالغناء‭ ‬يعود‭ ‬لصوتها‭ ‬الجميل‭ ‬ولتعلقها‭ ‬بالغناء‭ ‬الطربي‭ ‬الأصيل،‭ ‬ذلك‭ ‬النبع‭ ‬المتدفق‭ ‬بالأصالة‭ ‬والسحر،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬الأداء‭ ‬والإحساس‭ ‬الرفيع‭ ‬الذي‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬الطرب‭. ‬وذكرت‭: “‬منذ‭ ‬الطفولة‭ ‬كانت‭ ‬تبهرني‭ ‬الموسيقى‭ ‬والغناء،‭ ‬ومنذ‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬كانت‭ ‬لدي‭ ‬أذن‭ ‬موسيقية‭ ‬للفن‭ ‬الأصيل‭. ‬أعشق‭ ‬أم‭ ‬كلثوم‭ ‬وفيروز‭ ‬وناظم‭ ‬الغزالي،‭ ‬وأهوى‭ ‬الموسيقى‭ ‬الكلاسيكية،‭ ‬فأصبح‭ ‬الغناء‭ ‬جزءاً‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬مني‭.”‬

وأضافت‭: “‬لم‭ ‬يعلمني‭ ‬أحد‭ ‬الغناء،‭ ‬فالله‭ ‬منحني‭ ‬أذناً‭ ‬موسيقية‭. ‬قبل‭ ‬25‭ ‬عاماً‭ ‬اشترى‭ ‬أخي،‭ ‬المايسترو‭ ‬ميشال‭ ‬منصور،‭ ‬أورغاً،‭ ‬وبدأت‭ ‬أغني‭ ‬وأتمرن‭ ‬معه‭. ‬ومنذ‭ ‬نحو‭ ‬سنة‭ ‬بدأت‭ ‬أطل‭ ‬في‭ ‬بث‭ ‬مباشر‭ ‬على‭ ‬تيك‭ ‬توك‭ ‬ووسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬مع‭ ‬عازف‭ ‬الأورغ،‭ ‬المايسترو‭ ‬جان‭ ‬قاصوف،‭ ‬فحظيت‭ ‬بمحبة‭ ‬الناس‭ ‬وبدأت‭ ‬المطاعم‭ ‬تتواصل‭ ‬معي‭ ‬لإحياء‭ ‬الحفلات‭ ‬الغنائية‭.”‬

وحول‭ ‬طبيعة‭ ‬الفن‭ ‬اليوم،‭ ‬وهل‭ ‬أصبح‭ ‬مجرد‭ ‬رسالة‭ ‬أم‭ ‬تحول‭ ‬إلى‭ ‬قضايا‭ ‬أكثر‭ ‬حساسية‭ ‬وتعقيداً،‭ ‬قالت‭: “‬بالنسبة‭ ‬لي،‭ ‬الفن‭ ‬رسالة‭ ‬لتوصيل‭ ‬الجمال،‭ ‬لكن‭ ‬للأسف‭ ‬بعض‭ ‬الفنانين‭ ‬اتجهوا‭ ‬لتسويق‭ ‬الجسد‭ ‬وأغراض‭ ‬أخرى‭ ‬تحت‭ ‬مسمى‭ ‬الفن‭.”‬

وعن‭ ‬الغناء‭ ‬العراقي،‭ ‬أكدت‭ ‬منصور‭: “‬الفن‭ ‬العراقي‭ ‬فن‭ ‬راقٍ‭ ‬جداً،‭ ‬ونتوق‭ ‬دائماً‭ ‬لسماعه،‭ ‬خصوصاً‭ ‬أغاني‭ ‬ناظم‭ ‬الغزالي‭ ‬وكاظم‭ ‬الساهر‭. ‬وأنا‭ ‬من‭ ‬عشاق‭ ‬اللهجة‭ ‬العراقية‭ ‬والشعر‭ ‬العراقي‭.” ‬وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يتحلى‭ ‬به‭ ‬المطرب‭ ‬اليوم،‭ ‬قائلة‭: “‬ينبغي‭ ‬على‭ ‬المطرب‭ ‬أن‭ ‬يثقف‭ ‬نفسه‭ ‬موسيقياً‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التمارين‭ ‬الصوتية،‭ ‬وأن‭ ‬يشجع‭ ‬غناء‭ ‬التراث‭ ‬والأصالة‭ ‬والطرب‭ ‬القديم‭ ‬والفن‭ ‬الجميل‭.” ‬وتابعت‭: “‬ما‭ ‬يزعجني‭ ‬في‭ ‬المشهد‭ ‬الغنائي‭ ‬العربي‭ ‬اليوم‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬الفنانين‭ ‬يجهلون‭ ‬المقامات‭ ‬والفن‭ ‬ويغنون‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬بينما‭ ‬تحتوي‭ ‬بعض‭ ‬الأغاني‭ ‬والردات‭ ‬على‭ ‬كلمات‭ ‬مبتذلة،‭ ‬وهناك‭ ‬فئات‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬تشجع‭ ‬هذا‭ ‬الفن‭ ‬الهابط‭ ‬للأسف‭.”‬

وعن‭ ‬جديد‭ ‬أعمالها،‭ ‬ذكرت‭ ‬منصور‭: “‬هناك‭ ‬أغنية‭ ‬جديدة‭ ‬ديو‭ (‬ثنائي‭) ‬مع‭ ‬الفنان‭ ‬مازن‭ ‬أباظة‭ ‬بعنوان‭ ‬جمرة‭ ‬فوق‭ ‬جمرة‭ ‬ستصدر‭ ‬خلال‭ ‬الأيام‭ ‬القليلة‭ ‬المقبلة‭.”‬

وختمت‭ ‬حديثها‭ ‬بالقول‭: “‬أحلم‭ ‬أن‭ ‬أصبح‭ ‬نجمة‭ ‬من‭ ‬الصف‭ ‬الأول،‭ ‬مع‭ ‬العلم‭ ‬والتجدد‭ ‬والنشاط‭ ‬الدؤوب‭.”‬

ويظهر‭ ‬من‭ ‬حديث‭ ‬كوكي‭ ‬منصور‭ ‬حرصها‭ ‬العميق‭ ‬على‭ ‬استمرارية‭ ‬الفن‭ ‬الأصيل‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬التراث‭ ‬الموسيقي‭ ‬العربي،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أن‭ ‬الصوت‭ ‬والموهبة‭ ‬وحدهما‭ ‬لا‭ ‬يكفيان‭ ‬بل‭ ‬يحتاجان‭ ‬إلى‭ ‬تدريب‭ ‬مستمر‭ ‬وثقافة‭ ‬موسيقية‭. ‬ويكشف‭ ‬اختيارها‭ ‬لأغاني‭ ‬عراقية‭ ‬وكلاسيكيات‭ ‬الطرب‭ ‬عن‭ ‬وعي‭ ‬فني‭ ‬واعٍ‭ ‬بتأثير‭ ‬التراث‭ ‬على‭ ‬الجمهور‭ ‬وارتباطه‭ ‬بالموسيقى‭ ‬الراقية‭.‬

ويعكس‭ ‬حديثها‭ ‬النقدي‭ ‬للمشهد‭ ‬الغنائي‭ ‬الحالي‭ ‬وقلقها‭ ‬من‭ ‬انتشار‭ ‬الكلمات‭ ‬البذيئة‭ ‬والمحتوى‭ ‬الهابط،‭ ‬حرصها‭ ‬على‭ ‬رفع‭ ‬مستوى‭ ‬الوعي‭ ‬الفني‭ ‬لدى‭ ‬المستمعين‭.  ‬ويبرز‭ ‬تعاونها‭ ‬مع‭ ‬فنانين‭ ‬آخرين‭ ‬على‭ ‬منصات‭ ‬التواصل‭ ‬ومدى‭ ‬تأثير‭ ‬هذه‭ ‬الوسائل‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬حضور‭ ‬الفنان‭ ‬لدى‭ ‬الجمهور،‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬قدرة‭ ‬الفنانة‭ ‬على‭ ‬التكيف‭ ‬مع‭ ‬العصر‭ ‬الرقمي‭.‬

‭ ‬ويشير‭ ‬إعلانها‭ ‬عن‭ ‬أعمال‭ ‬جديدة‭ ‬إلى‭ ‬طموح‭ ‬مستمر‭ ‬للتجدد‭ ‬ومواكبة‭ ‬اتجاهات‭ ‬الغناء‭ ‬المعاصر‭ ‬دون‭ ‬التخلي‭ ‬عن‭ ‬الأصالة‭. ‬ويعكس‭ ‬أسلوبها‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الفن‭ ‬رسالة‭ ‬واضحة‭ ‬بأن‭ ‬النجاح‭ ‬الحقيقي‭ ‬لا‭ ‬يتحقق‭ ‬إلا‭ ‬بالجهد‭ ‬المستمر‭ ‬والالتزام‭ ‬بالقيم‭ ‬الفنية‭ ‬السامية‭.‬

ويؤكد‭ ‬تحليل‭ ‬حديثها‭ ‬أن‭ ‬كوكي‭ ‬منصور‭ ‬تمثل‭ ‬نموذجاً‭ ‬للفنانة‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬تجمع‭ ‬بين‭ ‬الموهبة،‭ ‬الطموح،‭ ‬والوعي‭ ‬الثقافي،‭ ‬ما‭ ‬يجعلها‭ ‬من‭ ‬الأسماء‭ ‬الواعدة‭ ‬في‭ ‬المشهد‭ ‬الفني‭ ‬الراقي‭.‬

مشاركة