مطاردة قصصية ناقصة-علي السوداني

سريري‭ ‬بارد‭ ‬الليلة‭ . ‬الليلة‭ ‬تنمو‭ ‬فوق‭ ‬غيمة‭ . ‬غيمة‭ ‬سوداء‭ ‬أكلت‭ ‬نصف‭ ‬القمر‭ . ‬القمر‭ ‬سلطان‭ ‬الشاعر‭ . ‬الشاعر‭ ‬في‭ ‬الحانة‭ ‬أمين‭ . ‬أمين‭ ‬اشترى‭ ‬سيارة‭ ‬تكتك‭ . ‬تكتك‭ ‬سقطت‭ ‬في‭ ‬البئر‭ .‬

البئر‭ ‬مضاءة‭ ‬بعيون‭ ‬الذئاب‭ . ‬الذئاب‭ ‬لوحة‭ ‬الراعي‭ . ‬الراعي‭ ‬هجر‭ ‬القطيع‭ .‬

القطيع‭ ‬عاد‭ ‬الى‭ ‬الحضيرة‭ . ‬الحضيرة‭ ‬امتلأت‭ ‬بالبعرور‭ . ‬البعرور‭ ‬عطر‭ ‬الفلاحة‭ .‬

الفلاحة‭ ‬تشجر‭ ‬التنور‭ . ‬التنور‭ ‬فراش‭ ‬القطط‭ . ‬القطط‭ ‬سمفونية‭ ‬شباط‭ .‬

شباط‭ ‬يتلوى‭ ‬بفرج‭ ‬الحكاية‭ . ‬الحكاية‭ ‬تريد‭ ‬ثيمة‭ . ‬ثيمة‭ ‬النص‭ ‬سر‭ ‬الصنعة‭ .‬

الصنعة‭ ‬دمعة‭ . ‬دمعة‭ ‬المحار‭ ‬قصة‭ . ‬قصة‭ ‬الدرويش‭ ‬تنمو‭ ‬في‭ ‬الزقاق‭ .‬

الزقاق‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬السقّاء‭ . ‬السقّاء‭ ‬مات‭ ‬من‭ ‬العطش‭ . ‬العطش‭ ‬يدق‭ ‬باب‭ ‬رمضان‭ .‬

رمضان‭ ‬أخو‭ ‬رمضاء‭ . ‬رمضاء‭ ‬نامت‭ ‬بسرداب‭ ‬الحوائج‭ . ‬

الحوائج‭ ‬دحائس‭ ‬على‭ ‬رف‭ ‬الدرويش‭ . ‬الدرويش‭ ‬أنهى‭ ‬كتاب‭ ‬التحشيش‭.‬

انكسر‭ ‬ظهر‭ ‬المطاردة‭ ‬الآن‭ ‬وتحول‭ ‬إلى‭ ‬قطعة‭ ‬مشعة‭ ‬تكاد‭ ‬تصيح‭ ‬من‭ ‬فرط‭ ‬الوجد‭ :‬

ثم‭ ‬أنَّ‭ ‬الدرويش‭ ‬قد‭ ‬قام‭ ‬على‭ ‬طولِهِ‭ ‬متعجّلاً‭ ‬متخفّفاً‭ ‬،‭ ‬وجعلَ‭ ‬وجهَهُ‭ ‬مشتاقاً‭ ‬صوبَ‭ ‬حمّامٍ‭ ‬ساخنٍ‭ ‬تتعرقُ‭ ‬صبتُهُ‭ ‬كلّما‭ ‬ألقمت‭ ‬ما‭ ‬تحتَها‭ ‬مريدتهُ‭ ‬ربُّ‭ ‬الجمالِ‭ ‬ناهدٌ‭ ‬بنتُ‭ ‬الحمّام‭ ‬،‭ ‬بضبّةٍ‭ ‬من‭ ‬حطبِ‭ ‬الزيزفون‭ ‬والصنوبر‭ ‬والأرز‭ ‬المبارك‭ ‬،‭ ‬فإنْ‭ ‬طشّتْ‭ ‬فوقَ‭ ‬سرّتِها‭ ‬سطلَ‭ ‬ماءٍ‭ ‬فاترٍ‭ ‬،‭ ‬قامَ‭ ‬البخارُ‭ ‬المعطارُ‭ ‬وتلوّى‭ ‬وتفعّى‭ ‬،‭ ‬فصارَ‭ ‬بطنُ‭ ‬الغرفةِ‭ ‬كما‭ ‬مبخرةٍ‭ ‬تُعطر‭ ‬السائلين‭ ‬بغيرِ‭ ‬مِنّةٍ‭ ‬أو‭ ‬مَديح‭ .‬

جلسَ‭ ‬المباركُ‭ ‬ذو‭ ‬اللحيةِ‭ ‬المشذّبة‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬ثدييهِ‭ ‬الهاطلين‭ ‬وتخفّفَ‭ ‬من‭ ‬لباسِهِ‭ ‬وقد‭ ‬أعجبَهُ‭ ‬ما‭ ‬صارَ‭ ‬عليهِ‭ ‬من‭ ‬راحةٍ‭ ‬وسكينةٍ‭ ‬ولذة‭ ‬،‭ ‬ولم‭ ‬يكَد‭ ‬ينطقُ‭ ‬بمثقالِ‭ ‬حرفِ‭ ‬أمرٍ‭ ‬بات‭ ‬،‭ ‬حتى‭ ‬عاجلَتْهُ‭ ‬ناهدٌ‭ ‬العريانةُ‭ ‬إلّا‭ ‬من‭ ‬خرطةِ‭ ‬قماشٍ‭ ‬أسود‭ ‬تنامُ‭ ‬بساقية‭ ‬عشباء‭ ‬،‭ ‬وتتحزّمُ‭ ‬فوق‭ ‬خَصرِها‭ ‬الذي‭ ‬يكادُ‭ ‬ينقطعُ‭ ‬في‭ ‬وسطهِ‭ ‬الغائر‭ ‬،‭ ‬لتشيلَ‭ ‬ميمنتُهُ‭ ‬قبّةَ‭ ‬مؤخرة‭ ‬عظيمةٍ‭ ‬تغارُ‭ ‬من‭ ‬ميسَرَتِها‭ ‬بطاسةِ‭ ‬مياهٍ‭ ‬فاترةٍ‭ ‬لذيذةٍ‭ ‬جعلتْ‭ ‬طريحَ‭ ‬الدكّةِ‭ ‬في‭ ‬خدرٍ‭ ‬مبين‭ .‬

مشاركة