مصر والأردن يتحسبان لتهجير قسري تفرضه إسرائيل على الضفة والقطاع

‭ ‬القاهرة‭- ‬مصطفى‭ ‬عمارة

كشف‭ ‬مصدر‭ ‬أمني‭ ‬رفيع‭ ‬المستوى‭ ‬للزمان‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬أرسلت‭ ‬تحذيرا‭ ‬شديد‭ ‬اللهجة‭ ‬لإسرائيل‭ ‬من‭ ‬مواصلة‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬سكان‭ ‬القسم‭ ‬الجنوبي‭ ‬من‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬لإجبارهم‭ ‬على‭ ‬الفرار‭ ‬إلى‭ ‬رفح‭ ‬للضغط‭ ‬على‭ ‬السلطات‭ ‬المصرية‭ ‬لتوطينهم‭ ‬في‭ ‬الشريط‭ ‬الحدودي‭ ‬من‭ ‬رفح‭. ‬وتحسبا‭ ‬لهذا‭ ‬الاحتمال‭ ‬عززت‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬قواتها‭ ‬على‭ ‬الحدود‭ ‬لمواجهة‭ ‬احتمالات‭ ‬قيام‭ ‬سكان‭ ‬جنوب‭ ‬القطاع‭ ‬باقتحام‭ ‬الحدود‭ ‬وتكرار‭ ‬سيناريو‭ ‬عام‭ ‬2005،‭ ‬فيما‭ ‬قالت‭ ‬مصادر‭ ‬أخرى‭ ‬ان‭ ‬الأردن‭ ‬اتخذ‭ ‬إجراءات‭ ‬عسكرية‭ ‬على‭ ‬حدوده‭ ‬تحسبا‭ ‬من‭ ‬تهجير‭ ‬عبر‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭.‬

‭ ‬وعن‭ ‬مفاوضات‭ ‬القاهرة‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬هدنة‭ ‬وتبادل‭ ‬الأسرى،‭ ‬قال‭ ‬المصدر‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬المفاوضات‭ ‬أحدثت‭ ‬نوعا‭ ‬من‭ ‬التقدم‭ ‬حيث‭ ‬وافقت‭ ‬إسرائيل‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬على‭ ‬إدخال‭ ‬الوقود‭ ‬إلى‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬الا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬خلافا‭ ‬حول‭ ‬عدد‭ ‬المفرج‭ ‬عنهم‭ ‬في‭ ‬صفقة‭ ‬تبادل‭ ‬الأسرى،‭ ‬اذ‭ ‬تطالب‭ ‬إسرائيل‭ ‬بالإفراج‭ ‬عن‭ ‬جميع‭ ‬المحتجزين‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬وعدم‭ ‬استثناء‭ ‬من‭ ‬يحملون‭ ‬الصفة‭ ‬العسكرية‭ ‬وان‭ ‬تشمل‭ ‬الصفقة‭ ‬أعدادا‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الرهائن‭ ‬كما‭ ‬تتمسك‭ ‬إسرائيل‭ ‬بعدم‭ ‬الإفراج‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬أسير‭ ‬ارتكب‭ ‬اعمال‭ ‬قتل‭ ‬ضد‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬تريد‭ ‬تل‭ ‬ابيب‭ ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬وصول‭ ‬الوقود‭ ‬الذي‭ ‬تسمح‭ ‬إسرائيل‭ ‬بمروره‭ ‬إلى‭ ‬حركة‭ ‬حماس‭.‬

‭ ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬تشترط‭ ‬حماس‭ ‬الإفراج‭ ‬عن‭ ‬الأسرى‭ ‬كافة‭ ‬في‭ ‬السجون‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬والبالغ‭ ‬عددهم‭ ‬5250‭ ‬أسيرا‭ ‬فلسطينيا‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬خلافا‭ ‬أيضا‭ ‬على‭ ‬مدة‭ ‬الهدنة‭ ‬حيث‭ ‬تتمسك‭ ‬حماس‭ ‬بأن‭ ‬تكون‭ ‬الهدنة‭ ‬5‭ ‬أيام‭ ‬بينما‭ ‬ترى‭ ‬إسرائيل‭ ‬أن‭ ‬المدة‭ ‬لا‭ ‬تزيد‭ ‬عن‭ ‬ثلاثة‭ ‬أيام‭ ‬وأكد‭ ‬المصدر‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬تحاول‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬حلول‭ ‬وسط‭ ‬للقضايا‭ ‬المختلف‭ ‬عليها‭ .  ‬في‭ ‬السياق‭ ‬ذاته‭ ‬جددت‭ ‬مصر‭ ‬رفضها‭ ‬الاقتراح‭ ‬الذي‭ ‬طرحه‭ ‬السفير‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬السابق‭ ‬لدى‭ ‬القاهرة‭ ‬اسحاق‭ ‬ليفانوف‭ ‬بأن‭ ‬يكون‭ ‬لمصر‭ ‬دور‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬عقب‭ ‬نهاية‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬إبان‭ ‬الانتداب‭ ‬البريطاني‭ ‬على‭ ‬فلسطين‭ ‬بعد‭ ‬عام‭ ‬1948‭ ‬واكدت‭ ‬مصر‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬مصدر‭ ‬مسؤول‭ ‬بوزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬أن‭ ‬مسئولية‭ ‬إدارة‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬شأن‭ ‬خاص‭ ‬بالفلسطينيين‭ ‬وان‭ ‬الجهد‭ ‬المصري‭ ‬يتركز‭ ‬حاليا‭ ‬على‭ ‬التوصل‭ ‬لاتفاق‭ ‬لوقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬وإدخال‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬إلى‭ ‬القطاع‭ ‬،‭ ‬فيما‭ ‬حدد‭ ‬علي‭ ‬الحنفي‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للمجلس‭ ‬المصري‭ ‬للشؤون‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬تصريحات‭ ‬خاصة‭ ‬الموقف‭ ‬المصري‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬القضية‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬النقاط‭ :‬

‮١‬‭. ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬لديها‭ ‬موقف‭ ‬ثابت‭ ‬من‭ ‬إيجاد‭ ‬حل‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬قائم‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬أن‭ ‬حل‭ ‬تلك‭ ‬القضية‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭.‬

‮٢‬‭. ‬أن‭ ‬تقرير‭ ‬مصير‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬هو‭ ‬شأن‭ ‬خاص‭ ‬بالفلسطينيين‭ ‬وحدهم‭.‬

‮٣‬‭. ‬أن‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬يوم‭ ‬7‭ ‬اكتوبر‭ ‬كانت‭ ‬له‭ ‬تداعيات‭ ‬سبقت‭ ‬هذا‭ ‬الحدث‭ ‬من‭ ‬اقتحامات‭ ‬للمخيمات‭ ‬وانتهاكات‭ ‬للأماكن‭ ‬المقدسة‭ ‬ورفض‭ ‬التعاطي‭ ‬مع‭ ‬الحلول‭ ‬السياسية‭ ‬للقضية‭.‬

كل‭ ‬هذا‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬الانفجار‭ ‬الحالي‭ ‬والذي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتكرر‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬استمرار‭ ‬تلك‭ ‬الممارسات‭ ‬وعدم‭ ‬إيجاد‭ ‬حل‭ ‬سياسي‭ ‬للازمة‭ ‬قائم‭ ‬على‭ ‬قرارات‭ ‬الشرعية‭ ‬الدولية‭ ‬ومبادرة‭ ‬السلام‭ ‬العربية‭ .‬

مشاركة