مصر عودة الهدوء إلى طنطا ومجهولون يعتدون على محافظ كفرالشيخ
القاهرة ــ الزمان عاد الهدوء الحذر امس الى مدينة طنطا بعد ليلة دامية من الاشتباكات واعمال العنف بين الشرطة والمتظاهرين عقب تشييع جنازة الناشط السياسي محمد الجندي عضو التيار الشعبي. واحبطت قوات الامن محاولة لاقتحام مديرية امن طنطا واسفرت الاشتباكات عن اصابة 17 منهم 3 من قوات الشرطة وصرح حاتم عثمان مدير أمن الغربية بان قوات الامن تعاملت مع المتظاهرين بأقصى درجات ضبط النفس. وقال مصدر امني ان وزارة الداخلية ارسلت مذكرة لقطاع الامن المركزي للتحقيق في ملابسات القبض على الناشط محمد الجندي. كما نفى وزير الداخلية قيام الشرطة المصرية برمي جثته في التحرير. على الجانب الاخر حمل خالد سعيد منسق الجبهة السلفية الرئيس مرسي مسؤولية مقتل محمد الجندي مشيرا ان التيار الاسلامي لن يسمح بعودة التعذيب كما كان في عهد مبارك واضاف ان هناك شكوك قوية حول وفاته نظرا لاختفائه منذ 3 أيام. على صعيد متصل دعت حركات ثورية بالغربية ثوار مصر لبدء الاجتماعات والتحرك لانقاذ المعتقلين المحتجزين في معسكرات الامن المركزي مهددين بتنفيذ عمليات استشهادية في حالة عدم الافراج عنهم دون ضمانات.
من ناحية اخرى اعتدى مجهولون على محافظ كفر الشيخ سعد الحسيني اثناء عودته في ساعة متأخرة من مساء امس الى بلدته المحلة وتمكنوا من سرقة أمواله والموبايل الخاص به وتجري قوات الأمن تحرياتها للقبض على الجناة.
على صعيد آخر كشف مصدر بمجلس الوزراء لـ الزمان ان الحكومة تعكف حاليا على اعداد قانون لمواجهة ظاهرة الاغتصاب والتحرش بالنساء في الوقت الذي قرر فيه عدد من القيادات النسائية والناشطات السياسية مسيرة تحت عنوان الشارع لينا عصر الاربعاء من مسجد السيدة زينب للتنديد بحوادث الاغتصاب في ميدان التحرير. في الوقت الذي طالب فيه التحالف الشعبي بتشكيل دروع بشرية لحماية النساء من التحرش اثناء المظاهرات وطالب حزب الاشتراكي المصري بتشكيل لجان حقوقية لحماية المرأة بينما طالب الحزب المصري الديمقراطي بتشكيل شرطة نسائية، فيما دعت ناشطات حقوقيات الى تغليظ العقوبة ضد عمليات التحرش والاغتصاب. وكان ميدان التحرير قد شهد يومي 25و 26 يناير اغتصاب ما يزيد عن 23 فتاة وقالت د. ماجدة عدلي مدير مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف. ان المركز وثق ثلاثة حالات مشيرة ان عمليات الاغتصاب تمت بطريقة ممنهجة.
واوضحت عدلي انه وفقا لروايات الضحايا فإن البداية تكون بمحاولات تحرش ثم يفرض مجموعة من الشباب كردونات بشرية حول الضحية بحجة حمايتها من التحرش ويتم اقتيادها الى احد الشوارع الجانبية ثم يجري اغتصابها بالتناوب.
وقالت إن احدى الضحايا تم اقتيادها من ميدان التحرير الى خلف مطعم هارديز الشهير حيث تناوب على اغتصابها اكثر من سبعة شبان بطريقة عنيفة مع الضرب والركل والشتائم.
ولفتت الى ان الجناة عادة ما يجردون الضحية من ملابسها كما ولدتها امها ويتركونها في حالة اعياء شديد وعارية تماما.
واضافت تعرضت احداهن للاغتصاب ثم لمحاولة قتل عبر الطعن بالسكين بتجريح جسدها بطريقة بشعة، فالجناة يتعاملون مع الضحية بطريقة هستيرية وغالبا ما يكونون قد تعاطوا مواد مخدرة يصيبون الضحية بالرعب في البداية حتى لا تتكلم او تصرخ فضلا عن انهم غالبا ما يكونون مسلحين باسلحة بيضاء ويتم الاعتداء بها على من يحاول مساعدة الضحية.
وقالت عدلي ان عدد الضحايا يفوق الثلاثة بكثير مشيرة الى ان هناك حالات كثيرة رفضت التعامل مع المركز لمساعدته قانونيا او صحيا واكتفت بتجرع مرارة وألم الاغتصاب خشية الفضيحة والعار.
أضافت انها لا تستطيع تاكيد او نفي رقم 23 حالة اغتصاب لافته الى ان العدد كبير جدا لكنها لا تملك احصاءات دقيقة في ظل رفض الضحايا التعامل قانونا، اضافة الى ان الجناة مجهولون.
وقالت ايمان جمال عضو حركة قوة ضد التحرش ميدان التحرير شهد خلال التظاهرات الحاشدة في الذكرى الثانية للثورة جرائم مروعة في حق النساء المشاركات في التظاهرات واحياء ذكرى الثورة واوضحت ان قوة ضد التحرش والاعتداء الجنسي تلقت تسعة عشر بلاغا بخصوص اعتداءات جنسية جماعية في محيط ميدان التحرير وصل بعضها الى محاولات قتل او تسبب في عاهات مستديمة مشيرة الى ان المجموعة قامت باخراج السيدات من دوائر الاعتداءات وايصالهن لاماكن آمنة او لمستشفيات لتلقي الخدمة الطبية اللازمة موضحة ان هذه الاعتداءات تشكل تصاعدا في موجات العنف ضد النساء في ميدان التحرير سواء كان من ناحية عددها او تفاقم العنف المستخدم فيها والذي وصل في بعض الحالات الى استعمال الاسلحة البيضاء والادوات الحادة ضد النساء وضد متطوعي ومتطوعات قوة ضد التحرش والاعتداء الجنسي وكل من حاولوا التدخل مؤكدة على ان العنف الجنسي يتطلب مواجهة ومعاجلة طارئة للوضع لتفاقم مشكلة التحرش في مصر عامة كظاهرة اجتماعية خطيرة.
في السياق ذاته قدر مركز سواسية لحقوق الانسان ومناهضة التمييز حالات الاغتصاب الجماعي التي شهدها ميدان التحرير خلال الذكرى الثانية من الثورة بما يزيد عن 23 حالة ووصف المركز الواقعة بانها جريمة اخلاقية وقانونية وانسانية تتناقض تماما مع مبادئ وقيم الشعب المصري مؤكدا على انها لا تضر فقط بمسار الثورة المصرية وانما تضر كذلك بسمعة ومكانة مصر ما بعد الثورة واذار المركز الى ان تكرار تلك الجرائم يفقد ميدان التحرير رمزيته ويفقده قدرته على التاثير في المستقبل، مؤكدا على ان هذه ليست المرة الاولى التي يحدث فيها اغتصاب جماعي لفتيات في التحرير وانما سبق وحدث ذلك في اعتصامات سابقة دون ان يتدخل احد او يحمي الفتيات من حالات التحرش والاغتصاب التي يتعرضن لها الامر الذي يمثل خطورة كبيرة بحسب قولها ويعني ان النزول للتحرير بالنسبة لنصف المجتمع قد صار امرا محفوفا بالمخاطر وهي صورة يتعين علينا تغييرها حتى يظل للتحرير مكانته في نفوس الجماهير، وطالب المركز الحكومة بضرورة الاسراع بضبط هؤلاء المجرمين وتقديمهم للمحاكمة العاجلة واتخاذ اقصى انواع العقوبة ضدهم حتى يكونوا عبرة لغيرهم.
AZP01