مصر دخان المواجهات يخنق مدن قناة السويس

مصر دخان المواجهات يخنق مدن قناة السويس
القاهرة ــ الزمان
دخان أسود من آثار الحرائق.. يعانق لهيب القلوب المحترقة على عشرات الضحايا.. بينما خطوات مثقلة تجتاز الشوارع متعثرة في بقايا الزجاج المحطم وفوارغ قنابل الغاز المسيل للدموع والحجارة المتناثرة. بعض هذه الخطوات وتحديداً في مدينة بورسعيد، المدخل الشمالي لقناة السويس، تتخذ طريقها بين مدرعات الجيش وجنوده المنتشرين حول المنشآت الحيوية والميادين الرئيسية إلى حيث تنتظر جثامين الضحايا التي رغم برودة الجو باتت ليلتها في ثلاجات المستشفيات العامة. الحال في مدينتي السويس المدخل الجنوبي للقناة والإسماعيلية حيث مقر إدارة المجرى الملاحي الدولي الذي يصل بين قارتي آسيا وإفريقيا لم يختلف كثيراً عن شقيقتهما الثالثة بورسعيد صباح اليوم، بحسب مراسلة الأناضول. فقد خلت مراكز الشرطة في السويس على عروشها بعد حرق 4 من مراكزها من أصل 5 أمس، وتولى الجيش مهمة تأمين المدينة ولازالت طائراته تحلق في سمائها وعلى امتداد خط القناة كله. أما الإسماعيلية ورغم خروج غالبية أهلها لعملهم ومصالحهم صباح اليوم إلا أن غبار مواجهات أمس بدا وكأنما حجب شمس الأحد عن عيونهم التي علقت بها مشاهد المواجهات الدامية التي لازالت بصماتها مطبوعة في مواقع الأحداث، وخاصة ميدان الممر. في بورسعيد سيطر الحزن على الأجواء وخلت شوارع وسط المدينة التي طالما كانت تعج بالعمال والطلبة في الصباح الباكر، وكذلك الحال بمنطقة الكورنيش السياحي المطلة على قناة السويس والكورنيش الجديد على البحر المتوسط بمنطقة القرى السياحية. وواصلت المقاهي والمحال التجارية امس إغلاقها لليوم الثاني على التوالي، كما توقف العمل تماماً داخل سوق السمك الكائن أمام سجن بورسعيد، الذي شهد ذروة المواجهات أمس بين قوات الأمن المسئولة عن تأمين السجن، ومحتجين حاولوا اقتحامه. بيد أن المخابز حرصت على الانتظام في العمل وكذلك متاجر المواد الغذائية والتموينية التي شهدت إقبالاً من الأهالي لشراء وتخزين احتياجاتهم. جمال شحاته من أهالي بورسعيد قال إن أجواء الحرب التي عاشها آباؤنا خلال العدوان الثلاثي من إنجلترا وفرنسا وإسرائيل على بورسعيد عام 1956 وأجواء النكسة عام 1967 بعد احتلال إسرائيل لسيناء، نعيشها نحن الآن ولكن بشكل مختلف . وقال إن حالة من الخوف سيطرت على الأهالي مع قيام مئات الخارجين على القانون باستقلال درجات نارية وإطلاق أعيرة نارية في الهواء طوال ليل أمس الاول، وخلت الشوارع إلا من بعض المارة الذين لهم مصابون وقتلى في المستشفيات، فراحوا يهرعون من مستشفى لآخر بحثاً عنهم وافترش المئات منهم الأرض أمام المستشفيات بانتظار تصاريح دفن ذويهم . وارتفعت صباح امس، حالات الغياب لأكثر من 70 داخل المؤسسات الحكومية والشركات الخاصة، وأغلقت المدارس وتوقفت أعمال التصحيح للشهادات العامة التي انتهت الامتحانات فيها الخميس الماضي، وفق مراسلة الأناضول. ويقول شاهد إن العمال بهيئة قناة السويس ومصانع المنطقة الحرة ببورسعيد تغيبوا عن العمل اليوم . وفي مدينة السويس سادت حالة واسعة من الانفلات الأمني بعد تشييع جثامين 9 من ضحايا أعمال العنف الاحتجاجي أمس، ما أدى لتدخل الجيش للسيطرة على المدينة، فيما بدأت قوى شعبية تكون لجاناً لتأمين المنشآت العامة خوفاً من تجدد الهجمات عليها.
ورغم حالة الانفلات الأمني التي تشهدها المدينة على مدار اليومين الماضيين إلا أن الحالة التجارية وأجواء الحياة العامة بدت بحسب مراسلة الأناضول شبه طبيعية.
أما الإسماعيلية المقر الرئيسي لإدارة قناة السويس والتي شهدت كذلك أعمال عنف احتجاجي خلال اليومين الماضيين أسفرت عن سقوط عشرات المصابين، بدت الأجواء فيها طبيعية مع صباح اليوم.
إلا أن آثار الاشتباكات التي وقعت أمس إثر محاولة محتجين اقتحام قسم شرطة بمحيط ميدان الممر، انعكست على وجوه المارة الذين راحوا يتابعون آثار الدمار في أسى وهم في طريقهم لأعمالهم صباح.
AZP02

مشاركة