مصر بين بيانين ـ سعد عباس

مصر بين بيانين ـ سعد عباس
ليس أوضح من بياني القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية ومؤسسة رئاسة الجمهورية في تأكيد أزمة الشرعية التي تقول ميادين التحرير والاتحادية في القاهرة وسيدي جابر في الاسكندرية وسواها من ميادين في مدن البلاد الآخرى إنها سقطت، ويردّ ميدان رابعة العدوية بواجب الدفاع عنها. أن تقول الرئاسة إنه لم تتمّ مراجعة الرئيس محمد مرسي بشأن البيان الصادر عن القيادة العامة للقوات المسلحة، أمر يعني أن هذه القوات تمرّدت على قائدها الأعلى رئيس الجمهورية وأنها اكتفت بقائدها العام الفريق عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع . ألا يذكّرنا هذا بـ تمرّد القائد العام السابق المشير طنطاوي على قائده الأعلى الرئيس السابق حسني مبارك؟
لاحظوا أن مبارك أقال وزير داخليته حبيب العادلي، فيما يرفض مرسي طلب استقالة وزير داخليته محمد ابراهيم الذي تمرّد هو الآخر على الرئيس الأعلى لقوات الشرطة وأصدر بياناً مؤيداً لبيان السيسي الذي أمهل مرسي 48 ساعة للاستجابة لمطالب الشعب، بحسب قراءة معارضي الرئيس، وكشف عن خطة انقلابية على الشرعية، بحسب قراءة مؤيدي مرسي. لاحظوا، أيضاً، أن الجيش انتشر في العاصمة ومدن البلاد بطلب من مبارك بعد 25 يناير 2011، وقد انتشر أيضاً في العاصمة ومدن البلاد قبل 30 يونيو 2013، من دون أن يتضح بعد ما إذا كان ذلك تم بطلب من مرسي أم لا. إنما من المؤكد أن الشرطة تبخرت بعد 25 يناير، فيما هي اليوم تشارك المتظاهرين من معارضي مرسي ثورة تمرّد .
لاحظوا كذلك، أن حزب مبارك الوطني تخلى عنه، بل أعلنت قيادات كثيرة فيه سرورها بسقوطه، فيما حزب مرسي الحرية والعدالة وجماعته الاخوان يحتشدون ويحشّدون ضد استقالة الرئيس.
لم يكن لمبارك مرشد فامتلك قرار التنحي بنفسه، لكنّ لمرسي مرشداً وجماعة لا يملك معهما إلا انتظار ما سيقررانه بشأن مصيره. هذه هي الخلاصة.

سؤال بريء
ــ ما أبلغ من قول جبران أنت اثنان.. واحد يتوهم أنه يعرف نفسه، وواحد يتوهم أن الناس يعرفونه؟
جواب جريء
ــ قوله الحق يحتاج إلى رجلين.. رجل ينطق به ورجل يفهمه.
AZP07
SAAB

مشاركة