القاهرة- مصطفى عمارة
أحدثت دعوة شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب عقب انتهاء ملتقى البحرين للحوار والتي دعا فيها إلى حوار سني شيعي لا يتم فيه إقصاء أو تهميش أو دمج أو رفع مذهب على مذهب صدى واسعا لدى الأوساط الدينية والسياسية ، وتعقيبا على تلك التصريحات أوضح مصدر رسمي بمشيخة الأزهر مراسل الزمان في القاهرة أن الإمام الأكبر أبدى استعداده في مناسبات عدة لزيارة العراق ولقاء أعلى المرجعيات الشيعية وعلى رأسها الإمام السيد علي السيستاني للوصول إلى قواسم مشتركة تنهي الاحتقان المذهبي بين السُنة والشيعة بما يحقق وحدة المسلمين إلا أن هناك أطرافا وضعت عراقيل لعدم إتمام تلك الزيارة حتى الآن لتحقيق مصالح ذاتية وتحقيق مكاسب سياسية إلا أنّ الإمام الأكبر لن ييأس من أجل تحقيق هذا الهدف .
وفي السياق ذاته قال د. على جمعة مفتي الجمهورية السابق للزمان أن دار الإفتاء وغيرها من المؤسسات الدينية تعمل على التواصل مع مثيلاتها الشيعية بما يخدم مصالح الأمة الإسلامية، وأضاف أن الحوار بين السُنة والشيعة يجب ألا ينقطع ويتواصل على مستوى النُخبة حتى يأتي بالآثار المرجوة منه من أجل تدعيم وحدة المسلمين، وحتى يتحقق ذلك يجب تحجيم المصادر كافة التي تعمل على تأجيج الفتنة المذهبية سواء في وسائل الإعلام أو المنابر والمنشورات المختلفة. وأضاف المستشار محمد عبد السلام مستشار شيخ الأزهر السابق والأمين العام لمجلس حكماء المسلمين أن دعوة شيخ الأزهر لحوار سني شيعي صادقة يجب أن يلتف حولها المسلمون كافة لإنقاذ الأمة الإسلامية من مخططات التشرذم والفرقة كما وضعت عددا من المحددات المهمة كأساس ينطلق منه هذا الحوار أبرزها عدم استغلال الدين في استغلال الثغرات القومية والمذهبية.
فيما أكد عمرو الشوبكي الخبير بمركز دراسات الأهرام أنه رغم الجهود الكبيرة التي يبذلها الإمام الطيب والسيستاني والتصريحات التي ترفض التعصب والمذهبية إلا أن تلك الجهود لن تنجح مالم يتم نزع الأسباب السياسية وليس فقط الدينية التي تقف وراءها وأعتبر الشوبكي أن الغزو الأمريكي للعراق وإسقاط الدولة الوطنية كان بداية لتأجيج الفتنة الطائفية بين السنة والشيعة حيث اعتبرت الأحزاب الشيعية السُنة أهل حكم ولكن الواقع أن نظام صدام حسين كان ديكتاتوريا ولكنه لم يكن نظام طائفيا ، وأكد الإعلامي عصام كامل رئيس تحرير جريدة فيتو المصرية أن لا يقتصر الحوار على مستوى العلماء ولكن بحاجة إلى إرادة سياسية للخروج من حالة التجاذبات التي وصلت إلى حد العداء وربما التكفير .