القاهرة – مصطفى عمارة
كشف مصدر دبلوماسي رفيع المستوى في القاهرة لمراسل الزمان أن اتصالات تجري حاليا بين مصر وسوريا لعودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وأنه تم الاتفاق خلال زيارة وزير الخارجية المصري الأخيرة لسوريا على استمرار الاتصالات بين البلدين لتذليل العقبات التي تحول دون عودة العلاقات بين البلدين بصورة كاملة .
وأضاف المصدر أنه بعد عودة العلاقات الدبلوماسية بين إيران والسعودية والاتصالات السعودية السورية لرفع مستوى التمثيل الدبلوماسي بين البلدين فإن القاهرة لا تجد مبررا لاستمرار القطيعة بين مصر وسوريا حيث ترى مصر أن تواجدها في هذا التوقيت على الساحة السورية يعد أمرا ضروريا للأمن القومي المصري والحفاظ على وحدة الأراضي السورية في مواجهة تدخلات الأطراف الإقليمية والدولية بها.
وأكد المصدر أن العلاقات بين النظامين السوري والمصري لم تنقطع بل كان هناك تعاون بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب، كما زار رئيس الاستخبارات السوري مصر خلال الفترة الماضية، وابقت مصر سفاراتها مفتوحة في دمشق .
ومن جانبه قال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير حسين هريدي للزمان أن زيارة وزير الخارجية المصري إلى سوريا فتحت الباب أمام تطور العلاقات بين البلدين وأن التحرك المصري تجاه سوريا يأتي متزامنا مع زخم عربي متواصل ومتزايد نحو العمل على إعادة دمشق إلى الحضن العربي خاصة أن هناك قناعات عربية بأن حل مشكلة اللاجئين وإعادة الإعمار لن يتم إلا بالتحاور مع دمشق وهو الأمر الذي سوف يمهد لعودة دمشق إلى الجامعة العربية .
وأضاف أشرف حسام استاذ العلاقات الدولية إلى أن مصر لعبت دورا مهما في المرحلة الماضية بالتنسيق مع عدد من الدول العربية خلال القمة العربية في الجزائر إلا أن اعتراض الولايات المتحدة حال دون ذلك من خلال ما سمي بقانون قيصر إلا أن الحراك العربي تجاه سوريا خلال الفترة الأخيرة سيكون له آثاره الإيجابية تجاه ملف إعادة سوريا للجامعة العربية كاشفا أن إعادة العلاقات بين إيران والسعودية سيكون له آثاره الإيجابية على الملفات الإقليمية خاصة فيما يتعلق بملف سوريا واليمن .
وتوقع خبير السياسات الدولية د. اشرف سنجر قيام الرئيس بشار الأسد بزيارة قريبة لمصر تكون فاتحة خير لعودة العلاقات المصرية السورية بكامل أشكالها مؤكدا أن مصر لن تبخل بتقديم الدعم السياسي والأمني لكل الدول العربية وعلى رأسها سوريا .
