قطر ترفض الرد بالمثل على سحب السعودية والبحرين والإمارات سفراءها من الدوحة
لندن ــ نضال الليثي
الرياض ــ الدوحة ــ الكويت الزمان
اعلنت السعودية والبحرين والامارات أمس الاربعاء انها قررت سحب سفرائها لدى قطر بسبب عدم التزام الدوحة بمقررات تم التوافق عليها سابقا بحسب بيان صدر عن الدول الثلاث. في وقت أعرب مجلس الوزراء القطري، عن أسفه واستغرابه للقرار المشترك الذي اتخذته السعودية، والإمارات، والبحرين، أمس، سحب سفرائها من الدوحة، وقالت إنها لن تتخذ خطوة للرد بالمثل. وقال مجلس الوزراء القطري في بيان، انه يعبر عن أسف دولة قطر واستغرابها للبيان الذي صدر من قبل الدول الشقيقة المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، والبحرين، بسحب سفرائها من الدوحة . وأضاف البيان انه لا علاقة للخطوة التي أقدم عليها الأشقاء في المملكة العربية السعودية والأمارات العربية المتحدة والبحرين بمصالح الشعوب الخليجية وأمنها واستقرارها، بل باختلاف في المواقف حول قضايا واقعة خارج دول مجلس التعاون ، من دون الإشارة إلى طبيعة هذه المواقف. منجانبه قال وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل أن القرار بشأن مبادرة العاهل السعودي الملك عبد الله لإنشاء الاتحاد الخليجي سيتحدد قبل القمة الخليجية المقبلة.
وجاء قرار الدول الثلاث بعد يوم واحد من اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في الرياض. يذكر ان الوجوم كان باديا على وجه وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل ونظيره القطري خالد العطية خلال اجتماع مطول عقده الوزراء في مقر الامانة العامة امس الاول في حين انسحب وزير خارجية البحرين خالد ال خليفة من الاجتماع.
وقالت مصادر خليجية طلبت عدم ذكر اسمها ان الخلافات تفجرت خلال اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي بحيث لم يعد من الممكن جعلها في خانة السرية وعدم خروجها الى العلن خاصة ان هناك تباينا مع الموقف القطري تجاه الازمة السورية.
وقالت المصادر ان الاجتماع الذي عقده وزير الخارجية القطري مع نظيريه العراقي هوشيار زيباري والايراني جواد ظريف في طهران حول الازمة السورية والذي جرى التداول فيه حول الحل السياسي والموقف في قمة الكويت العربية المرتقبة كان سبب رئيسي لتفجر الخلافات. وكانت قطر قد اعلنت رسميا انها تتفق مع ايران في الحل السياسي للازمة السورية وتختلف معها حول الاساليب ومن بينها اعتبار القوار متشددين او متطرفين,
وقالت الدوحة بنها تختلف مه هذا التقييم وتعد المعارضين السوريين ثوارا. واوضحت المصادر ان محاور الخلاف تركزت عل خلفية 3 قضايا اذ جاء القرار اثر تداعيات شهدتها الساحة الخليجية خلال اليومين الماضيين تمثلت بمقتل عسكريين بحرينيين وضابط اماراتي في تفجير خلال تظاهرة للمعارضة قرب المنامة.
واوضحت المصادر جاء قرار الدول الثلاث بسحب سفرائها بعد احكام صدرت ضد اماراتيين اثنين وطبيب قطري من محكمة في ابوظبي على خلفية تنظيم الاخوان المسلمين في دولة الامارات.
وكانت البحرين ان منفذ التفجير قرب المنامة قد تلقى تدريباته على يد حزب الله اللبناني لكن الحزب نفى هذه المعلومات.
فيما دعت منظمة العفو الدولية، السلطات الإماراتية إلى إلغاء إدانة طبيب قطري صدر بحقه حكم بالسجن لمدة 7 سنوات، بتهمة الانتماء الى جماعة الاخوان المسلمين، في إطار محاكمة وصفتها بـ الجائرة .
وقالت المنظمة إن، محمود عبد الرحمن الجيدة، كان اعتُقل قبل أكثر من عام لصلاته المزعومة بجماعة الأخوان المسلمين، وتعرّض للتعذيب وسوء المعاملة في الاعتقال، وحُرم من الاتصال بمحامٍ إثناء احتجازه رهن الاعتقال السرّي، وسُمح له بوصول محدود إلى أحد المحامين أثناء محاكمته، في انتهاك صارخ للمعايير الدولية للمحاكمة العادلة. وأضافت أن الجيدة ، واحد من عشرات سجناء الضمير الذين سُجنوا ظلماً من قبل السلطات الإماراتية في العام الماضي بتهمة ارتباطهم المزعوم بجماعة الأخوان المسلمين في مصر، وتعرّض للتهديد أثناء وجوده في الاعتقال من قبل المحققين باقتلاع أظافره وتعليقه رأساً على عقب حتى الموت.
وقال، سعيد بومدوحة، نائب مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال افريقيا في منظمة العفو الدولية، إن حكم السجن المشين بحق الجيدة هو مهزلة ويسخر من ادّعاء الإمارات العربية المتحدة بأنها دولة تقدمية تحترم حقوق الإنسان، وكان اعتُقل من دون أمر قضائي ووضع في الحبس الانفرادي قبل أن يتعرّض للتعذيب وسوء المعاملة ويُجبر على التوقيع على أوراق لم يُسمح له بقراءتها .
وأضاف بومدوحة إن المعاملة التي تعرّض لها الجيدة في الاحتجاز كانت مروعة وتقاعست السلطات الإماراتية عن التحقيق فيها، ويتعيّن عليها إجراء تحقيق مستقل في مزاعم الإساءة التي تعرّض لها وتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة .
من جانبه قال مرزوق الغانم رئيس مجلس الأمة الكويتي البرلمان أمس إنه يتطلع إلى أن يتمكن أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح من رأب الصدع بين دول الخليج بعد قرار السعودية والامارات والبحرين سحب سفرائهم من قطر.
ونقلت وكالة الأنباء الكويتية كونا عن الغانم إعرابه عن الأمل في أن يتمكن سمو الامير كعادته في تقريب وجهات النظر وأن يوفق سموه في احتواء هذا الموضوع في اقرب فرصة ممكنة .
وأعرب الغانم عن أمله ألا يؤثر سحب سفراء السعودية والامارات والبحرين من قطر على القمة العربية المقبلة في الكويت وأن تكون القمة فرصة لتقريب وجهات النظر ورأب الصدع.
وقال الغانم نتابع بقلق وانزعاج بالغين سحب سفراء السعودية والإمارات والبحرين من قطر.
ونقلت وكالة الانباء السعودية عن البيان ان الدول الثلاث اضطرت للبدء في اتخاذ ما تراه مناسبا لحماية أمنها واستقرارها وذلك بسحب سفرائها من قطر اعتبارا من اليوم .
وتابع البيان ان الدول الثلاث بذلت جهودا كبيرة مع قطر للاتفاق على الالتزام بمبادئ عدم التدخل في الشؤون الداخلية وعدم دعم كل من يعمل على تهديد أمن واستقرار دول المجلس من منظمات أو أفراد سواء عن طريق العمل الامني المباشر او عن طريق محاولة التأثير السياسي وعدم دعم الاعلام المعادي .
ويسود التوتر العلاقات بين قطر والسعودية منذ الاطاحة بالرئيس الاسلامي في مصر محمد مرسي مع اعلان السلطات السعودية تاييدها القوي للسلطات الجديدة وتقديمها مع الامارات والكويت دعما ماليا مهما لها.
وفي حين حظرت الامارات جماعة الاخوان المسلمين وتخضعها لمحاكمات، تستعد السعودية لتطبيق قرارات اتخذتها قبل فترة لمعاقبة المنتمين لاحزاب وتيارات عدة بينها تلك المحسوبة على الاخوان المسلمين.
وهناك ايضا التباينات حيال سوريا واتهامات موجهة لقطر بانها تؤوي وتشجع الاخوان المسلمين وتمنحهم قناة الجزيرة منبرا لافكارهم.
واكد البيان التوصل الى اتفاق حول هذه النقاط خلال قمة خليجية مصغرة في الرياض في تشرين الثاني»نوفمبر الماضي لكن قطر لم تتخذ اتفاق الإجراءات اللازمة لوضعه موضع التنفيذ .
يذكر ان امير الكويت الشيخ صباح السالم الصباح زار الدوحة ومن ثم انتقل الى الرياض مصطحبا امير قطر الشيخ تميم بن حمد ال ثاني للقاء العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز.
وتابع ان الاجتماع الدوري لوزراء خارجية الدول الست في التكتل الخليجي في الرياض امس بذل محاولات كبيرة لإقناع قطر بأهمية اتخاذ الإجراءات اللازمة لوضع اتفاق الرياض موضع التنفيذ … الا أن كافة تلك الجهود لم يسفر عنها مع شديد الأسف موافقة قطر على الالتزام بتلك الإجراءات .
وختم البيان معربا عن الامل في ان تسارع قطر إلى اتخاذ الخطوات الفورية للاستجابة لما سبق الاتفاق عليه .
AZP01