مشروع وطني‮ ‬يعيد ربط العراق مع أوربا ثقافياً – فنون – فائز جواد

الأنصاري : الوقت حان لننفتح على الآخرين إعلامياً

مشروع وطني يعيد ربط العراق مع أوربا ثقافياً – فنون – فائز جواد

في الوقت الذي يعاني فيه المشهد الثقافي والفني في العراق من ركود واحيانا تراجع في الاعمال التي كانت تقدم في المحافل العربية والدولية يحاول المبدعون من العراقيين في الداخل والخارج وضع لمسات ومحاولات الهدف منها التواصل مع المنجز العربي والعالمي من خلال تقديم مشاريع فنية وثقافية في المحافل الدولية .  الفنان المخرج والكاتب والناقد حسين الانصاري الذي كان ومايزال يتابع المنجز الفني والثقافي العراقي وخاصة الذي يقدم خارج العراق ، الانصاري المغترب يحاول بين الحين والاخر ان يحقق زيارات عملية الى العراق يلتقي خلالها زملاءه من الفنانين ويبحث معهم واقع الفن والثقافة في العراق الى جانب تقديمه لاعمال مسرحية لحساب الفرقة القومية للتمثيل . الانصاري عاد مؤخرا وفي جعبته مشروع ثقافي فني وطني اذا ماتحقق فان عجلة الثقافة ستبدأ بالدوران لتلحق بالركب العربي والعالمي وللتعرف على تفاصيل مشروعه حلّ الانصاري ضيفا على ( الزمان ) لنتعرف منه عن تفاصيل مشروعه الجديد والذي سيعمل جاهدا على تحقيقه .

عن المشروع يقول الانصاري ( ان الهدف الاساسي من مشروعي هو اعادة ربط العراق ثقافيا مع اوربا في وضع الان باتت الحالة الاتصالية سهلة جدا ومن الممكن جدا ان نربط جسور جديدة بيننا وبين الاخرين ولاسيما نحن الان نعيش ظروف استثنائية واعلامنا سواء منه المكتوب او المرئي والمسموع للاسف مازال دون مستوى الطموح ومتذبذباً تماما ومايصل الى الاخر هو نسبة من المخجل ذكرها في حين ان الاعلام الاوربي يغزونا مقارنة مانصدره الى الاخر والاحصائيات الان تقول ان حوالي ستة الاف كلمة تصلنا من اوربا باتجاه الشرق العربي ومجموع الدول العربية تصدر لهم مامجموعه ثلاثة وثلاثين كلمة ، وبالتالي استطيع القول ان برامجنا السياسية للاسف قد فشلت في التحاور مع الاخر في الوقت السابق والحالي ولاننكر ان في السابق كان يوجد حراك ثقافي وكان منجز ومشاركات ويكفينا ان مهرجان بابل الدولي كان تزوره وتشارك به فرق عالمية وتاتي اسماء مهمه على مستوى العالم ولو كان مستمرا هذا المهرجان كان سيصير الى واحد من المهرجانات العالمية المهمة لما تمتلكه بابل من اسم كبير .ولكن بعد التغيير تم الغاء المهرجان في وقت يحاول العالم ان يبحث ويجد له منفذاً للانفتاح على الاخر بينما نحن نغلق النوافذ المفتوحة وهذا ماتسبب لنا بالعزلة وخلق الفجوة بيننا وبين الاخرين . بكل تاكيد ان الثقافة وعموم الاعلام هي خير وسيلة للوصول الى الاخر لانهما يبتعدان عن النمط السياسي واللقاء المباشر وبالامكان ان نقدم مقترحاً فنياً جمالياً فكرياً للاخر وهذا مطلوب باي مكان الموسيقى ، المسرح ، السينما ، القصيدة واللوحة فهي تصل للاخر اينما يكون ونكون لانها اللغة المشتركة واذا اردنا ان نستعرض المهرجانات الثقافية نجد مثلا في باريس وحدها اكثر من 1400 مهرجان في السنة وعربيا وهناك تونس اكثر من 400  مهرجان سنويا بكل تاكيد هذه المهرجات تجذب الناس ، واتساءل هنا اننا ماذا فعلنا بعد فعاليات مهرجان بغداد عاصمة للثقافة العربية 2013  لم نعمل شيئا للاسف توقفت الكثير من النشاطات وكان نشاطتنا في المناسبات وتنتهى . لهذا وعندما فكرت بانشاء هذا المشروع او المركز هو بعد ان قرات الواقع العام للاوربي العراقي ووجدت ان سفراتنا للخارج لاتستطيع ان تقدم الفعل الثقافي الحقيقي ، واقولها بحسرة ان المراكز الثقافية في الخارج تتطلب اناساً مهنيين وقادرين على اثبات الفعل ونقل صوره حقيقية عن تاريخ العراق والثقافة العراقية والابداع العراقي ولكن للاسف ان في مراكزنا يعملون بين الجدران المغلقة وكانما يتحدثون مع انفسهم لذلك المثقف الاوربي لم يتمكن من الحصول عن مايرغب به عن العراق اضافة الى ذلك الصبغة الرسمية غير مرحب بها عندما يكون المركز مرتبط بسفارة وهو مختلف عن مركز مستقل مرتبط بجهات ثقافية وبالتالي يكون اكثر انفتاحا وترحيبا من الاخرين ، ولذلك انني اقصد ان المراكز الثقافية غير المرتبطة بجهات رسمية هي التي توصلنا للاخر وبالنسبة لي قرات وقرات وبحثت واخذت فكرة وافية وعلى اساس هذا بعونه تعالى سينطلق المشروع) . وعن التمويل الخاص الذي سينعش المشروع قال (بصراحة مثل هكذا مشاريع تحتاج الى دعم من قبل جهات اوربية وجهات محلية مشتركة لذلك ان الافكار والبرامج التي وضعناها للمركز تجدها جدا مهمة واكيد تتطلب حضولر ناس من اوربا مثل باحثين وخبراء ومختصين ولاسيما اننا سنشتغل على محور مهم جدا الثقافة الاثار الموجودة في الخارج طبعا العراقية ومحور السياحة والفنون وعلاقته بالاخر يعني موضوعات تتطلب وجود خبرات مهمة مشتركة مابين العراقيين والاوربيين لنحقق اقامة ورش عامة تسهم جميعا برفع كفاءة المثقف العراقي بكافة المجالات الثقافية والابداعية ويطلع على الثقافات الاوربية وينقلها للداخل ، اضافة الى اننا سندرس ظواهر موجودة في العراق مهمة جدا يحتاج لها وقفة ليست سطحية لاننا الان نحن بلد ازمات وهذه اثرت على نشاطنا الخارجي وصارت الاخبار التي تصل عن العراق لاتتعدى عن الاخبار الامنية والانفجارات والعنف وبالتالي اعطت صورة مشوهه ودموية عن العراق ومركزنا هذا يحاول ان يضيء عن مرحلة جديدة مابين العراق والاخر وخصوصا الدول الاوربية سيما نحن نمتلك كفاءات كبيرة ومهمة متواجدين في اوربا ومعترف بكفاءاتهم في كافة المجالات الفنية والثقافية والابداعية وهنا فكرت بكيف نستفيد من الكفاءات العراقية المتواجدة في الخارج وخاصة انني التقيت بالكثير منهم وقالوا اننا متبرعين ان نساهم في بناء الوطن ولكن عندما ذهبنا للاسف لم نجد اذن صاغية لماذهبنا من اجله واعرف شخصيا كفاءات مهمة اتو ليقدموا مشاريع مهمة تطور في كافة المجالات لكنهم لم يجدو التشجيع والانصات ، اذن مشروعنا يحتاج الكثير من الدعم والتواصل والجدية واحمد الله انني وجدت الكثير من الكفاءات العراقية في عواصم اوربا ومختلف الدول وابدوا استعدادهم الكامل للتعاون معي عندما اطلعوا على هدف المشروع اذن الكل يرغب في ان يقدم شيئاً للعراق اتمنى من سفاراتنا التي هي مقصرة من ناحية الاتصال بمبدعينا في الخارج وبالتالي لم تستطع ان تكسب طاقاتهم وتقدم لهم وتفهم مشاريعهم وابداعهم فكانت قضية رسمية ومشكلة سفاراتنا تريد من المبدع ان ياتيها بنفسه وهذا مايتعارض مع المبدعين لما لهم من ارتباطات مهمة وعلينا ان ندرك اننا نبحث عن الفنان والمبدع والمثقف لاننا لانمتلك مثل هذه الثقافة ، والان مانراه بشخصية رئيس الوزراء حيدر العبادي وسلوكه اعادة بعض الاعتبار من خلال التعامل الحضاري وانفتاح على الجميع وخبرة واضحة في التعامل مع الاخرين وبالتالي نجد ان هذا الانسان هو نموذج ينبغي ان يعزز ويرسخ في النهج الاخر في نهج ادارة الدولة من خلال الوزارات الاخرى والناس المسؤولين وبالتالي يقتدون به وهذا ماموجود في العالم والامثلة كثيرة بالنسبة لرؤساء وملوك الدول العالمية وهم يزورون الفنانين والمثقفين والمبدعين في اماكنهم وتواجدهم . وبالتالي بالنسبة لمشروعي انا الان قادم من الخارج لاطرق بل اتعاون مع الجهات المعنية مثل وزارة الثقافة وهناك لجنه لمنظمات المجتمع المدني واندمجت مؤخرا برئاسة الوزراء وسالتقي بهما . اضافة الى انني وفي القريب العاجل سالتقي بالسيد رئيس الوزراء وبالتالي على اقل تقدير ان يخصص لنا مكان ببغداد وخاصة هنالك بيوتات واماكن تراثية متروكة وقسم منها مشغولة لمن ليس له علاقة . بالتالي سيكون مركزنا لاستقداب الطاقات والعقول الاوربية وايضا المحلية من العراقية ، وانا اعتقد ان وزارة الثقافة ولانه مشروع تقريبا منافس لهم سيتصدون له . ولكن ايضا سالتقي بوزير الثقافة واطرح له المشروع خاصة ان له انفتاحات مهمة على الشارع الثقافي والمثقف العراقي ). وعن اعماله في مجال المسرح قال (قدمت قبل فترة عملين مسرحيين لدائرة السينما والمسرح الاول يحمل عنوان نزهه شرقية يتحدث عن وجهة نظر الحرب من خلال الاخر من خلال جنود امريكان يقدمون للعرق ويقولون لهم انكم في نزهة شرقية ولكن عندما ياتون يتفاجأون العكس تماما ليواجهوا حربا وواجهوا الانسان العراقي ومقاومته للاحتلال المسرحية تتالف من شخصيتين كلا له هدف عندما وصلوا للعراق ويتعرضون للاصابات واحداث كثيرة .ويجسد معنا يحيى ابراهيم وعصام حسين وممثلة هند ، النص الاخر الذي قدمته اسمه روبورت عراقي وهو عالم عراقي استاذ جامعي يحال على التقاعد وهو مازال في قمة العطاء على عكس مايقومن به في الخارج عندما يعتمدون على الامكانت من الاعمار الكبيرة والمسرحية فيها احداث كبيرة ورحلة جميلة والعمل موجهة للاطفال والمواهب والقصد من العمل هو كيفية تعامل الانسان مع التقنية الحديثة وعندما يفتقد الانسان بالاحساس في التقنية هو ان تنتقل الانسانية الى التكنلوجيا وهذا هو الجانب المهم في العمل من خلال كما اسلفت احداث تبين نوعا من الكوميديا والاثارة وينتهي العرض بان التكنلوجيا حق انها خدمة الانسان لكن ينبغي ان تكون لمسات الانسان موجودة فيها وليس ان تتحكم التكنلوجيا فينا كما يجري اليوم وللاسف اليوم نحن نتعامل مع اجيال حديثة ومع الكومبيوتر ولكن البرامج التي تصلنا هي برامج استهلاكية وتسيرنا وهيمنت علينا ونحن الان نعيش حالة الادمان الالكتروني وهذه ايضا حالة ينبغي الانتباه لها والتثقيف عليها لان اوربا لايجلسون كثيرا امام الكمبيوتر ومشاهدة الافلام ، ولكن هنا دخلت علينا برامج الكمبيوتر بعد سنوات من الحرمان ولكن ينبغي ان نعرف كيف نستخدم تلك البرامج الكمبيوترية وان نتحكم بالمعلومات بشكل صحيح ويخدم البشرية .

السيرة الذاتية

ولد الانصاري الذي يقيم حاليا في السويد عام 1957 درس الإخراج المسرحي في كلية الفنون الجميلة وحصل على البكلوريوس عام 1979 أما شهادة الماجستير فحصل عليها في 1982  بعدها أنتقل إلى الكويت ليعمل في الصحافة والإذاعة الكويتية.

عاد إلى بغداد ليدرس في كلية الفنون الجميلة، إلى جانب عمله في وسائل إعلام مرئية ومسموعة ومقروءة، إذ كان ناقدا ومحررا في مجلة فنون الأسبوعية, وكاتبا في الصفحات الثقافية في جريدة الجمهورية, ومجلات الطليعة الأدبية, والأقلام, وآفاق عربية, كما عمل معدا ومخرجا في الأقسام الثقافية في الإذاعة والتلفزيون. ساهم في تأسيس رابطة نقاد المسرح في العراق وانتخب عضوا للهيئة الإدارية لنادي السينما العراقي ورئيسا للشعبة المسرحية في نقابة الفنانين العراقيين، كتب واخرج العديد من الأعمال الدرامية للتلفزيون والمسرح. عام 1997 وبعد أن نال شهادة الدكتوراه في الفلسفة قرر أن يترك العراق ليبدأ رحلة المهجر من عمان إلى ليبيا حيث عمل في إحدى جامعاتها, ثم إلى تونس ليواصل العمل في التدريس والصحافة التونسية.

في السويد آخر محطات المهجر واصل الفنان والكاتب حسين الأنصاري العمل الإبداعي وعمل في أشهر المسارح السويدية وأقدمها حيث قدم عروضا مسرحية باللغتين العربية والسويدية نالت استحسان الجمهور السويدي. صدرت لحسين الأنصاري مجموعة من الكتب نذكر منها “مدخل إلى الفنون المرئية” و”تقنيات وسائل الاتصال” و “النشاط الفني في المدارس العراقية” و “إشكاليات التلقي في العرض المسرحي” وله العديد من البحوث والدراسات التي شاركت في مؤتمرات ومهرجانات داخل العراق وخارجه، وهو عضو مشارك في الكتابة للموقع الالكتروني مسرحيون: وهي مؤسسة ثقافية تعني بالثقافة والمسرح العراقي والعربي.