مشاهدات من أرض الكنانة مصر العربية (6) – رعد أبو كَلل الطائي

مشاهدات من أرض الكنانة مصر العربية (6) – رعد أبو كَلل الطائي

كوبري شاطئ ستانلي تحفة ساحرة الجمال

الأمواج البحرية الهائجة تتلاطم وتندفع أسفل المجسر

كوبري شاطئ ستانلي هو من أهم معالم الإسكندرية السياحية، فلا يُمكِنُكَ زيارة عروس البحر المتوسط إلا أن تلتقطَ الصور التذكارية من أعلى الكوبرى في مشهدٍ خياليٍ أوروبيٍ، يُذكرُنا بلحظات السعادة في مدينة الحُب والعشق والجمال، في المحافظة الساحلية المُميزةَّ الإسكندرية، وقد تستمتع أكثر في حالة زيارتِها في فصل الشتاء، إذ ستُشاهِد مشهداً لا يُمكن نسيانهُ، وهو مشاهدةَ الأمواج البحرية الهائِجةَ، وهي تتلاطم وتندفع بأسفل الكوبري، وخروج مياه البحر نحو الشواطئ الرملية، لتواجه الكبائن الخاصة الممتدة على شواطئ جسر ستانلي، وأنتَ تستمتع بهذه الصور الرائعة الآسرة، وللإطلاع أكثر على مشهد الكوبري، انطلقتُ صباحاً باكراً راجلاً بإتجاهه، وسلكتُ مباشرةً الطريق الشمالي السياحي الساحلي للبحر، وبعد مسيرة حوالي ساعة أصبحتُ في قلب ستانلي الجسر، المنتصب على ساحل شواطئ البحر، تُحفةٌ تُسحرُكَ من روعةِ جمالهِ، المركبات تسير بهدوءٍ وبإنسيابيةٍ، والإشارات المرورية، ولوحات الدِلالة حاضرةٌ، وأقولُ، حقاً وبدون مبالغة لم أرى أي ازدحامٍ في حركة سير المركبات، والراجلة من الأشخاص، إذ شاهدتُ عدة أنفاق تربط جانبي الطريق الساحلي، فيما خُطتّ شوارع بعض الأماكن الخاصة لعبور السابلة، أما شواطئ ستانلي، فكانت مُزدحمةً، بعوائِل الزوار من العرب والأجانب، وحتى من الإسكندرية ومحافظات مصر، وهم في كبائن مُنتشرةٌ على الشاطئ الرملي للساحل، وعلى الجانب الآخر من الشاطئ، كان هُنالِكَ عددٌ كبيرٌ من الكافيهات والمقاهي والمطاعم والأكشاك التي تُقدم للزوار، الشاي والقهوة، والمشروبات الغازية  والعصائر الباردة، وخلال جلوسي في أحد الكافيهات، حدثني أحد مندوبي السياحة، والذي كان مُرافقاً لأحد المجاميع السياحية عن جسر شاطئ ستانلي قائلاً :

لقد تم تأسيس الجسر في عهد المحافظة الأسبق اللواء عبد السلام المحجوب الذي اقترحَ هذه الفكرة لحل الأزمة المرورية في الإسكندرية، وتحديداً لمنطقة ستانلي باعتبارها عُنق الزُجاجة، وخاصةً في فصل الصيف ووقت الذروة، وقد تستغرق المُدة التي كانت تسير فيها المركبات حينها أكثر من ساعةٍ، بسبب إن الطريقَ ذِهاباً وأياباً، وضيق طريق الكورنيش في هذا المكان، والكوبرى كما يقول مُحدثيّ، هو الحل الأمثل، كما شُيدَ الكوبري لتوسيع طريق الكورنيش للطريق المؤدي إلى حي المنشية، وأصبح سهلٌ للغاية، وتجاوز الأزمةَ، وأفتتحتّ المحافظة كوبري ستانلي الذي بلغت كلفتهُ 30 مليون جُنيهاً، في عام 2001 ميلادي في أحتفاليةٌ كُبري، وأصبح جزءً لا يتجزءّ من المعالم السياحية في الإسكندرية، ويُرجح تسمية كوبري شاطئ ستانلي نسبةً إلى الرحالة الأنجليزي (مو مور كَون)، والذي له أكتشافات مُهمة مِنها، منابعَ نهر النيل في بحيرة فكتوريا .

تصميم الكوبرى

تم تصميم مُجسر كوبرى ستانلي على الطراز الأيطالي، والحديث ما زالَ لمندوب السياحة، مستوحى من طراز تصميم قصر المُتنزه في الإسكندرية، فهو يشبه القصور الملكية، من ناحية أعمدة الأنارة الخاصة والمُميزة، ويبلغ طول المُجسر 400 مترٍ، فيما يبلغ عُرضهُ 21 متراً، وبإتجاه واحدٍ موازيٍ للكورنيش، وهو يُسهِل إنسيابية الحركة المرورية على الطريق، والتي كانت تُسبب مأزقاً كبيراً خاصةً في نهاية التسعينيات من القرن الماضي، بعد زيادةٍ كبيرةٍ في أعداد المركبات، وزيادةٍ مُضاعفة في عدد السُكان في الإسكندرية، وعندَ أفتتاح المجسر رسمياً، حقَقَ طفرةً سياحيةً كبيرةً، وأصبحَ مزاراً سياحياً لِكُل مواطني محافظات مصر، ليشاهدوا روعةَ تصميمهُ المعماري، وكيف تم إنشاؤه في وسط البحر، فهو أول كوبرى يخترق مياه البحر، كما أصبحت هُناكَ أفواجٌ سياحيةٌ تأتي خصيصاً للتنزة وإلتقاط الصور التذكارية بجوارهِ، بإعتبارِهِ معلماً مُهماً، ومبنىً مُميزاً من الطراز الإيطالي القديم، وعند زيارتِكَ وسيرِكَ على كوبرى ستانلي ستجدَّ أقفالاً عديدةً مُعلقةً، ومكتوبٌ عليها أسماءَ شبابٍ في أعلى الكوبرى، وكما يقول الإسكندرانيون عنها، إن هذه عادةٌ قديمةٌ لدى أهالي الإسكندرية، يضعون هذه الأقفال على السور الحديدي للكوبرى مُنذُ افتتاحِهِ، وذلِكَ أسوَةً بالدول الأوروبية، والتي تسمى أقفالَ الحُب الشهيرة في كوبرى ستانلي .

 ويبقىَّ القولّ :

إن شاطئ كوبرى ستانلي السياحي، هو من أهم شواطئ الإسكندرية، كونِهِ يتميّزّ وينفرد بمميزاتٍ تجعلهُ في صدارةّ شواطئ المحافظة، فشاطئ ستانلي يستمدُ مكانتهُ، من تأريخيهِ وقيمتهِ المكانيةِ، إذ يقع في أجمل أحياء الإسكندرية، والشاطئ بهِ مكاناً مخصصاً لعوائل الزائرين، فضلاً إلى كونه مكاناً رائعاً لإلتقاط الصور وصُنع الذكريات علاوةً إلى إن مياهَهَ مُشجعةً جداً للسباحة، ولا ننسى مَنظرَ البحر مع كوبرى ستانلي العريق فهو رائعٌ للأسترخاء والتأمُلّ وفيه جلساتٌ رومانسيةٌ،  وإن أهمَ طقوسه هو صيد السمك كُمتّعةٍ ليس لها مثيلاً، ولا ننسى أن نذكُر إن سعر تذكرة الدخول إلى شواطئ ستانلي السياحية هي 25 جُنيهاً، وسعر التذكرة يشمُل الحصول على كرسي وشمسية، وغرفة لتغيير الملابس، وأستعمال دورة المياه .

مشاركة