مشاريع خيرية وليست مواضيع سياسية – عبد الستار رمضان

مشاريع خيرية وليست مواضيع سياسية – عبد الستار رمضان

أفسدت السياسة والسياسيون الحياة في العراق، وبدلاً من ان يصلحوا حياتنا ويجعلوها بحال افضل مما كانت عليه، تحولت حياة الناس (اوالاصح اكثرية الناس من غير المستفيدين والمنتفعين من الوضع الجديد) الى معاناة وازمات مستمرة دائمة وركض من اجل تأمين المستلزمات الاساسية ومتطلبات الحياة اليومية.

وتمثل بعض المشاريع الخيرية مثل العيادات الطبية والمستشفيات والمدارس ودورات التقوية وبعض الاعمال والمنجزات المهمة مثل بناء بيوت للأرامل والايتام وذوي الاحتياجات الخاصة وتوزيع رواتب دائمة للمحتاجين من بعض الاشخاص والجمعيات التي لا نذكر اسمائهم، لكن مشاريعهم ومنجزاتهم واضحة ويستفيد منها الآلاف في مدن كثيرة في العراق ومعروفة لنا بشكل كبير في اربيل والموصل على سبيل المثال.

لكن السياسة وشهوة السياسيين للسلطة والنفوذ والسيطرة تكاد توقف او تعطل هذه المشاريع الخيرية التي تقدم خدماتها بشكل منتظم وبأسعار بسيطة وبعضها بالمجان للمراجعين من المرضى والمحتاجين من مختلف مناطق العراق.

  وقد أعلنت احدى هذه العيادات الخيرية المتنقلة معاودة واستئناف نشاطاتها مجدداً بعد توقفها لفترة عقب استغلالها انتخابياً من قبل بعض المرشحين والمسؤولين، مؤكدة أن المبادرة ستعود بروحها الإنسانية البحتة بعيداً عن أي توظيف سياسي، وتتضمن نشاطاتها مجموعة واسعة من الخدمات الطبية والتنموية، مثل عيادات طب الأطفال والأسنان مع توزيع فرش ومعجون أسنان، عيادة للبصريات مع توفير نظارات، فضلاً عن فحوصات مبكرة للضغط والسكر وفصيلة الدم.

صناعات يدوية

كما تتخلل المبادرة جلسات توعية للآباء والأبناء حول الصحة العامة ومضار السهر والشاشات، إلى جانب مسابقات طبية وجوائز، ومعرض كتب وألعاب تنمية قدرات وذاكرة، إضافة إلى الصناعات اليدوية والتراثية.

إن اسباب الإغلاق جاء نتيجة ضغوط وفرض مرشحين ومسؤولين إرسال مرضى عنوة إلى الكوادر الطبية في العيادة، وكأنها تابعة لهم انتخابياً، الأمر الذي أربك سير العمل وأضر بأحقية المراجعين الحقيقيين.

علماً أن “العيادة خُصصت منذ افتتاحها للفقراء والبسطاء فقط، بعيداً عن أي توظيف سياسي أو إعلامي، لكن ما جرى أجبرهم على التوقف”.

وقد وصف أحد المرضى الذين قصدوا العيادة ووجدها مغلقة، بأن “هذا المكان كان نافذة أمل للفقراء يخفف عنهم آلامهم، لكن يبدو أن بعض المرشحين والسياسيين قد استكثروا حتى هذه الخدمة على البسطاء”.

ان النشاطات والخدمات والمنافع والمساعدات التي تقدمها هذه الجمعيات والاشخاص المعروفون هي بالأساس من صميم واجبات والتزامات الدولة، وهي حقوق للمواطن في أي مكان في العالم، لكن في العراق الدولة والحكومات تخلت عن واجباتها في توفير وضمان حقوق المواطن في التعليم والصحة والماء والكهرباء والخدمات الاساسية التي تحولت الى مشاريع استثماراصحابها السياسيون والمسؤولون انفسهم والذين لديهم مصلحة في تصفية والغاء وفشل المدارس والجامعات والمستشفيات الحكومية والعامة في سبيل نجاح مدارسهم وجامعاتهم ومستشفياتهم الخاصة ولم يبقى لهم لو يستطيعون لباعوا الهواء الى الناس.

مشاركة