مسلّة
حيدر حاشوش العقابي
لست عاشقا
حين أسرعت بطرح عواطفي,
لست بحاجة لماء
ولا رضاب…
أنا بحاجة لأرض امشي عليها,
لاقطعة من خراب…
اعرف إني عاشق مثالي
فليس هناك امرأة تعشقني كي تتعذب
وليس هوايتي تعذيب النساء
أتضور عشقا…
وأبيع الرغيف للفقراء
أنا رجل شرقي
قلت سلاما
لأردئ الأشياء
وأتفه الأشياء
من إلف حرب أتيت,
من معتقل ليس فيه سوى الحمام,
سرت بالكاد على مؤخرتي
ومااسقطت اللجام
عودت نفسي على المجاعة,
وكنت عبدا أعيش في سلام
لم أكن جنديا…
أقاتل مع فارس الهمام
ولم اقتل أحدا من عشيرتي
ولم أتحدث عن الشرف العربي
الذي باعه الأغراب..
في سوق الشام
كنت أوزع الحلوى على أطفال بلادي
ولم ازرع شوكا في طريق الحمام
وبكيت قتلاك أيها الوطن اللا سعيد,
بكيت الطفولة…والإنسان
بكيت من الحرب التي أخذت نصف أخوتي
بكيت عشيرتي,
بكيت اشلاءا في العلن
بكيت وطنا ليس مثله وطن
بكيت العراق الذي تأخذه الريح,
لينجب أطفالا من قمامات المحن,
هوذا صوتي
يخرج من زنزانة
زنزانة الإشعار
هوذا إنني اجلس على دكة الناي اغني
علني ان استبقت جنحي المكسور يقبلني
علني امسك الشهقات عصافيرا ,
فتهجرني
وكنت لاشيء
وكنت صباحا تأخر عن ملاطفة الشمس,
وكنت ملاحا تائه بلا سفني,
أوقدت أحلاما ..
واحتضنت أرضا ربما ستعصمني
من أي ناي يخرج صمتي
وأي قابلة تجهض أحلامي في العلن
أنا الوريث لشعري المنثور على صباحات الكدح
أنا دخلت إلى حليبك مئذنة
فمن سيحرمني من صلاتي
او يمنعني
كنت طفلا بالكاد أعصر ثدي أمي
واحملني..
من ذا بعد أيام سيحملني,؟
من ذا يوجج الريح
ليستخرج من عباب أشرعة
ليتركني
أتجرع ملح جراحي
واسرق جثتي التي للان تنهشني
النسوة اللواتي قطعن أيديهن
احترفن الماء
بحثن عن ماض بين عروقي
فما وجدن في غير شظايا زمني
لحمي وسادة للصرير
ووجهي باب
كيف اكسر الباب لأدخلني,
عن أي الفراتين اغني
وكيف أعصر دمعي
لاستخرج مدنا من العفن
ياسيد الصحراء
قلبي
نكش
جسدي سومر
من ذا سيجهلني
إني وثبت لأزرع حكمتي فوق ارض الله
وقد خرجت من قميصي اليومي أية
كيف تنكرني
أنا العراق
سأبقى على طول المدى
ريحا
فأي الروائح الصفراء ستزكمني
سأبقى على طول المدى ريحا
أي الروائح الصفراء تزكمني؟؟
AZP09